حقق طفرة في 2014.. ما هو النفط الصخري وطريقة استخراجه ومخاطره؟
دخل على خط المنافسة العالمية، من خلال قيام الولايات المتحدة -أكبر مستهلك للخام في العالم- بإنتاجه محليا.
بلغ التسابق المحموم بين الدول الكبرى أشده لتأمين احتياجاتها من البترول، وهو ما يفسر توسع استخدامات التكنولوجيا الحديثة لاستخراج النفط الصخري وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن ما هو الفرق بين النفط الصخري والنفط التقيلدي، وكيف يتم استخراجه؟
في التقرير التالي "العين الإخبارية" تلقي الضوء على مفهوم النفط الصخري، خاصة بعد أن أفقد هذا النفط، الزخم الذي كان يتميز به النفط التقليدي المستخرج من حقول برية أو بحرية حول العالم، ودخل على خط المنافسة العالمية، من خلال قيام الولايات المتحدة -أكبر مستهلك للخام في العالم- بإنتاجه محليا.
- انهيار النفط الأمريكي يعيد للذهب بريقه بجلسة الإثنين الأسود
- رؤية 2030.. السعودية تتجه لتقليص سطوة النفط على الدخل
وعالميا، يبلغ إجمالي الطلب على النفط (التقليدي والصخري) بالظروف الطبيعية، نحو 100 مليون برميل يوميا، تراجع بسبب جائحة كورونا إلى متوسط 80 مليونا، بحسب بيانات منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، بصدارة إنتاج واستهلاك للولايات المتحدة.
لكن، ما هو النفط الصخري، الذي تنتجه الولايات المتحدة بكميات كبيرة، وجعلها تخفض اعتمادها على الاستيراد، من متوسط 10 مليون برميل يوميا كانت تستوره، إلى متوسط حالي يبلغ قرابة 6 - 7 ملايين برميل يوميا؟
ما هو النفط الصخري؟
النفط الصخري، هو زيت خام عالي الجودة يقع بين طبقات من الصخر أو الحجر الطيني؛ إذ تقوم شركات الإنتاج بالحصول على النفط الصخري، من خلال تكسير التكوينات الصخرية التي تحتوي على طبقات النفط.
ومنذ عام 2014، خلق النفط الصخري الأمريكي طفرة في إنتاج النفط الخام المحلي، إذ يشمل النفط الصخري أكثر من ثلث الإنتاج البري من النفط الخام في الولايات المتحدة، أي قرابة 4.5 ملايين برميل يوميا.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كان متوسط إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة حتى عام 2014، نحو 500 ألف برميل يوميا، وبدأ الإنتاج بالزيادة حتى وصل لمتوسط 4.5 وفي بعض الأوقات تجاوز 5 ملايين برميل يوميا حاليا.
لذلك، تحولت الولايات المتحدة تدريجيا لتصبح أكبر منتج للنفط الخام في العالم، بمتوسط إنتاج 13 مليون برميل يوميا، وهي كذلك أكثر مستهلك للخام بمتوسط يومي في الوضع الطبيعي يبلغ 18 مليون برميل يوميا.
كيف يتم إنتاج الزيت الصخري واستخراجه؟
تقوم شركات النفط بحفر عمودي في التكوين الصخري، وبعد أن يقوم المشغلون بحفر البئر، فإنهم يحفرونه بزاوية 90 درجة أي الحفر أفقيا عند عمق معين.
وتسمح هذه التقنية لشركات التنقيب، بالوصول إلى 10000 قدم من صخر الخزان، ثم يقومون بضخ رشقات من الضغط العالي من الماء والرمل والمواد الكيميائية لكسر الصخر الزيتي وإطلاق الزيت.
ويعد حقل باكن في داكوتا الشمالية ومونتانا في الولايات المتحدة، أكبر حقلين لإنتاج النفط الصخري، بمتوسط إنتاج يومي مليوني برميل من النفط الخام.
وبسبب زيادة إنتاج النفط الصخري، فقدت أسعار الخام جزء من سعرها الطبيعي في السوق العالمية، وفق آلية العرض والطلب، إذ دفع ضخ النفط الصخري في الأسواق الأمريكية، إلى تخفيف الولايات المتحدة عمليات الاستيراد.
وبحسب بيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، تتراوح كلفة استخراج البرميل الواحد من النفط الخام، نحو 35 - وتصل حتى 42 دولارا للبرميل الواحد، وهو نفط مجد عندما يكون سعر البرميل فوق 60 - 70 دولارا.
بينما تبلغ كلفة إنتاج برميل النفط التقليدي بين 2.5 دولارا بالنسبة للسعودية، وفق تصريح صدر العام الماضي، لأرامكو، ويصل حتى 20 دولارا لبعض المنتجين حول العالم، وفق الأجهزة المستخدمة وعدم وجود فاقد أثناء الاستخراج.
إلا أن سلبيات استخراج النفط الصخري عالية، فإلى جانب تلويث البيئة، فإن التكسير مثير للجدل، إذ تستخدم الشركات الكثير من الموارد الطبيعية قبل أن يتمكن الحفارون من استخراج أول قطرة من الزيت.
ويتوجب على الشركات ضخ 800 شاحنة محملة بالمياه، كما يستخدمون المئات من حمولات الشاحنات من مواد أخرى ما لم تكن المياه موجودة بالفعل في الموقع، يجب نقلها بالشاحنات.
كذلك، يمكن أن يؤثر التكسير على مياه الشرب، حيث من الممكن أن تتسرب سوائل التكسير إلى المياه الجوفية، إما عن طريق الصدفة أو إذا تم التخلص منها بشكل غير صحيح.
مخاطر إنتاج النفط الصخري
في يناير من العام 2019 خلصت نتائج مقارنة أجرتها صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية إلى أن الآلاف من الآبار الصخرية، التي تم حفرها في السنوات الخمس الأخيرة تضخ كميات نفط وغاز أقل مما توقعه أصحابها وأبلغوا به المستثمرين، مما يثير تساؤلات بشأن قوة وربحية الطفرة التي حولت الولايات المتحدة إلى قوة نفطية عظمى.
وقارنت الصحيفة الأميركية بين تقديرات الإنتاج التي زودت بها شركات النفط الصخري الكبيرة المستثمرين، وتقديرات أطراف ثالثة حول كميات النفط والغاز الموجود بالآبار الآن.
ونتج عن المقارنة أن ثلثي التوقعات التي قدمتها الشركات النفطية بين عامي 2014 و2017 في 4 مناطق حفر في الولايات المتحدة "كانت متفائلة أكثر من اللازم"، وفقا لتحليل حوالي 16 ألف بئر، يديرها 29 من أكبر منتجي الحقول النفطية في تكساس ونورث داكوتا.
بعد كامل وتحديدا في الأسبوع الأول من يناير من العام الحالي، قالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن إنتاج النفط من 7 تشكيلات صخرية رئيسية في الولايات المتحدة من المتوقع أن يرتفع بنحو 22 ألف برميل يوميا في فبراير إلى مستوى قياسي جديد عند حوالي 9.2 مليون برميل يوميا.
وأضافت إدارة المعلومات في توقعات شهرية أن من المنتظر أن يزيد الإنتاج من حوض برميان في تكساس ونيو مكسيكو، وهو أكبر التشكيلات الصخرية، بمقدار 45 ألف برميل يوميا ليصل إلى مستوى قياسي عند 4.80 مليون برميل يوميا. وأظهرت البيانات أن تلك الزيادة ستكون الأصغر منذ يونيو 2019 .
ومن المتوقع أن يرتفع الإنتاج من منطقة باكن في نورث داكوتا ومونتانا بحوالي خمسة آلاف برميل يوميا إلى ذروة جديدة عند حوالي 1.53 مليون برميل يوميا.
وكشفت جائحة كورونا التي يعيشها العالم حاليا مخاطر مالية ضخمة لإنتاج النفط الصخري مع تراجع الاستهلاك وانكماش الكلب على النفط التقليدي ما أدى إلى انهيار الأسعار ليصبح إنتاج النفط الصخري عبأ كبيرا على منتجي هذا النوع من النفط عال التكلفة.