مصر.. متحف الفن الإسلامي يستعيد مقتنياته المدمرة
المعرض يتضمن عرضا تخيليا بتقنية "هولوجرام" لقطع أثرية بشكلها الأصلي تم تدميرها أثناء الانفجار الذي تعرض له متحف الفن الإسلامي 2014.
ينظم متحف الفن الإسلامي معرضاً مؤقتاً للصور الفوتوغرافية، السبت ١١ أغسطس/آب، بالتعاون مع جمعية "المتاحف لنا" ومركز توثيق التراث الحضاري بالقرية الذكية.
وقالت إلهام صلاح، رئيس قطاع المتاحف، إن المعرض سيقام داخل صالة العرض المؤقت رقم ٢، في تمام الساعة السادسة مساء وحتى الساعة التاسعة مساء، ويضم ٣٠ صورة فوتوغرافية توثق أحداث الانفجار الغاشم للمتحف عام ٢٠١٤.
ومن جانبه، كشف ممدوح عثمان، مدير عام المتحف الإسلامي بالقاهرة، في بيان صحفي، عن عرض بعض القطع التي تم ترميمها وأخرى لم يتم انتهاء أعمال الترميم بها داخل قاعة العرض المؤقت رقم ١".
وأوضح أنه وأول مرة سيقام عرض تخيلي بتقنية "هولوجرام" لقطع أثرية بشكلها الأصلي تم تدميرها أثناء الانفجار، ولم يتبق منها إلا الفتات،
كما يقام على هامش المعرض احتفالية فنية للإنشاد الديني والمولوية بقيادة الفنان أحمد سليمان، داخل حديقة المتحف بوسط القاهرة.
يذكر أن مبنى المتحف تعرض لأضرار جسيمة طالت واجهته وبعض قاعات العرض وجزء من المقتنيات الأثرية به، وبلغت تكلفة ترميمه 57 مليون جنيه.
ويعد هذا المتحف بانوراما فريدة من نوعها لكل العصور الإسلامية بتراثها وفنونها من أعمال فنية يبلغ عددها 102 ألف قطعة أثرية نادرة، تمثل الحضارة الإسلامية منذ فجر الإسلام وحتى نهاية العصر العثماني، وتنتمي القطع الأثرية المعروضة بالمتحف على الجزيرة العربية وتركيا وبلاد فارس والمغرب والهند والصين، وتتنوع في خاماتها ما بين الخشب والجص والمعادن والخزف والزجاج والمنسوجات.
يقع المبنى الحالي للمتحف العريق في ميدان باب الخلق الشهير بوسط القاهرة التاريخية، وشيد المبنى الحالي عام 1902 ليكون ثاني مبنى يشيد بالخرسانة المسلحة بعد المتحف المصري، وافتتحه الخديو عباس حلمي الثاني في 28 ديسمبر/كانون الأول 1903.
وتعود فكرة إنشاء المتحف وجمع المقتنيات الثمينة به إلى عصر الخديوي إسماعيل، وفي عهد الخديو توفيق قام "فرانتز باشا" بجمع التحف الأثرية الإسلامية في الإيوان الشرقي من جامع الحاكم بأمر الله، وفي عام 1881 صدر مرسوم خديوي بتشكيل لجنة لحفظ الآثار العربية، وبعد أن ضاق الإيوان بمقتنياته من التحف استقر الرأي على بناء المبنى الحالي في ميدان "باب الخلق" بالقاهرة تحت مسمى "دار الآثار العربية"، ووضع حجر الأساس عام 1899، وانتهى البناء عام 1902، ثم نقلت التحف إليه.
وحضر حفل افتتاح المبنى اللورد كرومر المندوب السامي البريطاني في مصر في ذلك الوقت، وحضر رياض باشا رئيس مجلس النظار (مجلس الوزراء) وعدد من أعضاء مجلس شورى القوانين (البرلمان)، والإمام محمد عبده مفتي الديار المصرية، والشيخ حسونة النواوي شيخ الجامع الأزهر آنذاك وعدد كبير من الأعيان.
شيدت واجهة المتحف على طراز المباني المملوكية المنتشرة بأرجاء القاهرة الفاطمية، ولا سيما في استخدام الحجر المشهر، وفي عام 1952 تم تغيير مسماه من "دار الآثار العربية" إلى متحف الفن الإسلامي، لأن الفن الإسلامي يشمل جميع أقاليم العالم الإسلامي العربية وغير العربية تحت رعاية الخلفاء والحكام المسلمين على امتداد الإمبراطورية الإسلامية.
وينقسم المتحف تبعا للعصور والعناصر الفنية والطرز، من الأموي والعباسي والأيوبي والمملوكي والعثماني، ويقسم إلى 10 أقسام تبعا للعناصر الفنية وهي: المعادن، العملات، الأخشاب، النسيج، السجاد، الزجاج، الزخرف، الحلي، السلاح، الأحجار، والرخام.
ومن أهم مقتنيات المتحف أقدم دينار إسلامي، عليه شعار "الببر"، الذي يرمز للسلطان بيبرس البندقداري، ومن ضمن المخطوطات النادرة في المتحف مصحف نادر من العصر المملوكي، وآخر من العصر الأموي مكتوب على رق الغزال.
aXA6IDUyLjE0LjI3LjEyMiA= جزيرة ام اند امز