حزب الله ينقض على ما تبقى من لبنان بسلاح الدولار الأسود
يؤكد حزب الله مجددا أنه دويلة مستقلة داخل لبنان عبر تثبيت آليات سحب الأموال باسم جمعية تابعة له بالضاحية الجنوبية لبيروت.
وفي وقت يعاني اللبنانيون فيه من القيود والإجراءات المصرفية الصارمة التي تعيق إمكانية حصولهم على أموالهم من المصارف ولا سيما بالدولار، يؤكد حزب الله مرة أخرى على أنه دويلة داخل الدولة ضاربا بعرض الحائط القوانين اللبنانية وفارضا سياسته في بيئته.
وقبل أيام عمد حزب الله وبشكل علني على تثبيت آليات سحب الأموال باسم "جمعية القرض الحسن"، في معقله بالضاحية الجنوبية لبيروت كي يتسنّى للمتعاميلن مع "القرض الحسن" وللعاملين لديه الحصول على الأموال بالدولار الأمريكي.
- برلمان لبنان يأمر بإخضاع المؤسسات والمصرف المركزي للتدقيق المالي
- التدقيق الجنائي يعمق جراح لبنان الاقتصادية.. انسحاب رسمي
و"القرض الحسن" المرخّص في لبنان على أنه جمعية بدأ منذ سنوات يقوم بدور المصرف عبر تقديمه قروضا للعملاء ورهن الذهب وغيرها من المعاملات المصرفية.
وفي الفترة الأخيرة ارتفعت أصوات ضدّه في بيئته رفضا للسياسة التي اتبعها عبر فرضه على المتعاملين معه الذين سبق أن حصلوا على قروض بإعادة دفع أقساطها بالدولار الأمريكي في وقت سجّل ارتفاع غير مسبوق لسعر الصرف في السوق ما رفع قيمة القروض أكثر من أربع مرات.
واليوم يعمد إلى وضع آليات سحب الأموال مستمرا بهذه المخالفة فيما لم تقم الجهات المعنية في لبنان بأي خطوة رادعة، بل على العكس بدأت حملات من مناصريه ضد الإعلام الذي يتحدث عن هذا الموضوع متهمينه بالتحريض على حزب الله وبيئته.
من جهتها أكدت الخبيرة الاقتصادية فيوليت بلعة، أن "القرض الحسن هو جمعية وليس مصرفا مسجلا ضمن لائحة المصارف العاملة في لبنان وبالتالي نشأته وأهدافه وأغراضه مخالف لكل القوانين، بحيث إنه أنشئ كجمعية لكن آلياته التنفيذية تتبع آلية المصرف إلى أن وصلت اليوم إلى وضع الصرافات الآلية لسحب الأموال عبر بطاقات خاصة للمتعاملين معها".
وقالت بلعة لـ "العين الإخبارية": " هذه الخطوات تعني أن حزب الله رويدا رويدا يعمل على تكبير حجم دولته داخل الدولة اللبنانية وينشئ اقتصاده الموازي ونظامه المصرفي وكل الآليات التنفيذية من دون أن يتم وضع حد له من قبل الدولة لأن العمل المصرفي يشرّع من الحكومة ومصرف لبنان عبر قوانين في مجلس النواب ويلتزم بالتعاميم وتتم مراقبته ويدفع الضرائب، لكن القرض الحسن هو خارج هذا النظام ولا أحد يعلم كيف يعمل وكيف يعطي القروض ومن أين أمواله وكيف يوظفها".
وتضيف بلعة "هناك الكثير من علامات الاستفهام حول الموضوع وطبعا لأنه مرتبط بحزب الله لا يمكن طرح السؤال أو معرفة المزيد من التفاصيل"، مشيرة "إلى أن آليات الصرف هذه التي وضعها حزب الله تذكّرنا بعملة داعش التي أصدرتها خلال مرحلة صعود التنظيم قبل أن يتم القضاء عليه".
مصدر الأموال
أما عن مصدر أموال حزب الله الذي يخضع لعقوبات أمريكية وسبق أن أعلن صراحة أمينه العام حسن نصرالله أنها تأتي من إيران، تقول بلعة "المصدر الأول هو من طهران حيث يتم شحن الأموال برا نتيجة العقوبات عليه"، مذكرة بشاحنة الأموال المرسلة لحزب الله من إيران والتي قامت إسرائيل بضربها قبل أيام.
أما المصدر الثاني فتقول بلعة إنه السوق الداخلية، وذلك عبر شبكة الصرافين التابعين له في الضاحية الجنوبية في بيروت والذين ساهموا بشكل كبير برفع الدولار في السوق السوداء عبر شراء العملة الخضراء وتحويل الأموال إلى دولار إضافة إلى منظومة الجمعيات والمؤسسات التي تعمل بين لبنان والخارج وتمر عبرها الأموال، إضافة إلى الجمعيات الوهمية التي أنشئت تحت شعار مساعدة الناس بحيث يتم عبرها إرسال الأموال الى حزب الله"، مشيرة إلى أن بعض هذه الجمعيات أدرج على لائحة العقوبات وبعضها الآخر لا شك أنه تحت المراقبة".