كتائب حزب الله العراق.. قدرات عسكرية وإعلامية لـ"إرهاب مقنع"

الضربة الأمريكية ضد مواقع كتائب حزب الله العراق في العراق قبل يومين ركزت الضوء على القدرات العسكرية والأذرع الثقافية والإعلامية لها.

بثلاثة أركان (هرم القيادة، القدرات العسكرية، الأذرع الإعلامية)، قدمت كتائب حزب الله العراق قرابين الولاء والطاعة لإيران كمليشيا إرهابية تابعة للحرس الثوري. 

• كتائب حزب الله العراق.. إرهاب في الداخل والخارج بـ"تأشيرة إيرانية"

ربما تكون الضربة الأمريكية ضد مواقع كتائب حزب الله العراق، الأحد، قد صدرت للمشهد القدرات العسكرية لتلك المليشيا، غير أن ما خفي كان أعظم، حيث تمتلك أذرعا ثقافية وإعلامية ومدنية تستهدف الأطفال والشباب والنساء.

ومع بداية ظهورها، حاولت الكتائب إخفاء هويتها المذهبية وتبعيتها لإيران، إذ روجت منذ عام 2003 إلى أنها تستهدف القوات الأمريكية حتى إخراجها من العراق.

قيادات الكتائب

صحيح أن الإعلان الرسمي عن كتائب حزب الله العراق بمسماها وفصائلها الخمسة (لواء أبوالفضل العباس وكتائب كربلاء وكتائب علي الأكبر وكتائب السجاد وكتائب زيد بن علي) كان في عام 2006، إلا أن الظهور الأول لقياداتها لم يحدث إلا بعد 6 سنوات.

ففي عام 2012، كشفت المليشيا عما يُسمى بالمكتب السياسي ومكتب العلاقات العامة والناطق الرسمي لها، وذلك بعد انسحاب القوات الأمريكية من العراق، إضافة إلى الجناح العسكري الخاص بها.

ويتصدر خريطة قيادات كتائب حزب الله العراق المرجع الشيعي محمد السند كمشرف عام لها، وهو من أصول عراقية ويقطن في لبنان، ويشتهر كأستاذ في الحوزة العلمية (أي المدرسة الفقهية التابعة للمذهب الجعفري) في النجف.

أما الرئيس التنفيذي للكتائب فهو جمال جعفر إبراهيم المكنى بـ(أبومهدي المهندس)، ويُعرف بعضويته في الحرس الثوري الإيراني، ثم الأمين العام جعفر الغانمي الملقب بـ(أبوإسلام)، ويشتهر بقربه من الحرس الثوري الإيراني وكونه قائدا ميدانيا في سوريا.

ويتولى كمال الفرطوسي المنشق عما يُسمى بـ(جيش المهدي) المسؤولية الإدارية والمالية لكتائب حزب الله العراق، بمساعدة كل من محمد الكعبي، وعامر خواجة ومقتدى الأنصاري.

ويعد خالد إسماعيل (أبومصطفى) مسؤول التمويل وعمليات التجنيد، حيث كان يعمل خلف واجهة لشركة أمنية، ثم في سبتمبر/أيلول 2009 اعتقلته العمليات الخاصة العراقية، ثم أفرج عنه لاحقا.

واحتفظ أبوعلي الخزعلي بموقع مميز داخل كتائب حزب الله العراق كونه قائدا ميدانيا بارزا قبل أن يتم قتله في غارة أمريكية استهدفت قوات مليشيا الحشد الشعبي الأحد 29 ديسمبر/كانون الأول الجاري.

ولكتائب حزب الله مجلس شورى يضم عدداً من القيادات التي تضع الخطط العسكرية، بالإضافة إلى التحركات السياسية والإعلامية والتمويل.

القدرات العسكرية

ولا يمكن إغفال الدور الذي لعبه عماد مغنية أحد أبرز قادة مليشيا حزب الله اللبناني في تشكيل الجناح العسكري لـ(كتائب حزب الله العراق) قبل سقوطه غارقاً في دمائه إثر غارة إسرائيلية على موكب له في القنيطرة السورية يناير/كانون الثاني عام 2015.

وتتحدث تقارير إعلامية محلية عن أن القوام الميداني للكتائب يتشكل من 3 آلاف مسلح، يبرز بينهم ضباط سابقون بالجيش العراقي انضموا إليها بعد تفكيك الجيش النظامي.

بدأت القدرات العسكرية لكتائب حزب الله العراق باستخدام أسلوب الهاون ذي العيار الثقيل عام 2003، ثم انتقلت إلى أسلوب الصواريخ والضربات المتعاقبة سنة 2006، وهو العام نفسه الذي أسقطت فيه لأول مرة مروحية (أباتشي).

ومع ارتباطها بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، تطورت القدرات العسكرية للكتائب بشكل سريع، خاصة بعد حصولها على عدة صواريخ متطورة، فجرى استحداث مجموعات للقناصة والقوات الخاصة، لتتمكن فيما بعد من الانخراط في حرب العصابات بالعراق وسوريا.

وفيما بعد بدأت كتائب حزب الله العراق في استخدام صواريخ (سترله) المضادة للطائرات و(أشتر) و(كاتيوشا) و(ذو الفقار والكرار وحيدر) وذلك في عام 2010.

وقد استخدمت تلك الصواريخ ضد القواعد الأمريكية، وتحديداً في 5 يناير/كانون الثاني 2011، إذ ضربت الكتائب قواعد كالسو في شمال الحلة وسلير وفكتوري وليبرتي في بغداد بمجموعة من صواريخ الأشتر والكرار.

وتحظى كتائب حزب الله العراق بميزة نسبية في التسليح عن بقية المليشيات التابعة لإيران، بداية من أنها تقوم بتصنيع الأسلحة بنفسها، إضافة إلى الترسانة التي غنمتها من مخازن الجيش العراقي، وتضم أسلحة خفيفة ومتوسطة وثقيلة.

وتشمل ترسانة الكتائب: (كلاشنكوف، ومسدسات، وقذائف صاروخية RPG-7، وقناصات B29, HS-50، وهاون من 60 إلى 180 ملم، وكاتيوشا، وستر مقاومة للطائرات، ومدافع أحادية وثنائية ورباعية، وراجمات صغيرة المثبتة على الأرض وعلى العجلات).

وتوسعت عناصر الكتائب في استعمال العبوات الناسفة المختلفة، والتي استعملتها بكثافة ضد القوات الأمريكية، وفي سبتمبر/أيلول 2014 أعلنت امتلاكها طائرات بدون طيار.

أذرع إعلامية ومدنية

رغم أن كتائب حزب الله العراق غير ممثلة في حزب سياسي تنتشر بجناح مدني في مؤسسات تابعة لها: (جمعية كشافة الإمام الحسين، مؤسسة المصباح الثقافية، مؤسسة الزينبيات النسوية الثقافية، ومؤسسة النخب الأكاديمية).

ففي عام 2011، أسست الكتائب جمعية كشافة الإمام الحسين لتهيئة وتدريب الأطفال والناشئين والشباب لزجهم في صفوفها، وتنفيذ الأجندة الإيرانية في العراق، ثم أبرمت اتفاقية مع جمعية كشافة (المهدي) اللبنانية، وتحديداً إلى مدينة الخميني الكشفية بلبنان ومخيمات كشفية في إيران أيضاً.

أما مؤسسة النخب الأكاديمية التابعة للكتائب فتركز على استقطاب الشباب وطلاب الجامعات العراقية إلى صفوفها بالدرجة الأولى، وتأسست في 17 نوفمبر/تشرين الثاني 2011.

ثم تأتي مؤسسة الزينبيات النسوية الثقافية، والتي جرى إطلاقها في سبتمبر/أيلول 2012، والتي تزعم مساعدة الأيتام، إضافة إلى مؤسسة المصباح الثقافية.

وتدير كتائب حزب الله العراق مراكز بحثية وثقافية ورياضية مثل: (مركز فكرة لرعاية الباحثين، ومكتبة السفينة العامة، ومعرض الشيخ الطوسي للكتاب، وأكاديمية المصباح الرياضية، ومركز المصباح الثقافي، والمصباح السمعية والمرئية).

أما الأذرع الإعلامية التي تمثل صوتاً غير رسمي للكتائب فهي: (قناة الاتجاه، وإذاعات: الاتجاه FM 106,3، والكوثر FM 104,9، وصحيفة المراقب العراقي).

وفي سوريا، تتولى كتائب حزب الله العراق إدارة مراقد الشيعة في العاصمة دمشق، حيث تسيطر تحديداً على حي السيدة زينب.