تلاسن "أمل" و"الوطني الحر".. رحى الخلافات تصدع تحالف حزب الله
ضربت التصدعات تحالف مليشيات حزب الله في لبنان مع تلاسن بين حليفيه "حركة أمل" والتيار الوطني الحر".
الخلافات القديمة بين أنصار رئيس مجلس النواب نبيه بري وأنصار رئيس الجمهورية ميشال عون عادت للواجهة على خلفية سعي حزب الله وأمل الثنائي الشيعي لإطاحة بقاضي التحقيق في كارثة انفجار مرفأ بيروت.
والأسبوع الماضي شهدت منطقة الطيونة اشتباكات دامية سقوط خلالها 7 قتلى، في مسيرة احتجاجية لحركة أمل وحزب الله تنديدا بقاضي التحقيق طارق البيطار، ووجهت أصابع الاتهام بالمسؤولية إلى "حزب القوات اللبنانية".
لكن الأحداث نفضت على ما يبدو ما طمرته أوراق التحالف بين عون وأمين عام حزب الله حسن نصر الله، لتفسح الطريق أمام تلاسن حليفي المليشيات الموالية لإيران.
ووقف حزب الله على الحياد في حرب بيانات واتهامات عالية اللهجة، وهو ما رأى فيه البعض موافقة ضمنية منه على انتقاد "حركة أمل" لحليفه النائب جبران باسيل (رئيس التيار الوطني وصهر عون) الذي يدعم بدوره القاضي البيطار على خلاف موقف حليفه حزب الله.
وهاجم التيار الوطني الحر "القوات" و"حركة أمل" وأدان في بيان له ما قال إنه "مشهدية الفتنة المليشياوية التي ظهرت في منطقة الطيونة بوجهيها الاستفزازي والإجرامي، والتي شهد اللبنانيون على تواطؤ وتناغم كتلتيها في مجلس النواب"، في إشارة إلى "القوات" و"حركة أمل".
وفيما أكد "التيار" في الوقت عينه على تحالفه مع "حزب الله" انتقد من يرفضون المثول أمام القضاء (بينهم وزيران من حركة أمل)، وقال "من تباهى زوراً بدعم القضاء تهرب من المثول أمامه للشهادة، ويعمد إلى حماية العديد من المطلوبين، في تصرف أقل ما يقال فيه إنه يكرس سياسة الهاربين المتعالين على القانون والدولة، لا سيما مع تحول قلعته إلى ملجأ للهاربين من العدالة".
تصعيد ردت عليه "حركة أمل" في بيان لا يقل حدّة متهمة وزير العدل السابق ومستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي، بـ"تسييس القضاء" و"إدارة عمل القاضي طارق البيطار".
وقالت الحركة في بيان لها "لم يعد يخجل التيار الوطني الحر، في بياناته، من العيوب والمصائب التي أدخل فيها البلاد خلال عهده (عهد رئيس الجمهورية ميشال عون ) وصولاً إلى قعر جهنم، وفق ما بشر رئيس الجمهورية اللبنانيين في خطابه الشهير".
وأضافت "بات هذا التيار في ظل البطالة والإرباك السياسي والشعبي الذي يعيشه، يحاول الهروب وخلق سيناريوهات وهمية وفاشلة من عقله المريض للتغطية على واقعه، وعلى ما ارتكبه من جرائم سياسية ومعيشية بحق اللبنانيين".
ورأت أن "الوطني الحر" "يحاول استغلال تفاهم سياسي في مار مخايل (التحالف مع حزب الله) لزرع الفتن والمس بالتحالف المتمثل بالثنائية الحقيقية (حركة أمل وحزب الله)، الذي تعمد بدماء الشهداء الذين سقطوا في الطيونة جنباً إلى جنب، ليجسدوا عمقه في مواجهة تسييس القضاء عبر الغرفة السوداء برئاسة سليم جريصاتي، التي تحرك وتدير عمل القاضي طارق بيطار".
ووصفت حركة أمل "الوطني الحر" بـ "تيار الفساد" وقالت إن التيار "يعرف تماماً أننا لم نتحالف يوماً مع حزب (القوات اللبنانية)، فيما سارع لاهثاً التيار ورئيسه لتوقيع اتفاق معه لتقاسم الحصص والمناصب والوصول إلى الرئاسة (وصول عون إلى الرئاسة)، في تجاوز واضح لكل الشعارات السياسية التي يرفعها".
وانتقدت حركة أمل أيضا رئيس الجمهورية وممارساته غير الدستورية وقالت "الأجدى بمن يدعي الحرص على التمثيل أن يسأل رئيس الجمهورية عن إخلاله بموجباته الدستورية بالتقاعس عن توقيع مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخاب أحد عشر نائباً بدلاً من النواب الذين استقالوا"، (في إشارة إلى النواب الذين استقالوا إثر انفجار مرفأ بيروت وينص الدستور على أنه يفترض أن تجرى انتخابات لينتخب اللبنانيون بدلا عنهم وهو ما لم يحصل).
وهذا الرد عاد ورد عليه مستشار رئيس الجمهورية الوزير السابق سليم جريصاتي قائلا: "إذا كانت سياسات حركة أمل وتموضعاتها الوطنية والإقليمية مبنية على مثل هذه الاتهامات الزائفة والمعزوفات المملة، فهنيئا لها وابواقها الإعلامية المواقف الفاشلة بانبهار".
وأضاف "من الخفة والظلم والعيب والجرم اتهام المحقق العدلي في انفجار المرفأ بأنه يتحرك بإملاء من غرفة سوداء".
aXA6IDE4Ljk3LjkuMTczIA== جزيرة ام اند امز