يتداول اللبنانيون الأخبار المقلقة عن سلوك حزب الله الإرهابي والدائرين في فلكه من الحلفاء في التيار الوطني الحر.
وحركة أمل وغيرها من الجماعات المليشياوية الطابع؛ من تعطيلٍ واضح للعملية السياسية، وإسهام مباشر في الانهيارات المتتالية التي تعانيها الدولة اللبنانية، اقتصاديًّا وصحيًّا واجتماعيًّا، حتى بات النموذج اللبناني الأول عالميًّا من جهة سوئه وفساده وتآكله.
ومن هذه الأخبار ما يكاد لا يتم تداوله على ألسنة بعض الساسة اللبنانيين الساكتين عن أصابع حزب الله المتغلغلة في بنية الدولة والتي تنشط لبناء دولة عميقة موازية، ترعى صفقات تبييض الأموال عبر الاستحواذ على المؤسسات التعليمية والصحية والتجارية والشركات الصناعية، وتهريب الوقود والدولارات والأدوية المدعومة، وصولاً إلى المخدرات والأسلحة وغيرها عبر الحدود اللبنانية السورية، كشريان حياة لمحور "الممانعة"، وفي القلب منه إيران نفسها.
فهؤلاء السياسيون الذين يتغاضون عن تدخلات حزب الله مباشرةً في تشكيل الحكومة اللبنانية التي يُفترض أن تكون غير حزبية، إنقاذية، لا تخضع لأية إملاءات إقليمية من محور "الشر والممانعة"، هم أنفسهم الذين يرتبطون بمصالح ما بطريقة أو بأخرى مع هذا الحزب، ويتناولون ممارساته القمعية بمواربة ودون تسمية واضحة أو إدانة مطلوبة، فالحزب يعد صاحب القرار في السياسة اللبنانية، وليس الشريك الطبيعي في الحكم كممثل لبعض الأتباع ضمن طائفة لبنانية معينة، والحزب بات من الخطورة بمكان، لدرجة أنّه يستخدم صلاحيات الدولة وممتلكاتها السيادية من مطارات ومرافئ ومعابر حدودية وغيرها، لأغراضه الإرهابية المدمرة إقليميًّا وعالميًّا أيضاً.
وهنا لا بدَّ من الإشارة إلى أن استهداف الحزب وخطوطه وخيوطه أمر بات ملِحًّا أكثر من أي وقت مضى، مع المناخ الدولي القائم لصالح فرض العقوبات ضد هذا الحزب الخارج على القانون، وعدم استثناء كل المنتفعين به والمتعاونين معه، ومع الإصرار الأمريكي والثبات الخليجي على منع التدخلات الإيرانية في الشؤون العربية ومحاصرة نظام الملالي وميوله العدوانية خارج إيران وداخلها، بموازاة الدعوة إلى مد يد الحوار معه لتشجيعه على التزام القوانين الدولية والتزام الشروط المعيارية في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، والكف عن تطوير الأسلحة الصاروخية وطائرات الدرون، وعدم تصديرها لمليشيات الولي الفقيه في العراق ولبنان وسوريا واليمن لاستخدامها في تهديد الأمن الإقليمي والسلام العالمي.
كما لا بدَّ من التذكير بضرورة أن تستمر سياسة مواجهة المشروع الإيراني وكل مشروع إقليمي مشبوه، بنفس الهمة ونفس الوتيرة، بل تصعيدها وصولاً إلى التزام كامل من قِبَل النظام الإيراني بالإجماع الدولي والإقرار بخطأ السياسات القائمة على العدوان ورعاية الإرهاب، فالإرهاب لا دين له، والسلم الإقليمي والعالمي ليس لعبة بيد خامنئي ولا بيد تابعه نصر الله في لبنان أو الحوثي في اليمن.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة