أبرزها وحدة العملاء.. ماذا نعرف عن أذرع إسرائيل الـ3 لرصد قادة حزب الله؟
مع إعلان إسرائيل بشكل شبه يومي «نجاحها» في تصفية قادة من حزب الله، أثيرت تساؤلات بشأن ماهية أذرع الدولة العبرية، التي تمكنها من تحقيق تلك «الاختراقات».
وكشفت إسرائيل عن 3 وحدات مخابرات إسرائيلية تشارك في رصد وتحديد مواقع قادة حزب الله بينها وحدة العملاء، بحسب تقارير عبرية أشارت إلى أن الوحدات التي تشارك هي:
- الوحدة 8200 المسؤولة عن التنصت والحصول على المعلومات الاستخباراتية من خلال الوسائل السيبرانية والإلكترونية.
- الوحدة 9900، التي تجمع الذكاء البصري وتعرف كيفية تحديد إحداثيات الهدف بدقة.
- الوحدة 504 التي تشغل العملاء، فمثل الموساد، تقوم الوحدة 504 بعمليات خاصة وسرية خارج حدود دولة إسرائيل تقوم على تجنيد عناصر بشرية.
وكان أبرز عمليات الوحدة 504 مقتل الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بغارة من سلاح الجو الإسرائيلي، الذي يتضح أنه أسقط أكثر من 80 طنا من القنابل على مركز قيادة حزب الله تحت الأرض في بيروت يوم الجمعة، باستخدام ذخائر خارقة للتحصينات.
وقال موقع «واينت» النسخة الإلكترونية من صحيفة «يديعوت أحرونوت» في تقرير تابعته «العين الإخبارية» «يمكن القول إن كل ما نشهده في لبنان هو نتيجة حملة استخباراتية استمرت لسنوات، ونتائجها الحركية، والقضاء على قيادة حزب الله والتدمير الممنهج لترسانته من الصواريخ والقذائف والطائرات دون طيار، هي النتيجة الفورية».
وأضاف «في الواقع.. تتكون الحملة من ثلاثة طوابق - طابقان استخباراتيان، إذ يتم إخفاء الكثير عن الأنظار، وطابق حركي هوائي معلق، يمكننا أن نرى تنفيذه ونتائجه، وفي الواقع هناك مستوى استخباراتي آخر، وهو الرابع لمثل هذه العملية، وهو القدرة على تقييم ومعرفة ما حققته الغارة الجوية بالضبط».
وأشار إلى أنه «لا يمكن قول الكثير عن طابقي الاستخبارات، لكن بشكل عام يمكن الإشارة إلى أن المعلومات الاستخباراتية الدقيقة التي يتم إدخالها إلى أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالطائرات والذخائر تم الحصول عليها من قبل مديرية الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، خاصة 8200، المسؤولة عن التنصت والحصول على المعلومات الاستخباراتية من خلال الوسائل السيبرانية والإلكترونية».
وقال «هذا بالإضافة إلى المعلومات التي حصلت عليها الوحدة 9900، التي تجمع الذكاء البصري وتعرف كيفية تحديد إحداثيات الهدف بدقة؛ والوحدة 504 التي تشغل العملاء».
تخطيط العقد
وكشف النقاب عن أنه «وفقا لمصادر موثوقة في مؤسسة الدفاع، بدأ الموساد التخطيط للحملة ضد حزب الله منذ أكثر من عقد من الزمان».
وتابع «درس الموساد المنظمة الشيعية حول نقاط قوتها وضعفها ثم خطط وبدأ بتنفيذ سلسلة من العمليات الاستخباراتية على الأرض، التي كانت في الواقع الحملة الاستخباراتية الأساسية التي بدونها لا يستطيع الجيش الإسرائيلي تنفيذ ما يفعله اليوم».
وأضاف «تكثفت هذه العمليات، وفقا للمسؤولين، في السنوات التي تلت حرب لبنان الثانية في عام 2006».
دور العملاء
ونقل عن مسؤول أمني إسرائيلي سابق، قوله «في الحملة الحالية يمكن الافتراض أن الموساد قد سلط الضوء على جميع الابتكارات التكنولوجية، لكن في النهاية تكمن قوة الموساد في قدرته على توظيف أشخاص في أراضي العدو لنسج الشبكة التي تجمع فيها المخابرات العسكرية المعلومات الاستخباراتية التي تترجمها إلى أهداف وتنقلها إلى القوات الجوية عندما يحين الوقت لتنفيذها».
وبحسب الموقع فإنه «لسوء الحظ وبشكل محبط، من المستحيل الخوض في الكثير من التفاصيل حول الحملة والبنية التحتية الاستخباراتية التي أجراها الموساد والمخابرات العسكرية معا».
وقال «تعزو مصادر أجنبية انفجارات الصافرات (بيجر) وأجهزة الراديو (الووكي توكي) الأسبوع الماضي إلى الموساد، دون تحديد ما إذا كان هذا صحيحا أم خاطئا، ومن الآمن القول إن انفجارات الصافرات كانت نهاية عملية معقدة استمرت لسنوات عبر العديد من القارات».
وأضاف «يمكن الافتراض أيضا أن عمليات الموساد، كجزء من الحملة الطويلة الأمد للتعامل مع حزب الله، هي التي تمكن الجيش الإسرائيلي من المبادرة والقضاء على القادة والمرسلين باستمرار».
ماذا نعرف عن الوحدة 8200؟
- تعتبر الوحدة 8200 من أقوى أذرع هيئة الاستخبارات الإسرائيلية
- مسؤولة عن تغذية المؤسسات الأمنية بجميع المعلومات اللازمة وعن أي تحركات أو مخططات أو حتى نوايا.
- تعتمد في جمع معلوماتها على عمليات اختراق وتجسس على هواتف سكان غزة وحواسيبهم
- تعتمد بشكل أساسي على العمل السيبراني للتتبع والرصد والتجسس.
- مهامها تجرى على مدار 24 ساعة باليوم، أي أن المراقبة الإسرائيلية للمجتمع الفلسطيني مستمرة بشكل دقيق.
- المراقبة تتضاعف حين يتعلق بمراقبة نشاط لحماس على وجه الخصوص.
ماذا عن الوحدة 9900؟
بحسب تقرير لهيئة البث الإسرائيلية، بثته في يوليو/تموز 2020، فإن الوحدة:
- تتبع هيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي.
- تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحليل ودمج المعلومات في الحرب.
- توفر للقوات المقاتلة صورة استخباراتية ومرئية لساحة القتال عبر الحواسب.
- يمكن لها استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لتحليل ودمج معلومات استخباراتية كثيرة، تجمعها من مصادر متنوعة، مثل الأقمار الاصطناعية، والطائرات دون طيار، وأجهزة الاستشعار، ومصادر إنسانية بصورة شاملة وموحدة.
- ترسل إلى القوات المقاتلة نسخة خلال المعركة.
- تتيح للوحدات المقاتلة إمكانية مواجهة التحديات في ساحة القتال الجديدة، وتخطيط المناورة البرية بجهاز يحاكي ساحة القتال.
ما الوحدة 504؟
- الوحدة 504 هي وحدة في مديرية الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي، مسؤولة عن تشغيل عملاء سريين خارج حدود دولة إسرائيل.
- تأسست الوحدة في يونيو/حزيران 1948 وكانت تسمى «موديعين 10، كان قائدها الأول ديفيد كرون، وفي عام 1957 تم تغيير اسمها إلى الوحدة 154.
- بعد حرب 1967 ودمجها مع الوحدة 560، التي استجوبت السجناء، جرى تغيير اسمها إلى الوحدة 7019، وبعد حرب 1973 سُميت بالوحدة 504.
مهام الوحدة
- تعزيز المصادر العملياتية التكتيكية من خلال الاتصال بالعملاء والرسل الأجانب.
- تنظيم عمليات استخباراتية داخل أراضي سكان العدو.
- التعاون مع قيادة مخابرات اللواء في كل ما يتعلق باستجواب أسرى الحرب والمدنيين.
- عندما تم إنشاء الوحدة، عين ديفيد كرون متحدثين إضافيين باللغة العربية
أبرز عمليات الوحدة:
- سبتمبر/أيلول 1967.. تمكن عميل من الحصول على المحضر السري لمؤتمر الخرطوم.
- قبل حرب 1973، قدمت الوحدة معلومات عسكرية وأساسية عن الدول العربية والجيوش المتاخمة لإسرائيل.
- 2019.. شاركت في اغتيال زعيم الجهاد الإسلامي الفلسطيني بهاء أبوالعطا.
دور الوحدة 504 في لبنان:
نوفمبر/تشرين الثاني 2023، نشرت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية تقريرا عن الوحدة 504 ودورها في لبنان.
وأشارت إلى أن "الموساد" وبسبب تركيزه على إيران "تولت الوحدة 504 مسؤولية أكبر عن لبنان، في حين ترك الموساد، الذي كان من المفترض دائما أن يكون له تركيز أكثر عالمية، لبنان أكثر للوحدة 504".
وقالت: ومع زيادة تركيزها على لبنان تركت الوحدة 504 المزيد من أعمال التجسس البشري في غزة للشاباك، حتى مع استمرار استخبارات الجيش الإسرائيلي في استخدام مجموعة متنوعة من أدوات المراقبة التكنولوجية والجوية لجمع المعلومات الاستخباراتية.
وأضافت: بمجرد وقوع هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، قامت الوحدة 504 ببناء مقر مؤقت في الجنوب، وضاعفت حجم صفوفها، وأعادت الاستثمار بشكل كبير في غزة.
وأشارت إلى أن أهداف الوحدة 504 تميل إلى أن تكون أقل استراتيجية من أهداف الموساد والشاباك، وهي تتعلق أكثر بالعمليات العسكرية الجارية.
وقالت: «هذا يعني أن الوحدة 504 قد تستجوب العديد من المعتقلين الفلسطينيين أو المدنيين الفلسطينيين المتعاطفين في محاولة لمساعدة القوات على التقدم مع تجنب الكمائن والفخاخ المتفجرة.
وذكرت أنه «يتداخل الشاباك والوحدة 504 أحيانًا في التعامل مع قضايا الاستخبارات مع بعض البلدان الواقعة على حدود إسرائيل».
«لكن حتى مع نموها على مدى السنوات الخمسين الماضية، فإن جهاز الشاباك معروف بقدرته على التخصص بشكل أكبر في مهام معقدة بشكل غير عادي، في حين يُعرف عن الوحدة 504 أنها قادرة على جلب كتلة حرجة أكبر من العملاء والموارد البشرية لمعالجة التهديد أو المشكلة»، بحسب التقرير.
وأضاف: «في الوقت نفسه أصبح الموساد أكبر بكثير مما كان عليه في السابق، وهو يدير عملاء وجمع معلومات استخباراتية وعمليات في جميع أنحاء العالم، مع التركيز بشكل خاص على إيران».
وتابعت: «ومع ذلك، عندما تكون هناك حاجة إلى عدد أكبر من أفراد العمليات القتالية لعملية سرية فمن المرجح أن تكمل الوحدة 504، إلى جانب بعض وحدات القوات الخاصة الأخرى في الجيش الإسرائيلي، الموساد على الأقل، حتى في بعض الأحيان بما يتجاوز نطاقها القياسي».
وكشفت عن أنه «كانت هناك خطوة أخرى مثيرة للاهتمام في الحرب الحالية وهي استخدام الوحدة 504 لتحذير المدنيين الفلسطينيين في غزة وإجلائهم».
وقالت: «وقد حققت الوحدة أداءً جيدًا للغاية في سوريا خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين للمساعدة في إقناع القوات المناهضة لنظام الأسد والمدنيين السوريين الآخرين بتجنب الاحتكاك مع إسرائيل».
aXA6IDE4LjIyNS4xOTUuNCA= جزيرة ام اند امز