غارات إسرائيل وصواريخ حزب الله.. «أشواك» على طريق هدنة لبنان
بين الغارات الإسرائيلية التي لم تنقطع وصواريخ حزب الله التي لم تنضب، باتت هدنة لبنان أسيرة ذلك التصعيد الميداني الذي لم يجد محطة للرسو فيها.
وتجدّدت الغارات الإسرائيلية، الجمعة، على ضاحية بيروت الجنوبية عقب إنذارات وجهها الجيش الإسرائيلي للسكان بإخلاء خمسة أبنية، يقع أحدها في شارع مكتظ، في خضم المواجهة المفتوحة بين حزب الله والدولة العبرية منذ شهرين.
وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام بشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين بعد ظهر الجمعة على مبنيين يقعان على أطراف ضاحية بيروت الجنوبية، وأظهرت صور التقطها مصور لفرانس برس صاروخا وهو يستهدف أحد المبنيين.
ويضمّ المبنى في طوابقه الأربعة الأولى مؤسسات تجارية عدة وناديا رياضيا ومختبرا، بينما الطوابق السبعة الأخرى سكنية، واستهدف الصاروخ القسم السكني من المبنى ما أدى إلى انهياره، بينما صمدت الطوابق الأولى.
وجاء استهداف المبنيين بعد إنذار إسرائيلي لسكانهما ومحيطهما بالإخلاء، قالت الوكالة إنه أسفر عن "حركة نزوح ملحوظة" من منطقة عين الرمانة المتاخمة للشياح التي تقطنها غالبية مسيحية.
غارات إسرائيلية
جاءت الضربات بعد غارات مماثلة استهدفت، صباح الجمعة، ثلاثة أبنية في منطقتي الحدث وحارة حريك، بعد إنذار إسرائيلي.
وأظهر البث المباشر لوكالة فرانس برس سحب دخان وغبار تتصاعد إثر الغارات الثلاث على المنطقة التي تعد من أبرز معاقل حزب الله.
وأفادت الوكالة بأن غارتين شنّهما "الطيران الحربي المعادي" استهدفتا منطقة الكفاءات في الحدث، مشيرة الى "تصاعد الدخان بشكل كثيف من محيط الجامعة اللبنانية".
وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق أن مقاتلاته الحربية "أتمّت جولة جديدة من الضربات" على ضاحية بيروت الجنوبية.
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن قواته استكملت سلسلة من الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية لبيروت قبل وقت قصير.
وتضمنت المواقع التي استهدفتها المقاتلات مراكز قيادة لحزب الله، بحسب الجيش.
في المقابل، ردت جماعة حزب الله اللبنانية بإطلاق نحو 30 صاروخا على منطقة الجليل الغربي وحيفا خلال الساعة الماضية.
صواريخ حزب الله
وبحسب بيان الجيش الإسرائيلي فإنه تم اعتراض عدد من الصواريخ، وتحديد آثارها أيضا، فيما قالت الشرطة إن أضرارا لحقت بمصنع في نهاريا جراء أحد الصواريخ، ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.
وللمرة الأولى منذ بدء عملياتها البرية توغّلت القوات الإسرائيلية إلى داخل بلدة دير ميماس، وفق ما أوردت الوكالة الوطنية، مشيرة إلى أن "طائرة استطلاع معادية" حلقت فوق البلدة وهي "تطلب من المواطنين عدم الخروج من منازلهم".
وتقع دير ميماس، التي نزح العدد الأكبر من سكانها المسيحيين منها على وقع التصعيد الإسرائيلي، على بعد 2,5 كيلومتر عن أقرب نقطة حدودية مع إسرائيل. وهي محاذية لبلدة كفركلا.
وأعلن حزب الله، الجمعة، استهدافه مرتين جنودا إسرائيليين عند أطراف كفركلا "بقذائف المدفعية".
وتحاول القوات الإسرائيلية التوغل على محاور عدة لعدد من القرى والبلدات الحدودية، أبرزها بلدة الخيام حيث أعلن حزب الله مرارا استهداف تجمعات جنود على تخومها.
هدنة لبنان
وارتفعت وتيرة الغارات الإسرائيلية على مناطق عدة في لبنان منذ إنهاء المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين زيارته إلى بيروت الأربعاء، في إطار وساطة يتولاها للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل.
وكان مسؤول لبناني كبير قال، الخميس، إن لبنان يسعى إلى إدخال تعديلات على مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان، ومنح كلا الطرفين الحق في الدفاع عن النفس.
وطلب مسؤولون لبنانيون التعديلات خلال اجتماعات مع الوسيط الأمريكي عاموس هوكشتاين في بيروت هذا الأسبوع، ويعمل هوشكتاين على إبرام اتفاق خلال الشهرين الأخيرين لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، من أجل إنهاء الحرب بين جماعة حزب الله اللبنانية وإسرائيل.
ما أبرز التعديلات؟
وذكر مسؤول لبناني أن "الطرف اللبناني يشدد على ضرورة الانسحاب فورا فور إعلان وقف إطلاق النار لكي يتسنى للجيش اللبناني أن ينتشر في كل المناطق، ولكي يسمح للنازحين بالعودة فورا (إلى ديارهم)"، مؤكدا أن موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوما من إعلان الهدنة.
وقال المسؤول إن مسودة الاتفاق الحالية تشير إلى الانسحاب من "حدود لبنانية"، في حين يريد لبنان الإشارة إلى "الحدود اللبنانية" على وجه التحديد لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية من الحدود بالكامل وليس بصورة جزئية.
وتابع أن لبنان يسعى أيضا إلى إدخال صياغة في الاقتراح، من شأنها أن تحافظ على حق الجانبين "في الدفاع عن النفس"، دون الخوض في تفاصيل.
وتصر إسرائيل على امتلاكها الحق في مواصلة الهجوم على حزب الله حتى إذا تم الاتفاق على هدنة، وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر، أمس الأربعاء، إن إسرائيل سيتعين عليها أن "تضمن عدم عودتهم (حزب الله) قرب حدودنا جنوبي نهر الليطاني.. وألا يتمكنوا من جلب ذخائر وصواريخ" عن طريق البر أو البحر.
وقال المسؤول اللبناني إنه لا توجد صياغة في مسودة الاتفاق الأمريكي بشأن مواصلة إسرائيل شن هجمات على حزب الله، وإن لبنان يرفض أي انتهاك لسيادته.
aXA6IDE4LjIxOC4zOC42NyA= جزيرة ام اند امز