"حزب الله" يتكتم على مقتل أحد مسؤوليه.. وترجيحات بـ"تصفية داخلية"
حزب الله تجاهل الإعلان عن مقتله وترك المهمة لمنصات إعلامية إيرانية قبل اعترافه بالواقعة التي جرت في معقله بالجنوب
كغيرها من العمليات المرتبطة بمسؤولي حزب الله، لا تزال خلفيات مقتل محمد علي يونس المسؤول الأمني في المليشيا بجنوب لبنان "مجهولة"، خاصة أن مهمة التحقيق في الحوادث المماثلة لا تتولاها القوى الأمنية بالبلاد.
التكتم المعتاد لم يتوقف عند غموض ملابسات "اغتيال يونس"؛ بل يمتد إلى عدم الإعلان عبر حزب الله أو وسائل إعلامه، وإنما عبر خبر نشرته وكالة أنباء فارس الإيرانية، قبل إعلان المليشيا رسمياً مقتله، دون الكشف عن أي تفاصيل، وسط معلومات عن اعتقال الفاعل وبدء تحقيق معه.
ورغم تأكيد الوكالة الإيرانية، في ديباجتها للخبر، عدم وجود معلومات إضافية حول كيفية مقتله، قالت مصادر غير رسمية إن يونس كان مسؤولا عن ملاحقة العملاء والجواسيس.
وعُثر، مساء السبت، على جثة محمد علي يونس، المسؤول الأمني بمليشيا حزب الله في بلدة جبشيت، داخل سيارة على الطريق الذي يصل بين بلدتي قعقعية الجسر وزوطر الغربية، مصابة بطلقات نارية عدة وطعنات سكين.
وفيما يبدو من وصف المليشيا ليونس بـ"الشهيد" محاولةً تحميل إسرائيل مسؤولية عملية الاغتيال، استبعدت مصادر متابعة ومعارضة لـ"حزب الله" في لبنان هذا الاحتمال، مؤكدة أن القضية مفتوحة على احتمالات عدة من بينها تصفيته، خاصة أن المنطقة التي قتل فيها خاضعة بشكل كامل لسيطرة حزب الله ولا يمكن خرقها بسهولة.
وأضافت المصادر لـ"العين الإخبارية": "الاحتمال الأول أن اغتيال يونس تم نتيجة خلافات داخلية في حزب الله، وتحديداً بينه وبين آخرين، وبالتالي وصف المليشيا له بـ(الشهيد) لا يعدو كونه محاولة للتغطية على أي عمليات تصفية تتم بين المسؤولين، وهو ما سينعكس سلبا على صورته أمام بيئته".
وبحسب المصادر نفسها، فإن الاحتمال الثاني، وهو الأكثر ترجيحا، أن يكون مقتله قد جاء على يد أحد الأشخاص المرتبطين بالحزب، ضمن تحريات كان يجريها بشأنه، حيث كان يونس مسؤولا عن ملاحقة العملاء في صفوف المليشيا الموالية لإيران.
وقالت المصادر إن ما يرجح هذا السيناريو إلقاء القبض على الفاعل، وبدء التحقيق معه ضمن دوائر الحزب الداخلية من دون تسليمه إلى القوى الأمنية والقضائية في لبنان.
وكان موقع "جنوبية" المعارض لحزب الله نقل بدوره عن مصادر واسعة الاطلاع، قولها إن "يونس لديه مسؤولية مهمة في حزب الله، ويعمل منذ فترة على ملف حساس من دون تحديد طبيعته، وإن أشارت إلى أنها ذات بعد أمني".
ووصفت المصادر عملية الاستهداف قائلة إن القتيل كان في مهمة ملاحقة أحد الأهداف يرافقه عنصر في الوحدة نفسها عندما وقعا بكمين محكم في وادي زوطر نفذته 3 سيارات إحداها (جيب)؛ حيث قطعت أمامهما المنافذ وتم استهدافه ومرافقه بالرصاص ففارق الحياة على الفور، بينما أصيب الثاني.
أما الاحتمال الثالث، وإن كان الأقل ترجيحا، فتقول المصادر، لـ"العين الإخبارية"، إنه قد يكون مرتبطا بعملية اغتيال العميل السابق أنطوان الحايك الذي وجد أيضا مقتولا في منطقة صيدا بالجنوب قبل أسبوع، ووجهت حينها أصابع الاتهام إلى حزب الله.
ويعني هذا الاحتمال أن يونس ربما اضطلع بدور في تصفية الحايك كرد على إطلاق سراح العميل السابق عامر الفاخوري (الذي يحمل الجنسية الأمريكية)، محاولا بذلك حرف الأنظار عن الاتهامات التي وجهت للحزب، والتي أشارت إلى صفقة خلف إطلاق سراح الفاخوري.
ورغم الانتقادات والمطالبات السياسية التي رفعت من قبل مسؤولين للإسراع إلى التحقيق في عملية اغتيال الحايك، لم يعلن حتى الساعة عن أي نتائج.
وكان رئيس حزب القوات اللبناني سمير جعجع قد وجه أصابع الاتهام، بشكل واضح، إلى حزب الله في اغتيال "الحايك" دون أن يسميه.
جعجع قال حينها، في بيان له، إن "اغتيال المواطن أنطوان الحايك هو طعنة بالصميم للدولة اللبنانية قبل أي شيء آخر، وكأن هناك مَن يقول لا نؤمن بهذه الدولة ولا بمؤسساتها ولا بقضائها ولا بأجهزتها الأمنية، بل نؤمن فقط بأنفسنا وبما تفعله أيدينا".
واعتبر جعجع أنه "من غير المقبول إطلاقا أن يقدم فريق، وكما يبدو من معالم الجريمة أنه منظم، على اغتيال الحايك في وضح النهار رغم أنه كان قد خضع للقضاء اللبناني والقوانين على أفضل ما يكون".