حسابات الداخل تضبط زخات الصواريخ.. هذا ما يؤرق حزب الله

قالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إن حزب الله اللبناني يخشى مخاطر حرب شاملة، تؤدي لانقلاب الداخل اللبناني ضده.
وتشير إلى أنه في حال انتهى الأمر باندلاع حرب شاملة جديدة كتلك التي حصلت في 2006 بين حزب الله وإسرائيل، استمرت شهراً كاملاً، ودمرت مساحات شاسعة من جنوب لبنان، فمن الممكن أن ينقلب الداخل ضد الحزب، إذ سيلقي الكثير من اللبنانيين اللوم على المسلحين في أي تدمير آخر بدلاً من توحيد الصفوف خلفهم.
وتضيف الصحيفة أن حزب الله وباعتباره القوة السياسية والعسكرية المهيمنة في البلاد، يحاول التعامل بحذر وعدم خسارة كل شيء.
وفتح حزب الله جبهة ضد إسرائيل في جنوب لبنان، منذ الثامن من أكتوبر/تشرين الأول، بعد يوم من اندلاع الحرب في قطاع غزة، لكن منسوب الخوف من التصعيد ارتفع في الآونة الأخيرة في لبنان بعدما توعدت طهران وحزب الله بالرد على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الفلسطينية إسماعيل هنية، ومقتل القيادي في حزب الله فؤاد شكر.
لقد كانت الحكومات الغربية والشرق الأوسطية تنتظر بفارغ الصبر لمعرفة كيف ومتى قد يرد حزب الله وإيران في الوقت الذي ضاعف فيه الوسطاء الأمريكيون والعرب جهودهم هذا الأسبوع للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس على أمل أن يعمل ذلك على تهدئة التوترات الإقليمية.
وبحسب الصحيفة، تتصاعد المخاوف من تحول أي اشتباك إلى حرب إقليمية أكثر كثافة واستعصاء على الحل وأكثر انتشارا. والأمر الأكثر أهمية ليس متى سيرد حزب الله بل كيف.
ويقول المحللون إن المسلحين يعتقدون أن أي هجوم على إسرائيل لابد أن يكون قويا بما يكفي لإجبار إسرائيل على إعادة التفكير في ضرب بيروت مرة أخرى، ولكن ليس إلى الحد الذي قد يؤدي إلى رد فعل مدمر ضد لبنان.
وقالت أمل سعد، المحاضرة في جامعة كارديف والباحثة البارزة: "يحتاج حزب الله إلى الرد بشكل كبير لتمديد الخطوط الحمراء لإسرائيل ولكن دون تجاوز العتبة التي ستؤدي إلى حرب شاملة". فأي هجوم يقتل مدنيين إسرائيليين يخاطر بهجوم مضاد كارثي محتمل على لبنان.
وكان حزب الله قد ألمح في يونيو/حزيران إلى أنه يمتلك الاستخبارات والقدرات العسكرية لاختراق عمق إسرائيل. ونشر لقطات من طائرات بدون طيار لمنشآت حساسة، بما في ذلك قاعدة جوية، في مدينة حيفا وحولها.
لكن زعيم حزب الله حسن نصر الله، وفقا للصحيفة، يدرك جيدا المخاطر المترتبة على نشوب حرب شاملة. وبعد وقت قصير من اغتيال السيد شكر، خاطب إسرائيل والعالم بلغة حذرة. وقال السيد نصر الله: "أنا لا أقول إن هدف هذه المعركة هو القضاء على إسرائيل"، مخففاً من نهجه المعتاد في الدعوة إلى إبادة إسرائيل، وهو هدف حزب الله على المدى الطويل.
ضمن قواعد الاشتباك
وخلال الساعات الأخيرة، لم يتخط الجانبان رغم التصعيد قواعد الاشتباك المعمول بها بينهما منذ بدء الحرب في غزة، وشنت إسرائيل غارة على مبنى سكني في مدينة النبطية بجنوب لبنان أسفرت عن مقتل نحو 10 أشخاص، منهم طفلان، وأصيب 5 آخرون.
وأضافت الوكالة اللبنانية أن جميع القتلى مواطنون سوريون، مشيرة إلى أنه سيتم الإعلان عن العدد النهائي بعد إجراء فحوص الحمض النووي لتحديد هوياتهم.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة الجوية استهدفت مستودع أسلحة يستخدمه عناصر حزب الله.
وردا على تلك الضربة أعلن حزب الله السبت قصف شمال إسرائيل "بصليات من صواريخ الكاتيوشا".
وقال حزب الله في بيان "رداً على الاعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية خصوصا في بلدة الكفور التي أسفرت عن سقوط نحو 10 مدنيين من الجنسية السورية، قصفنا لأول مرة منطقة اييليت هشاحر في شمال إسرائيل بصليات من صواريخ الكاتيوشا".
aXA6IDIxNi43My4yMTYuOTAg جزيرة ام اند امز