واقع إقليمي جديد.. «حزب الله» في اختبار البقاء

يواجه حزب الله اللبناني تحديات غير مسبوقة بعد خسائره الكبيرة في الحرب الأخيرة مع إسرائيل وفقدانه العديد من قادته العسكريين.
بالإضافة إلى ذلك، زادت الأوضاع في سوريا من تعقيد موقف الحزب، حيث فقد طريقه الرئيسي لنقل الأسلحة بعد سقوط نظام بشار الأسد. والأكثر تعقيدًا أن القيادة الجديدة في دمشق ترتبط بجماعات المعارضة، التي قاتلها حزب الله دعمًا للنظام السابق.
وفي ظل هذه الظروف، تحدث علي فياض، النائب في البرلمان اللبناني عن حزب الله، حول مستقبل الحزب بعد هذه التغيرات، مع موقع ريسبونسيبول ستيت كرافت.
التحول في قيادة حزب الله
يؤكد فياض أن الحزب ملتزم بمسار الأمين العام السابق حسن نصر الله ونهجه، لكنه يعترف بأن هناك تحولات كبيرة في لبنان والمنطقة يجب أخذها في الاعتبار. ومع تولي نعيم قاسم منصب الأمين العام الجديد، يتوقع أن يتجه الحزب نحو مأسسة القرار السياسي والعسكري بدلاً من الاعتماد على زعامة فردية قوية، كما كان الحال في عهد نصر الله.
ويشدد فياض على أن التحول إلى مؤسسة لا يعني تغييرًا في سياسات الحزب الإقليمية، إذ لا يزال الحزب يحتفظ بدوره، لكنه قد يتبنى أساليب جديدة تناسب المرحلة الحالية.
العلاقة مع الدولة اللبنانية وإسرائيل
فياض أشار إلى أن الحزب يدعم دور الدولة اللبنانية في التعامل مع الصراع مع إسرائيل، لكنه يؤكد أن لبنان يحتفظ بحقه في استخدام القوة لتحرير أراضيه المحتلة. ويرى أن مسألة دمج سلاح حزب الله ضمن مؤسسات الدولة لا تزال سابقة لأوانها، حيث تعتمد على قدرة الدولة على تطوير قدراتها الدفاعية.
وأضاف أن الحزب ملتزم بقرار الأمم المتحدة 1701 (اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل)، لكنه يصر على أن المناطق الواقعة شمال نهر الليطاني تبقى شأنًا سياديًا لبنانياً، ويجب التوصل إلى تفاهم بشأنها داخل الدولة. كما أشاد بدعوة الرئيس جوزيف عون للحوار بشأن سلاح الحزب، معتبرًا أنها تتماشى مع موقف حزب الله.
استراتيجية الحزب تجاه الاحتلال الإسرائيلي
لا تزال إسرائيل تحتل خمس نقاط حدودية داخل الأراضي اللبنانية، ويرى فياض أن المرحلة الحالية تفرض على الدولة اللبنانية مسؤولية متابعة هذه القضية. ولكن إذا وصلت الدولة إلى طريق مسدود، فإن لبنان يحتفظ بحقه في استخدام جميع الوسائل المتاحة لتحرير أراضيه، بما في ذلك المقاومة المسلحة، كما هو منصوص عليه في اتفاق الطائف والبيانات الحكومية المتعاقبة.
الموقف من الولايات المتحدة
يرفض فياض الضغوط الأمريكية الرامية إلى استبعاد حزب الله من الحكومة اللبنانية، زاعما بأن الحزب "يتمتع بدعم شعبي" وأنه جزء لا يتجزأ من المشهد السياسي اللبناني. كما يرى أن النهج الأمريكي الحالي يهدف إلى إحداث مواجهة بين الجيش اللبناني وحزب الله، وهو سيناريو وصفه بأنه خطير جدًا على الاستقرار الداخلي.
وحول المساعدات العسكرية الأمريكية للجيش اللبناني، أوضح أن حزب الله لا يعارض الدعم الخارجي للجيش لكنه يشدد على ضرورة الحفاظ على استقلالية القرار العسكري اللبناني، وألا تكون هذه المساعدات مشروطة سياسيًا.
وأكد فياض أن حزب الله يرفض أي شكل من أشكال التواصل مع الإدارة الأمريكية بسبب دعمها المطلق لإسرائيل، لكنه منفتح على الحوار مع المجتمع المدني الأمريكي، بما في ذلك الإعلاميون والأكاديميون والناشطون.
واعترف فياض بأن سقوط نظام الأسد كان خسارة استراتيجية لحزب الله، فيما زعم أن دعم الحزب للنظام السابق لم يكن بسبب موقفه من القضايا الداخلية السورية، بل بسبب توازن القوى في مواجهة إسرائيل.
أما فيما يتعلق بالقيادة الجديدة في سوريا، فيؤكد فياض أن حزب الله لا يسعى إلى المواجهة معها، لكنه يراقب موقفها من إسرائيل بقلق، خاصة بعد التوغلات الإسرائيلية المتكررة داخل الأراضي السورية دون أي رد فعل رسمي قوي من دمشق.
aXA6IDE4LjIyMS4xMS4xNjYg جزيرة ام اند امز