قرية "حوش السيد علي" في لبنان ليست قرية عادية، هي أشبه بثكنة عسكرية يحرم على قوى الأمن في لبنان دخولها، حتى من يظنون أنفسهم حكام لبنان، لا يقدرون على ذكر اسمها.
كل هذا لأن هذه القرية تحت السيطرة الكاملة لمليشيا "حزب الله" الإرهابية، وبعض اللبنانيين يطلق على هذه المنطقة على الحدود بين سوريا ولبنان اسم "جرف الصخر اللبناني".
ويشهد معبر المهمة هذه الأيام حركة نشطة، بعد أوامر زعيم مليشيا "حزب الله" الإرهابي حسن نصر الله، بعودة العناصر التابعة له إلى لبنان، بغية تغيير القاعدة الانتخابية الشعبية في ١٥ من الشهر الجاري.
فـ"حزب الله" الإرهابي يمارس هذه الأيام مختلف أنواع الترهيب والتخويف ضد المواطنين اللبنانيين، من أجل أن ينتخبوا ممثليه في المجلس النيابي المقبل، وباتت وسائل التواصل الاجتماعي تحفل بعدد من التصريحات الموثقة بالصوت والصورة لتهديدات مباشرة من قيادات هذه المليشيا لمن سيمتنع عن التصويت أو الذهاب لمراكز الاقتراع.
ويخطئ من يعتقد بأن الفساد، الذي دمر اقتصاد لبنان وحياة مواطنيه غير مرتبط بـ"حزب الله"، الذي يزعم قادته الطهارة السياسية، بينما مطار بيروت ومواني لبنان ومعابره البرية مع سوريا، الشرعية منها وغير الشرعية، خاضعة لهيمنة هذه المليشيا، التي بحوزتها سلاح غير شرعي يهدد حاضر لبنان ومستقبله.
مليشيا "حزب الله" الإرهابية تحمي الفاسدين وتؤمن لهم عبر نفوذها غير القانوني كل أشكال الدعم المباشر، وما قضية القاضي طارق البيطار، الذي كان معنيا بالتحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ببعيدة عن أذهان وذاكرة المتتبعين للشأن اللبناني، بعد أن عمل "حزب الله" على إيقاف عجلة التحقيق ومارس الضغط الهائل كي يتوقف المحقق عن أداء مهمته القضائية، وبالتالي تسجل هذه الجريمة الكبرى ضد مجهول.
إن أي معادلة سيادية في لبنان ستبدو مقلوبة رأساً على عقب، إذا تم الحديث عن أشياء تستثني نزع سلاح مليشيا "حزب الله"، لأن هذا السلاح غير الشرعي مُخزن في مناطق مأهولة بالسكان في لبنان، وهو ليس سلاح مقاومة كما تزعم المليشيا على الدوام، وإنما هو سلاحٌ موجود لأهداف غير مفيدة للبنان.
هذا السلاح غير الشرعي بيد "حزب الله" الإرهابي يعطي الغطاء الكامل لأرباب السوابق وتجار المخدرات، الذين يسعون جاهدين لتصدير هذه الآفة إلى دول عربية، خاصة دول الخليج العربي، وبين يوم وآخر نسمع عن ضبط شحنات مخدرات كانت تستهدف هذه الدول وشبابها قادمة من لبنان، علاوة على عناصر "حزب الله" الإرهابي، التي تأتمر بأمر الحرس الثوري الإيراني وتنتشر في المنطقة عبثا وتخريبا ودعما لكل إرهاب شبيه بالحزب.
على ساسة لبنان أن يعاملوا "حزب الله" ككيان غير شرعي أولا إذا علت أصواتهم ضد اللاجئين السوريين الفارين من الجحيم إلى لبنان، اطلبوا السلام لسوريا ولبنان معا ولا تأتمروا بأوامر ما يسمى "الحرس الثوري الإيراني" الإرهابي، الذي لا يريد لسوريا إلا الخراب، ولا يريد للبنان الدولة إلا استمرار التفكك.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة