فخ حزب الله.. قروض "حسنة" للبنانيين بفائدة 500%

هذه ليست دعابة، مليشيا حزب الله الإرهابية تخلت عن الوجه الخيري المزيف وتاجرت بآلام الناس عبر فرض فائدة هي الأعلى في التاريخ

هذه ليست دعابة، تدعي مليشيا حزب الله الإرهابية إطلاق مبادرات "قروض حسنة" للبنانيين من أجل مساعدتهم على مواجهة ظروف المعيشة، لكن الحقيقة التي مزقت الوجه الخيري المزيف للمليشيا هي أن القروض بفائدة هي الأعلى في التاريخ على الإطلاق وتصل إلى حدود 500%.   

عبر إحدى أذرعها التي تدعى "جمعية مؤسسة القرض الحسن"، عرضت مليشيا حزب الله على العائلات اللبنانية قرضا حسنا بفائدة 0%، وفي المقابل ارتهنت الجمعية لديها مقتنيات ثمينة لتلك العائلات.

• استقطاب وتجنيد بأموال إيرانية.. حزب الله يتاجر بأزمة لبنان الاقتصادية
• لبنان وصندوق النقد.. القصة الكاملة لدولة تصارع من أجل البقاء
  

وعندما اتجه المقترضون لسداد الدين والحصول على الرهن فوجئوا بالحقيقة المٌرَّة "مطلوب السداد بسعر الدولار الحالي".

حصلت تلك الأسر على المبالغ عندما كان سعر الدولار 1500 ليرة، وعندما ذهبت للسداد اشترط عليهم حزب الله السداد بالدولار أو حساب المبلغ بالليرة وفقا لسعر الدولار في السوق وهو 9 آلاف ليرة حاليا!

ويعاني لبنان شحا شديدا في الدولار ما دفع البنوك إلى زيادة سعر صرف الدولار، في حين وصل السعر في السوق السوداء فوق 9 آلاف ليرة للدولار الواحد، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق.

واللافت أن الأغلبية العظمى المتضررة من "فخ حزب الله" هم أبناء الطائفة الشيعية التي يستمد منها الحزب قوته، ما يعني أن الميليشيا قررت المتاجرة حتى في قواعدها الشعبية.

القرض الفخ.. بوابة الميليشيا لأرباح بالملايين

ويقدر عدد المتعاملين مع الجمعية بحوالي 200 ألف مقترض ويستدينون نحو 500 مليون دولار مقابل رهن ذهب لمدة لا تتجاوز الـ30 شهراً مع احتفاظ الجمعية بقيمة مالية من القرض الممنوح يستعاد بعد عام من تسديد القرض بالكامل.

وتوضح هذه الأرقام كم المكاسب التي ستعود على حزب الله من المتاجرة في أوجاع اللبنانيين وظروفهم المعيشية الصعبة، تفسر قدرة الحزب على دفع رواتب عناصره وموظفيه بالدولار رغم الظروف الاقتصادية الصعبة في البلاد.

وقد فجرت هذه المتاجرة المكشوفة، غضبا في أوساط الداعمين لحزب الله، حيث تحدث عدد كبير منهم عن مشكلته على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحكي إحدى السيدات تجربتها مع الجمعية لـ "العين الاخبارية" قائلة: "حصلت على 1200 دولار (أي مليون و800 ألف ليرة) من القرض الحسن مقابل إيداعي قطعتي ذهب، الأولى ثمنها 1700 دولار والثانية 500 دولار".

وتابعت: "بدأت السداد شهريا بسند قيمته 100 دولار (150 ألف ليرة) لكن وبعد مرور أشهر قليلة ومع ارتفاع سعر صرف الدولار بدأوا يفرضون علينا الدفع بالدولار الأمريكي أو بالليرة اللبنانية وفق سعر صرف السوق".

وأوضحت: "قيمة السند قفزت من 150 ألف ليرة إلى 900 ألف ليرة، أي ما يوازي نصف راتب زوجي، وهو ما لا يمكننا تحمله".

وتواصل: "توقفنا عن السداد وننتظر مصيرنا المحتوم.. قد نجبر على التخلي عن الذهب الوجود لديهم".

غضب في القواعد الشعبية لحزب الله

وعلى وسائل التواصل الاجتماعي ينتشر فيديو لشاب يتوجه إلى إدارة الجمعية ويقول للمدير: "خذ الذهب لم نعد نريده.. كيف يمكن أن نحصل على قرض بقيمة 300 دولار ونسدده 50 مليون ليرة".

كذلك تكاد لا تخلو صفحات التواصل الاجتماعي يوميا من طلبات لأشخاص يريدون تأمين سندات القرض الحسن، ويطلبون ممن لديه دولار ويريد صرفه لتأمين المبلغ المطلوب.

وكتب الناشط اللبناني طارق صالح ردا على مطلب أمين عام حزب الله حسن نصرالله التوجه شرقا (للتعامل التجاري والاقتصادي مع الصين وايران) ، قائلا على حسابه على تويتر " قبل أن يتوجه حزب الله إلى الشرق ويدمر الشيطان الأكبر فليثبّت دولار القرض الحسن على 1500 ليرة ولا يستغل الناس ومقتنياتهم من الذهب وفق سعر صرف الـ 9500 ليرة".

كذلك قال الأستاذ الجامعي والناشط السياسي باسيل صالح على حسابه: "صباح الخير لكل سيدة أو صبية تبكي دما بعدما حجز القرض الحسن على الذهب الذي يملكونه لأنهم غير قادرين أن يكملوا دفع القروض بالدولار".

وأضاف: "قصص الناس وذكرياتها ومقتنياتها بقيمتها المعنوية قبل المادية كلها باتت تقاس بقيمة وجبة أو وجبتي طعام".

وكتب أحد الناشطين: "أنا وأمثالي ممن حصلنا على قروض لندفع أقساط جامعاتنا واليوم بات القسط الشهري يوازي راتب والدي".

الموقف نفسه عبر عنه الناشط وليد سلمان قائلا "جمعية القرض الحسن باتت عبئا على المودعين والخسارة واقعه.. القرض الحسن تحول إلى قرض سيء على أغلب الفقراء".

البنوك اللبنانية تقبل السداد بالسعر الرسمي!

يحث هذا، بينما لاتزال البنوك اللبنانية التي هي أصلا ساعية للربح، تقبل بتسديد سندات القروض الشهرية وفق السعر الرسمي المحدد من قبل المصرف المركزي.

ويتراوح هذا السعر بين 1500 و 1520 ليرة.

ليس هذا فحسب، بل أن بعض البنوك قدمت تسهيلات للمقترضين تسمح بإمكانية تسديد القرض بأكمله دفعة واحدة وفق سعر الصرف الرسمي، خاصة القروض الصغيرة.

ومنحت بنوك أخرى خيار تسديد نصف القرض بالدولار والنصف الآخر وفق سعر الصرف المحدد في مصرف لبنان.