لوح بعقوبات.. ماكرون: رهاني في لبنان محفوف بالمخاطر
ماكرون يقول لصحيفة "بوليتيكو" الأمريكية: "لا أعرف رئيس الوزراء اللبناني الجديد ولم أختره".
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه يقوم بـ"رهان محفوف بالمخاطر" من خلال العمل لتجنب انهيار سياسي في لبنان، لافتاً إلى أنه يضع رصيده السياسي على الطاولة.
وأضاف ماكرون، خلال مقابلة مع صحيفة "بوليتيكو" الأمريكية، أثناء توجهه إلى بيروت، مساء أمس الإثنين، قائلاً: "إنها الفرصة الأخيرة لهذا النظام. إنه لرهان محفوف بالمخاطر الذي أقدم عليه، أدرك ذلك.. أضع رصيدي السياسي على الطاولة".
ويزور ماكرون الدولة الشرق أوسطية التي كانت تحت الانتداب الفرنسي سابقا للمرة الثانية خلال شهر؛ في محاولة منه لرسم خطة إنقاذ وإصلاحات سياسية واقتصادية في هذا البلد العربي.
ويعاني لبنان أزمة سياسية ومالية طويلة الأمد، بالإضافة إلى فيروس كورونا المسجد والانفجار الهائل الذي مزق مرفأ بيروت في أغسطس/آب، وأسفر عن مقتل نحو 200 شخص، وأدى إلى استقالة حكومة حسن دياب.
وبعد أسابيع من الضغط الفرنسي لاختيار شخصية ذات مصداقية لرئاسة الحكومة، وافقت الأحزاب السياسية، الإثنين، على ترشيح الدبلوماسي مصطفى أديب رئيسًا للوزراء، قبل ساعات قليلة على وصول ماكرون.
وحذر الرئيس الفرنسي أن الثلاثة أشهر المقبلة ستكون "حاسمة" فيما يتعلق بحدوث تغيير حقيقي، وحال لم يحدث ذلك، سيترتب على هذا الأمر تدابير عقابية تتراوح ما بين تعليق مساعدات إنقاذ مالي وعقوبات على الطبقة الحاكمة.
- حصاد زيارة ماكرون في ذكرى "لبنان الكبير".. "شجرة أرز" ومؤتمر مانحين
- الأموال لم تذهب للأهداف المحددة.. ماكرون يطالب لبنان بـ"حقيقة الأرقام"
وطبقًا لـ"بوليتيكو"، يقول منتقدو ماكرون إنه لا يستغل كامل النفوذ الفرنسي لإحداث التغيير والضغط على مليشيا حزب الله، الذي يرتبط بإيران.
لكن ماكرون رد على ذلك بقول: "إن حاربنا القوة بالقوة سيسمى تصعيد، هذا يؤدي فقط إلى الحرب التي هي آخر شيء يحتاجه لبنان".
وأضاف: "لا تطلبوا من فرنسا أن تأتي لشن حرب.. سيكون أمرًا سخيفًا وجنونيًا".
وذكرت "بوليتيكو" أن الخيار الذي يواجهه ماكرون في لبنان هو نفس الخيار الذي تواجهه الديمقراطيات الليبرالية عند تعاملها مع دول مثل: إيران، وتركيا وغيرهما، التي لا تتردد في استخدام القوة المسلحة، وانتهاك القوانين الدولية، وتخريب النظام العالمي المبني على قواعد.
وأصر ماكرون على أنه "ليس لديه سجل يتعلق بالتساهل وأنه لن يتراجع في لبنان"، وقال إنه يخطط للتواصل مع رئيس الوزراءالجديد وجميع الأحزاب السياسية اللبنانية في البرلمان، حتى من لا يتفق معهم.
وأكد أنه يريد التزامات ذات مصداقية من قادة الأحزب السياسية في لبنان بشأن القيام بإصلاحات مع وضع جدول زمني محدد لتنفيذ التغييرات وإجراء الانتخابات البرلمانية خلال فترة 6 أشهر إلى 12 شهرًا.
وأشارت "بوليتيكو" إلى أن تجمع صغير من اللبنانيين انتظروا ماكرون خارج منزل فيروز، التي زارها الرئيس الفرنسي، ورددوا هتافات: "أديب لن يفعل. نريد نواف سلام."
لكن ماكرون قال إن"سلام ، وهو قاضي حالي في محكمة العدل الدولية، لن ينجح، لأننا نقتل ترشيحه بوضعه في نظام يوقف فيه البرلمان كل شيء."
وأضاف: "الاسم ينجح عندما يعرف الشارع كيف ينتج قائد يقود الثورة، ويكسر النظام.. لن يفلح، على الأقل ليس اليوم، ربما غدًا، أو بعد غد."
ورفض ماكرون الاتهامات بأنه اختار شخصيًا رئيس الوزراء اللبناني مصطفى أديب، وعقد اتفاقًا مع إيران، قائلًا: "لا أعرفه، ولم أختره، وليست مهمتي التدخل أو الموافقة".