اكتشاف مصدر خفي للكربون بساحل القطب الشمالي
الباحثون يقدمون أدلة على وجود تركيزات كبيرة ومواد عضوية ذائبة، مصدرها هو تدفق المياه الجوفية فوق التربة الصقيعية المجمد
اكتشف علماء الكيمياء المائية بجامعات تكساس وفلوريدا مصدرا غير معروف من قبل للكربون في البيئة الساحلية بالقطب الشمالي.
وخلال ورقة بحثية نشرتها دورية "نيتشر كموينيكيشن"، في 20 مارس/آذار الجاري، قدم الباحثون أدلة على وجود تركيزات كبيرة ومواد عضوية ذائبة، مصدرها هو تدفق المياه الجوفية فوق التربة الصقيعية المجمد.
وتنتقل هذه المياه من الأرض إلى البحر بشكل غير مرئي، حاملة معها تركيزات كبيرة من الكربون والمغذيات الأخرى إلى شبكات الغذاء الساحلية في القطب الشمالي.
ومن المعروف على مستوى العالم أن المياه الجوفية مهمة لتوصيل الكربون والمغذيات الأخرى إلى المحيطات، ولكن في القطب الشمالي، حيث لا يزال الكثير من المياه محاصراً في الأرض المتجمدة، كان دورها أقل وضوحاً.
ولكن فوجئ العلماء عندما علموا أن المياه الجوفية قد تسهم بكمية من المواد العضوية الذائبة في بحر بوفورت بألاسكا الأمريكية، بأن تكون النسبة التي تسهم بها على قدم المساواة مع ما يأتي من الأنهار المجاورة خلال الصيف.
ويفترض مجتمع البحث بشكل عام أن مدخلات المياه الجوفية من الأرض إلى البحر صغيرة في القطب الشمالي، لأن الأرض متجمدة بشكل دائم، أو التربة الصقيعية تقيد تدفق المياه.
ووجد الباحثون خلال البحث الجديد أنه عندما تتدفق المياه الجوفية نحو المحيط، فإنها تمتزج مع طبقات من التربة العميقة وذوبان الجليد، وتلتقط وتنقل الكربون العضوي والنيتروجين الذي يتراوح عمره بين قرن إلى آلاف السنين.
ويُعتقد الباحثون أن هذا الكربون القديم الذي يتم نقله عن طريق المياه الجوفية يتحلل إلى الحد الأدنى، ولم يسبق له أن رأى ضوء النهار قبل أن يلتقي بالمحيط.
ويقول كريج كونولي، من معهد العلوم البحرية في جامعة تكساس والباحث الرئيسي بالدراسة: "مدخلات الكربون في المياه الجوفية فريدة، لأنها تنطلق مباشرة إلى المحيط دون رؤية الضوء".
وأضاف: "يمكن لأشعة الشمس على الماء أن تحلل الكربون العضوي أثناء انتقاله في مجرى الأنهار، ويصبح الكربون المذاب مصدرا جديدا ومهما للوقود والطاقة لشبكات الغذاء الساحلية المحلية كل صيف".