خسائر مالية "ضخمة" تطرق أبواب اليمن بفعل أزمة الإنترنت
لليوم الثالث، يدخل اليمن في عزلة عن العالم؛ بسبب قطع مليشيات الحوثي خدمة الإنترنت عن البلاد؛ وهو ما أثّر على جميع نواحي الحياة باليمن.
وألقى انقطاع الإنترنت بظلاله على جميع القطاعات الحيوية في اليمن، وكان القطاع الاقتصادي هو الأكثر تأثرا وتضررا من التوقف المفاجئ للخدمة.
وتسبب هذا الانقطاع، في خسائر كبيرة لدى أرباب الأعمال والشركات والمؤسسات المعتمدة على الإنترنت في تعاملاتها، وتسيير شؤون أعمالها، وهو ما أكده خبراء اقتصاديون يمنيون.
- قطع الإنترنت يشل حياة اليمن.. مصادر لـ"العين الإخبارية" تفند أكاذيب الحوثي
- متى يستعيد "بُن" اليمن أمجاده؟.. "العين الإخبارية" تحاور خبيرا زراعيا
ووفق معلومات غير مؤكدة رسميا، فإن خسائر اليمن جراء انقطاع خدمة الإنترنت، قد تصل إلى مليارات الدولارات، وهو ما لم تؤكده أي جهة معنية بعد.
** قطاعات متضررة
لكن الخبير الاقتصادي اليمني، ماجد الداعري، أكد تعرض العديد من قطاعات الأعمال في اليمن لخسائر مالية كبيرة؛ جراء الانقطاع المستمر لخدمة الإنترنت منذ أيام.
ويقول لـ"العين الإخبارية": "بالتأكيد هناك خسائر مالية كبيرة، وخاصة على القطاع المصرفي؛ كون توقف الإنترنت يُعطل عمل البنوك وشركات الصرافة بشكل تام ويفقدها يوميًا عشرات الملايين من قيمة التحويلات المالية من وإلى اليمن".
ويضيف الداعري: "لا يمكن استثناء أي شركة أو مؤسسة مالية من هذه الخسائر؛ كون الجميع يعتمد على الإنترنت بشكل أساسي في أغلب تعاملاته".
صعوبة توفير الإحصائيات
ويبقى الحصول على التقديرات المؤكدة والرسمية حول حجم الخسائر المالية الدقيقة، جراء انقطاع خدمة الإنترنت صعبا، في ظل توقف عملية الاتصال، وفق الخبراء.
ويشير الخبير في الشؤون الاقتصادية، ماجد الداعري، إلى أنه لا توجد تقديرات أو حتى توقعات دقيقة بحجم الخسائر التي تتكبدها مؤسسات وشركات القطاعات التجارية والمصرفية، وحتى الاتصالات بشكل خاص.
قطاع الإعلام
القطاع المصرفي والمالي ليس هو الوحيد المتأثر بانقطاع خدمات الإنترنت في اليمن، فثمة مجالات حيوية تضررت هي الأخرى بشكل مؤثر جراء هذه الأزمة الراهنة.
وأحد هذه القطاعات المهمة، كان قطاع الإعلام، حيث انقطعت نسبة كبيرة من وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية عن مراسليها؛ بسبب توقف خدمة الإنترنت.
ويعتمد مجال الإعلام والصحافة في اليمن -كما في كل العالم- على خدمات الإنترنت لنقل المعلومات والأخبار، وكميات هائلة من البيانات والصور يوميًا.
وفي هذا الشأن، يؤكد الصحفي اليمني، علي سعيد، أن الحياة تحولت إلى "عذاب" بالنسبة للصحفيين داخل اليمن؛ نظرًا لانقطاعهم عن المؤسسات التي يعملون لديها، سواءً في الداخل أو الخارج.
وقال الصحفي علي سعيد لـ"العين الإخبارية": إن بعض الصحفيين في اليمن حاولوا إيجاد حلول وبدائل خلال اليومين الماضيين لاستمرار عملهم الإعلامي، إلا أنها تبقى حلولا غير مستدامة، ولن تستمر طويلا.
** "عدن نت".. فقط
وانقطعت خدمة الإنترنت عن جميع أنحاء اليمن؛ جراء فصل مليشيات الحوثي الخدمة من مركزها الرئيسي في صنعاء بشكل متعمد، وفق مصادر يمنية مؤكدة.
ولم تعد خدمات الإنترنت مفعلة سوى في مدينة عدن (جنوب البلاد) عبر خدمة "عدن نت" مزود خدمة 4G الوحيدة في اليمن، وهي تابعة للحكومة المعترف بها دوليًا، بعيدًا عن متناول مليشيات الحوثي.
غير أن خدمة "عدن نت" لا تغطي سوى محافظة عدن فقط، ولا تتواجد في بقية المحافظات اليمنية، لهذا لجأ عدد كبير من أرباب الأعمال للتواجد في المدينة والاستفادة من الخدمة هناك.
aXA6IDMuMTQ2LjM3LjIyMiA= جزيرة ام اند امز