لغز الفائدة المرتفعة في منطقة اليورو.. "التضخم" يحسم الأمر
قال بابلو هيرنانديز دي كوس، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، إن البنك سيضطر لمواصلة زيادة أسعار الفائدة.
وذلك في حال تحقق أحدث توقعاته للتضخم في منطقة اليورو.
ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن دي كوس محافظ البنك المركزي الإسباني قوله في مؤتمر نظمه معهد بروكينغز الأمريكي للأبحاث "إذا تحقق السيناريو الأساسي لتوقعات مارس/آذار الماضي ستظل أمامنا أشواط لقطعها لكي نتأكد من خفض ضغوط التضخم".
وأشارت بلومبرغ إلى أن البنك المركزي الأوروبي يدرس حاليًا حجم الزيادة المطلوبة في أسعار الفائدة ووتيرة الزيادة، في ظل استمرار معدل التضخم المرتفع، رغم زيادة الفائدة الأوروبية بمقدار 350 نقطة أساس منذ يوليو/تموز الماضي.
يأتي ذلك في حين تزايد عدد مسؤولي البنك المركزي الأوروبي الذين يقولون إن زيادة الفائدة اقتربت بشدة من نهايتها، ويشيرون إلى ظهور توافق جديد بين أعضاء مجلس محافظي البنك بعد الخلافات الشديدة بينهم خلال اجتماع المجلس في الشهر الماضي. في الوقت نفسه ما زال الصقور من أعضاء المجلس مثل كلاس كنوت وبوريس فويستش يشددون على ضرورة مواصلة زيادة أسعار الفائدة للسيطرة على التضخم.
يأتي ذلك فيما أظهرت البيانات الرسمية الصادرة أواخر الشهر الماضي تراجع التضخم في منطقة اليورو لأدنى مستوى منذ أكثر من سنة، مدفوعا بانخفاض أسعار الطاقة، لكن معدل التضخم الرئيسي ارتفع لمستوى قياسي جديد ليبقي الضغط على البنك المركزي الأوروبي كي يزيد من تشديد سياسته.
وارتفعت أسعار المستهلك بنسبة 6.9% على أساس سنوي في مارس/آذار، مقارنة بارتفاعها بنسبة 8.5% في فبراير/شباط حسب ما أظهر تقدير مبدئي نشرته وكالة الإحصاءات الأوروبية (يوروستات). ويعد هذا أقل معدل تضخم منذ فبراير/شباط 2022 عندما ارتفعت الأسعار بنسبة 5.9%.
وكانت رئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاغارد قالت في أواخر مارس/آذار الماضي، إن التضخم الأساسي في منطقة اليورو لا يزال "مرتفعاً للغاية"، حتى بعد الانخفاض الأكبر على الإطلاق الذي سجله المقياس الرئيسي لارتفاع الأسعار خلال شهر مارس/آذار.
تسارع التضخم الأساسي، الذي يستبعد تكاليف الطاقة والغذاء المتقلبة، ليسجل أعلى مستوى له على الإطلاق عند 5.7% في مارس/آذار، بينما انخفض الرقم الرئيسي إلى 6.9% من 8.5%.
وقالت لاغارد إن البنك المركزي الأوروبي لا يزال لديه الكثير مما يجب القيام به لإعادة التضخم إلى 2% على المدى المتوسط، ومع ذلك قالت إن رفع أسعار الفائدة بمقدار 350 نقطة أساس منذ يوليو/تموز الماضي، "بدأ يؤتي ثماره".
وكررت لاغارد التأكيد على أن الضغوط التي شهدتها الأسواق المالية مؤخراً لن يكون لها تأثير في معركة الحد من ارتفاع الأسعار، كما قالت إنه لا ينبغي مقارنة تراجع أسهم "دويتشه بنك" بانهيار "كريدي سويس غروب".
aXA6IDE4LjIxNy4yMDguMjIwIA== جزيرة ام اند امز