ليبيا تبحث في نيويورك دعم مسار إجراء الانتخابات
غلب الملف الليبي على عدد من الاجتماعات الجانبية على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وتركزت المحادثات التي عقدت على مستويات رفيعة على هامش الاجتماعات، بين العديد من الأطراف الدولية، على دعم الانتخابات الليبية المنتظرة وحل الأزمة المستمرة منذ 2011.
واجتمع أعضاء مجموعة "P3+2" (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وألمانيا) والذين أكدوا ضرورة دعم الانتخابات الليبية.
وكشفت السفارة الأمريكية في ليبيا أن الاجتماع تضمن تأكيد مستشار وزارة الخارجية الأمريكية ديريك شوليت على ضرورة أن يعمل جميع قادة ليبيا من أجل الوصول إلى إطار للانتخابات دون تأخير.
وتابعت أن أعضاء المجموعة اتفقوا على الحاجة إلى دعم رئيس البعثة الأممية في ليبيا الجديد السنغالي عبد الله باثيلي لاستعادة زخم العملية السياسية في ليبيا.
المنفي يبحث عن الدعم
وفي السياق عقد رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي عدة لقاءات مع القادة الأممين والأوروبيين والأفارقة، لبحث سبل دعم العملية الانتخابية ودفع العملية السياسية.
والتقى المنفي وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية وبناء السلام روزماري ديكارلو، لبحث مستجدات الأوضاع في ليبيا.
وبحث اللقاء، وفقا لبيان الرئاسي الليبي، المستجدات السياسية في ليبيا وعلى رأسها العقبات التي تواجه الاستحقاق الانتخابي، كما تناول اللقاء آخر التطورات في ملف المصالحة الوطنية.
بحث اللقاء أيضا الطرق العملية لدعم عمل المبعوث الجديد إلى ليبيا "عبدالله باتيلي"، وأكد المنفي أهمية تفعيل المسار الاقتصادي باعتباره جزءاً أصيلاً في الحل الشامل لليبيا.
كما التقى المنفي برئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، لبحث مستجدات الملف الليبي والدفع قدماً بالعلاقة بين البلدين الصديقين، على كافة الأصعدة وعلى رأسها الجانب الاقتصادي والثقافي.
كما التقى رئيس الوزراء المالطي روبرت أبيلا لبحث أوجه التعاون بين البلدين في العديد من المجالات منها، الصحة، والطاقة، والأمن، بالإضافة لمناقشة ملف الطاقة والأزمة التي يعاني منها العالم جراء الحرب الأوكرانية-الروسية، وإمكانية مساهمة ليبيا في هذا الملف.
وناقش اللقاءإمكانية العمل على وجود لجان مشتركة من قبل السلطات التنفيذية لإدارة الملفات والمواضيع ذات الاهتمام المشترك بين البلدين.
وأعرب رئيس الوزراء المالطي عن رغبة بلاده العمل على فتح خط بحري وجوي مباشر بين ليبيا ومالطا، وعودة الشركات المالطية للاستثمار في ليبيا، مؤكداً دعم مالطا للاستقرار في ليبيا للوصول إلى الانتخابات.
ومن جانب أعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا السفير ريتشارد نورلاند، لقاءه بالمنفي لتجديد التأكيد على دعم الولايات المتحدة لحل سياسي في البلاد، مع تولّي باثيلي منصبه كمبعوث خاص لأمين عام الأمم المتحدة.
وسبق والتقى المنفي خلال اليومين الماضيين عددا من القادة من بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والرئيس السنغالي رئيس الاتحاد الأفريقي ماكي سال لبحث سبل دعم الانتخابات في بلاده.
وتشهد ليبيا انسدادا سياسيا وأمنيا خاصة مع الاشتباكات المتكررة بين المجموعات المسلحة في العاصمة طرابلس، والتي تدعي ولاءها للأطراف السياسية المختلفة، والتي خلفت في الجولة الأخيرة منها أغسطس/آب الماضي، 199 جريحا وقتيلا.
وينتظر الليبيون اتفاقا بين مجلسي النواب والدولة بشأن المواد الخلافية بالقاعدة الدستورية للانتخابات (حوالي 3 مواد)، بعد نجاح اللجنة الدستورية في الاتفاق على أكثر من 97% من موادها، وفشل عدة جولات سابقة في القاهرة وجنيف بين المسؤولين الليبيين على هذه المواد الخلافية المتبقية، لإجراء الاستحقاق الذي ينتظره الشعب الليبي.
والثلاثاء، انطلقت اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ77 بحضور لفيف من القادة والرؤساء.
وخلال أسبوع، يلقي نحو 150 رئيس دولة أو حكومة من كافة أنحاء العالم خطابات في أثناء هذا الاجتماع السنوي.
وهذا العام، يعقد الاجتماع السنوي للأمم المتحدة للمرة الأولى حضوريا بعدما كان يجرى عبر الإنترنت في العامين الماضيين بسبب أزمة وباء كورونا.