في سايتاما سيكون "الهلال" في امتحان.. وقد قيل: "عند الامتحان يكرم المرء أو يهان".. تابع قراءة المقال
ها هو 24 نوفمبر/ تشرين الثاني يحضر بكل ما يحمله من تطلعات وأمنيات.. وبكل ما فيه من خفايا وأسرار لا يعلمها إلا مدبر الكون سبحانه.. الموعد الذي تعلقت به آمال شعب تعب من طول انتظار الفرح وصعود منصة القارة من جديد.. يحضر هذه المرة وكل عناوينه زرقاء صبغت بمجهود رجال تعاقبوا على صناعة فريق جاهز لإخضاع القارة مجدداً.. أو ليس زعيمها وكبيرها والأكثر فوزاً بكؤوسها وألقابها..؟!
في سايتاما سيكون "الهلال" في امتحان.. وقد قيل: "عند الامتحان يكرم المرء أو يهان".. ولأنه الهلال الذي يحق له ما لا يحق لغيره، فإن هذا القول لا يشمله وتلك العبارات لا تخصه.. فهو الفارس الذي سيدخل سايتاما بشعاره الذي صاغه عبر الأجيال.. في سايتاما.. يكرم الهلال ولا يهان
في 24 نوفمبر/ تشرين الثاني ستكون ملايين القلوب والأنظار الآسيوية وغير الآسيوية على موعد مع نهائي تتجاوز قيمته كأسا أو لقبا.. نهائي بمثابة كسر العظام بين شرق يتعاظم بألقابه.. وغرب ينشد العودة إلى مكانته عبر أقوى فرسانه وأعتاهم وأشدهم قوة وحضورا.. نهائي للتاريخ وللمجد.. للسطوة والجموح وفرض الاحترام.. نهائي لا يصل إليه إلا الجادّون والجادّون فقط..
في سايتاما سيكون "الهلال" في امتحان.. وقد قيل: "عند الامتحان يكرم المرء أو يهان".. ولأنه الهلال الذي يحق له ما لا يحق لغيره، فإن هذا القول لا يشمله وتلك العبارات لا تخصه.. فهو الفارس الذي سيدخل سايتاما بشعاره الذي صاغه عبر الأجيال.. في سايتاما.. يكرم الهلال ولا يهان.. فإما أن يكرم ببطولة هو الأجدر بها دون غيره.. وإما أن يتعثر مجدداً وهذا بالطبع لا يعني الهوان.. فالهلال في آسيا لا يهان.. لا يهان من حضر ولا يزال في كل عام.. لا يهان من يملك الرصيد الأعلى من الألقاب ولا يزال.. لا يهان من يحتفظ له ماضيه بالرصيد الوافر من الإنجازات التي تجعله "مكرماً" أياً كانت أحوال ونتائج اللقاء المحتملة بمختلف سيناريوهاتها.. لا يهان من قدم نفسه فارساً تهابه آسيا بكل ملاعبها وفرقها ونجومها.. لا يهان من يصل إلى ثالث نهائي خلال خمسة أعوام.. صدقيني يا آسيا ذلك الأزرق لا يهان.
في سايتاما.. لن يكون الهلال وحيداً، بل ستسبقه دعوات الملايين بالتوفيق.. وتلفه أعين العشاق بالاهتمام والشغف.. وستحتضنه قلوب عشقته منذ صغرها وهي تخفق له على الدوام "يا هلال عزك عزنا".. في سايتاما.. سنكون قلباً وقالباً مع الهلال.. من أجله ومن أجل الوطن.. ومن أجل كرة القدم الواقعية.. ومن أجل العدالة والإنصاف.. ومن أجل أجيال تستحق الفرح بكل معانيه.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة