البابا فرنسيس.. داعية تسامح يدحض علاقة الإسلام بالإرهاب
قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، أكد في مناسبات عدة رفضه إلصاق صفة الإرهاب والعنف بالإسلام والمسلمين
كما للتطرف دعاته.. للتسامح سفراؤه، وكما للعنف مبجلون.. للسلام مؤيدون، وفي وقت استغل البعض مناصبهم لنشر التفرقة والأفكار المتطرفة، فضّل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، السير على نهج التقارب والتعاون مع الأديان الأخرى، رأباً لصدع باعد بين أبناء الإنسانية ذوي المذاهب والأديان المختلفة.
وفي وقت تصاعدت فيه مظاهر الإسلاموفوبيا وتعالى خطاب الكراهية كان قداسة البابا فرنسيس، ومن منبره كزعيم روحي لما يقرب لـ1.3 مليار كاثوليكي حول العالم، صوتاً للمحبة والسلام، داعياً لنبذ العنف تارة، ورافضاً لتحميل الإسلام مسؤولية أفعال بعض معتنقيه، وفي مناسبات عدة أكد قداسة البابا فرنسيس أن التطرف نهج فكري قد يصدر عن أي إنسان مهما كانت ديانته أو توجهه الفكري.
وفي عدة لقاءات وحوارات إعلامية رفض قداسة البابا الآراء السائدة التي تربط الإسلام بالإرهاب حتى لو شاعت، ففي حواره مع رئيس تحرير صحيفة "إيكو أوف بيرغامو" الإيطالية أكد البابا فرنسيس أن "ربط الإرهاب بالإسلام كذبة تتسم بالحماقة، وإن راجت على شفاه كثيرين".
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية تصريحه الذي أدلى به للصحفيين خلال وجوده على متن الطائرة التي عادت به من بولندا في يوليو 2016، والذي أكد فيه أنه "ليس صحيحاً أو حقيقياً القول إن الإسلام هو الإرهاب.. لا أعتقد أنه من الصواب الربط بين الإسلام والعنف"، مشيراً إلى أن عدداً من معتنقي الديانات الأخرى يقومون بجرائم أيضاً، كما أن الدين ليس الدافع الحقيقي وراء العنف.
ولعل أشهر أقواله هي "لا يجوز ربط الإسلام بالعنف، فإذا تحدثت عن عنف إسلامي ينبغي أن أتحدث عن عنف كاثوليكي، ليس كل المسلمين دعاة عنف".
وترجم بابا الكنيسة الكاثوليكية أقواله لأفعال، بزياراته معالم ودور عبادة إسلامية، ففي عام 2016 زار البابا فرنسيس مسجد "حيدر ألييف" في أذربيجان، والتقى شيخ المسلمين في القوقاز وممثلين عن الديانات الأخرى، في خطوة لمد جسور الاتصال والحوار مع مسلمي العالم من مختلف الجنسيات، كما شارك في مؤتمر الأزهر العالمي للسلام عام 2017، وكذلك لقاؤه الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، في إطار حرصه على تعزيز الحوار بين الأديان كونه "السبيل للتخلص من التشدد والتفرقة".
ولم تثنِ الصراعات والأوضاع الأمنية غير المستقرة البابا فرنسيس عن زيارة مسجد حاصرته المليشيات المسيحية المسلحة في مدينة بانجي عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطي عام 2015، وذكرت صحيفة جارديان البريطانية أنه خلع نعليه ودخل المسجد وانحنى راكعاً في محرابه، مؤكدا قداسة دور العبادة ونبذه العنف مهما كانت ديانة القائمين بالعنف.
واليوم تأتي الزيارة التاريخية لقداسة البابا فرنسيس، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، تعزيزاً لقيم التسامح التي تنتهجها حكومة الإمارات، حيث اعتبر بابا الكبيسة الكاثوليكية الإمارات مثالاً يحتذى به في التسامح واحترام الغير وحرية ممارسة الأديان.
aXA6IDMuMTQ1Ljg5Ljg5IA== جزيرة ام اند امز