تاريخ الأندلس.. القصة الكاملة من الفتح إلى السقوط
يعتبر فتح الأندلس من الفتوحات التي يعتز بها التاريخ الإسلامي ومازال يرددها ويتباهى بها المسلمون، نظراً لما حققه من نتائج مبهرة للإسلام.
تسمية الأندلس
يعود السبب في تسمية الأندلس بهذا الاسم إلى كلمة فاندالوسيا، وفي لمحة عن تاريخ الأندلس فإن السبب وراء هذه التسمية هي القبائل التي سكنت الجزيرة في فترة من الزمن قبل الفتح الإسلامي.
وكانت قد سُميت بعد فاندالوسيا باسم أندالوسيا، وسُميت بعد ذلك الأندلس نسبة إلى اللغة العربية واختلاف الحروف فيها، وارتبط اسم الأندلس بالدولة الإسلامية والفتح الإسلامي، في حين اختلفت التسمية في العهد الحديث، خاصةً بعد انقسام الجزيرة إلى دولتين، وانتهاء الحكم الإسلامي فيها.
وتضم شبه الجزيرة الأيبيرية حالياً دولتي إسبانيا والبرتغال، حيث تحدها فرنسا من الشمال، بينما تجاورها المياه من باقي حدودها.
فتح الأندلس
فُتحت الأندلس تحت قيادة القائد العسكري طارق بن زياد، ففي عام 711 ميلادياً الموافق 92 هجرياً توجّه الجيش الإسلامي لمضيق طارق، وهاجم جيش الملك رودريك وانتصر المسلمون فيما يعرف بمعركة "لكة".
استمر تقدم الجيش الإسلامي تحت راية طارق بن زياد محققاً انتصارات متتالية على الأراضي الإسبانية، مؤسساً بما يعرف بالأندلس، وقد استمر الفتح لعام 262 ميلادياً الموافق 107 هجرياً، وقد امتد التواجد الإسلامي لثمانمائة سنة تقريباً.
الأندلس في العهد الإسلامي
قسّم المسلمون الأندلس لخمس دويلات؛ لتسهيل حكمها وكانت قرطبة أشهر دويلاتها، وقد جمعت الأندلس، بسبب موقعها، العديد من مختلف الديانات والجنسيات، فاجتمع المسلمون والمسيحيون واليهود معاً وتعايشوا بسعادة تحت الحكم الإسلامي.
كما اجتمع العرب والبربر والإفرنج والقوط، وبسبب كل هذه الثقافات المختلفة أصبحت الأندلس ذات حضارة منوعة ومميزة وطابع خاص، نظراً لانتشار العدل والأريحية بين أفراد الشعب.
واهتم سكان الأندلس بتعلم العلوم كافة والشعر، فبرعوا بالهندسة، والزخرفة، والفلك، والطب، والعمارة، والرياضيات، والصيدلة، والفقه، وظهرت أجمل الموشحات الشعرية، وهكذا نافست الأندلس مراكز الدولة العربية كبغداد والقسطنطينية مكانة وعلماً.
وما زالت الحضارة الإسلامية حتى وقتنا الحالي واضحة المعالم، ولم تستطع السنين محو أثر العرب والمسلمين من الثقافة الإسبانية.
سقوط الأندلس
بعد حكم المسلمين في عام 1492 ميلادياً سقطت الأندلس وأخرج منها المسلمون، وقد كانت غرناطة آخر مدينة إسلامية سقطت.
وبدأ المسيحيون الهجوم على المناطق الإسلامية، وأجبروا المسلمين إما على الرحيل أو اعتناق المسيحية، وتضييق الحصار على من بقي منهم بمنعهم من تحدث العربية أو ارتداء الملابس العربية أو قراءة الكتب العربية، وفي النهاية تم ترحيل جميع العرب ومصادرة ممتلكاتهم وحتى لو كانوا ممن اعتنق المسيحية.
aXA6IDE4LjIyNy43Mi4yNCA= جزيرة ام اند امز