جامع الزيتونة قبلة المصلين في رمضان.. أسرار أقدم مساجد تونس
يتربع جامع الزيتونة المعمور وسط المدينة العتيقة في تونس العاصمة، ويعتبر قبلة للمصلين ومزارا للسياح خاصة في شهر رمضان.
ويعد الجامع ثاني أقدم مسجد في تونس بعد جامع عقبة بن نافع في القيروان.
ويعد الجامع البنيان الديني الأضخم في تونس، كما يتميز بثراء الزخرفة وتناسق هندسته المعمارية.
جامع الزيتونة هو المسجد الرئيسي في مدينة تونس، وأكبرها وأقدمها، وتأسس سنة 698 م/ 79 هـ، بأمر من حسان بن النعمان الملقَّب بالشيخ الأمين قائد الفتوحات في أفريقيا، وأتمه عبيد الله بن الحبحاب والي (تونس) في 732 ميلادي.
وأضاف الأغالبة عند حكمهم لتونس بتصميم بناية الجامع وتنميق زخرفته وذلك في عهد الأمير الأغلبي أبي إبراهيم أحمد (242هـ - 249هـ/856م - 864م).
وتواصلت عمليات البناء بجامع الزيتونة في العهد الفاطمي (296هـ 362هـ/909م - 973م) على أيدي الولاة الصنهاجيين الذين جدّدوا الجامع وزادوا في أبنيته وأضافوا زخارف ونقوش أخرى.
وعن تفاصيل تسميته، ذهب البعض إلى أن الجامع بُني في موضع زيتونة بالمكان فسميّ بها.
كما تذهب رواية أخرى إلى أن الجامع يعتلي موقع كنيسة قديمة تضم رفات القديسة "أوليف" بمعنى الزيتونة ومن ذلك جاءت التسمية.
الهندسة المعمارية للجامع
يقع الجامع على مساحة خمسة آلاف متر مربع، ويضم تسعة أبواب، وتتكون قاعته الداخلية من 184 عمودا، جلبت من الموقع الأثري بقرطاج.
وجاء تخطيط المسجد على شكل مستطيل غير متساوي الأضلاع وهو يشبه إلى حد كبير جامع عقبة بن نافع بالقيروان.
ويحيط بفنائه رواق يرتكز على أعمدة ذات تيجان قديمة، بينما الأروقة الثلاثة الأخرى ترتكز على أعمدة من رخام أبيض جلب من إيطاليا خلال القرن التاسع عشر.
وتتوسط هذا الفناء المزولة، وتحتل الصومعة المربعة الزاوية الشمالية الغربية للفناء، ويبلغ ارتفاعها 43 مترا وهي تشبه كثيرا صومعة جامع القصبة.
وتنوّعت سقوف الجامع، فجاء سقف بيت الصلاة مغطىّ بعوارض خشبية بارزة من الداخل ومنبسطا مسطحا من الخارج.
وترتكز السقوف على أعمدة من الرخام جُلب أغلبها من المواقع الأثرية الرومانية والبيزنطية بالبلاد التونسية.
وتعلو المحراب قبة مبنية بحجارة الحرش مرصفة بإتقان ذات قاعدة مربعة يعلوها إفريز، وتحتوي على زخارف صغيرة ذات أشكال مقوسة.
ويبرز من القاعدة شكل أسطواني مزخرف بعشرة أعمدة ذات تيجان مورّقة.
ويوجد بها 10 نوافذ مقوّسة، يعلوها شكل نصف كروي مضلّع.
وتشتمل قبة المحراب على نقيشة تضم اسم المؤسس وتاريخ البناء، وتتمثل زخرفة المحراب في لوحة رخامية منحوتة ونقوش جصية مختلفة في غاية الإتقان.
قيمة تاريخية
وقال إبراهيم الجندوبي، ممثل عن جمعية "المدينة العربي"، إن جامع الزيتونة المعمور حافظ على قيمته التاريخية والدينية في تونس وفي العالم العربي لما يتسم به من ريادة حضارية وعلمية فقد أنجب أبرز علماء الدين في تونس كما تتلمذ فيه عديد الشخصيات في العالم الإسلامي منهم المؤرخ ابن خلدون، وابن عرفة إمام تونس، و محمد الطاهر بن عاشور صاحب كتاب تفسير التحرير والتنوير، ومحمد الخضر حسين شيخ الجامع الأزهر.
وأكد أن هذا الجامع كان جامعة إسلامية تدرس أصول الدين والفقه الإسلامي وعلوم الفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الطبيعية فضلا عن الآداب العربية.
وأوضح في تصريحات لـ"العين الاخبارية" أن جامع الزيتونة يعتبر قبلة للمصلين والزوار والسياح الأجانب، موضحا أن الجامع في شهر رمضان المعظم يكتسي رونقا آخر حيث يصبح وجهة للمصلين لأداء صلاة التراويح كما تزدهر المتاجر المحاذية ببيع المأكولات والعصائر والحلويات.
aXA6IDQ0LjIxMS4zNC4xNzgg جزيرة ام اند امز