أهم المعالم السياحية في الجزائر.. آثار وقصور ومزارات طبيعية و"أهرامات"
في الجزائر، عاشر أكبر بلد في العالم من حيث المساحة الجغرافية، معالم سياحية "لا تعد ولا تحصى"، تتنوع ما بين آثار وسواحل ومزارات طبيعية.
من الصعب اختصار معالم الجزائر السياحية في بعض الأسماء، فأينما تحط الأقدام بهذا البلد العربي إلا ويوجد العديد من المعالم، ما يجعل منها بلد "السياحة العذراء" التي لم يكتشفها حتى أهلها.
ومن معالم تاريخية إلى أثرية مرورا بالطبيعية، تزخر الجزائر بمؤهلات سياحية تجعل منها منطقة جذب سياحي.
ففي شمالها شواطئ تمتلك سحرا فريدا، بالإضافة لسهول خضراء وسلاسل جبلية وغابات.
أما جنوبها فيخفي طبيعة غير عادية، بصحراء هي الأكبر في العالم، وكثبان رملية ذهبية، ومعالم تاريخية تكتنز الكثير من الأسرار والحقائق التاريخية، وواحات خضراء، وأجمل غروب شمس في العالم، وأجود أنواع التمور في العالم، وبعضٌ من هذه المعالم مصنفة من قبل منظمة "اليونيسكو".
وفي هذا التقرير، تستعرض "العين الإخبارية" أبرز المعالم السياحية بمختلف مكوناتها في جمهورية الجزائر.
سيفار.. الأعجوبة المهجورة
"سيفار" مدينة تاريخية قديمة، تقع في صحراء الجزائر وتحديدا بمنطقة "جانت"، التي تعد من أكثر المدن الجزائرية التي "تحتوي على كم هائل من الأسرار التاريخية"، بل وحتى "المعجزات العلمية" و"الأساطير والخرافات".
تقع مدينة "سيفار" في سلسة "طاسيلي ناجر" وسط صحراء الجزائر، وهي المدينة التي توصف بـ"أعجوبة العالم الثامنة"، حتى إن عالماً أمريكياً مختصاً في الآثار كشف عن أن "كل مثلثات برمودا موجودة في البحر إلا مثلث واحد موجود في صحراء الجزائر"، ويقال إنها المنطقة التي تخفي أسرار أقدم حضارة بالعالم لأكثر من 15 ألف عام، وبها متحف على الهواء الطلق به رسومات ونقوش غريبة.
و"سيفار" تاريخها أقدم من أهرامات مصر، ومصنفة من قبل منظمة "اليونيسكو" كـ"أقدم وأكبر مدينة صخرية في العالم"، ومساحتها تفوق مساحة الأردن وتقدر بنحو 89 ألف كيلومتر.
القصور الحمراء
"القصور الحمراء" مدينة بأكملها تقع جنوبي الجزائر وتسمى أيضا "لؤلؤة الصحراء الجزائرية" وتحديدا في مدينة تيميمون السياحية والتاريخية، التي تتميز بطابع عمراني فريد من نوعه يعود لمئات السنين.
وإلى جانب اشتهارها بواحات النخيل الكثيفة والأشجار والنباتات الصحراوية وطقسها الدافئ، تشتهر تيميمون أيضًا بقصورها الحمراء مترامية الأطراف بين كثبان الرمال، حيث كونت قديمًا كل قبيلة قصورًا تتجاور بناياتها في شكل هندسي جذاب، لا يمكن التعرف على بدايتها من نهايتها إلا عند حدود الأبواب، ويجمع بينها دروب طويلة ضيقة تحمي السكان من حرارة الشمس، إذ يمنح السقف المصنوع من سعف النخيل بعض الانتعاش ولطافة الجو.
كهوف "طاسيلي ناجر"
"طاسيلي ناجر" هي أكبر سلسلة جبلية من الحجر الرملي في صحراء الجزائر، وتمتد لنحو 500 كيلومتر، وهي أيضا هضبة قاحلة يبلغ ارتفاعها ألف ميتر عن سطح البحر، وأعلى قمة جبلية فيها تبدو وكأنها "أطلال قديمة من المدن المهجورة" وذلك بفعل الرياح العاتية التي تهب على صحراء الجزائر.
ليست مجرد سلسلة جبلية قاحلة، بل تضم كهوفاً تاريخية تخفي الكثير من الأسرار، عبارة عن تشكيلات صخرية بركانية ورملية غريبة، وتعرف باسم "الغابات الحجرية"، وبها نقوش عجز علماء الآثار عن اكتشاف حقيقتها، لكنهم أكدوا على أنها تمثل حياة كاملة لحضارة قديمة.
آثار تيمقاد
تقع مدينة "تيمقاد" الأثرية شرق الجزائر، وهي تابعة لمحافظة "باتنة" التي تسمى أيضا "عاصمة الأوراس" (429 كلم شرق الجزائر العاصمة)، وتتميز بموقعها الجبلي المحاذي لجبال الأرواس الجزائرية، وترتفع عن سطح البحر بنحو 1070 مترا.
و"تاموقادي" أو "ثاموقادي"، هي التسمية الأولى لمدينة تيمقاد الأثرية الرومانية في الجزائر، واكتشف علماء الأثار سبب أو قصة تسمية المدينة بهذا الاسم.
ومن خلال "قوس النصر" الذي يوجد بالمدينة الأثرية، اكتشف العلماء "نص إهداء"، ليتضح أن الإمبراطور الروماني "تراجان" أسس مدينة تيمقاد عام 100 ميلادي على شرف شقيقته، وكتب على القوس "كولونيا مارسيانا تراجانا ثاموقادي" (Marciana Traiana Thamugadi)، وكانت في البداية عبارة عن مستوطنة رومانية بشرق الجزائر.
وتعد مدينة تيمقاد الجزائرية الأثرية، الوحيدة مما تبقى من المدن الرومانية المحافظة على شكلها وتصميمها الأولي في القارة الإفريقية، حيث ذكرت عديد الدراسات التاريخية أن الإمبراطور الروماني "تراجان" أمر بأن يتم تشييدها على شكل لوحة شطرنج.
آثار جميلة
"جميلة" مدينة أثرية قديمة كانت تابعة للرومان، تقع بمحافظة سطيف الواقعة شرقي الجزائر، كانت تسمى "كويكول".
تضم مدينة "جميلة" الأثرية الكثير من المعابد والمدرجات والحمامات والأسواق الرومانية القديمة.
حديقة الحامة
هي ثالث حديقة في العالم من حيث النباتات النادرة، مصنفة ضمن أجمل خمس حدائق في العالم، الأولى أفريقياً والثالثة عالمياً من حيث المساحة، وقِبلة الباحثين في مجالي الزراعة والبيئة، اجتمعت كلها في "حديقة التجارب العلمية الحامَّة" الواقعة قبالة خليج الجزائر العاصمة، وتحديدا في حي "بلكور" الشعبي.
وتعود نشأة حديقة الحامَّة في الجزائر العاصمة إلى سنة 1832، لكن تصميماتها الحالية تعود إلى سنة 1929 للمهندس المعماري الفرنسي رينييه.
تعتبر حديقة الحامَّة من أجمل وأروع حدائق العالم، وتبلغ مساحة الحديقة 32 هكتارا.
هي أيضا ثالث حديقة في العالم من حيث النباتات النادرة التي لا توجد إلا في الحامَّة وبريطانيا والولايات المتحدة، حيث تضم أكثر من 3 ألاف نوع من النباتات، ومئات من أنواع الحيوانات والأسماك والحشرات، فضلا عن حديقتين على الطراز الفرنسي الكلاسيكي والثانية بالطابع البريطاني.
لحديقة الحامَّة ميزة مناخية، تتسم باعتدال مناخها، ففي فصل الشتاء تصل درجة الحرارة داخلها إلى 15 درجة مئوية عندما تكون 5 درجات في المناطق المحاذية لها، أما في فصل الصيف فلا تتجاوز 25 درجة مئوية عندما تكون درجات الحرارة 35 خارجها.
القصبة.. حي شعبي بحجم مدينة
القصبة ليست مجرد حي، فهي المكان الذي تَروي تفاصيلُ كل ما فيه حكايات تاريخ بلد بحجم الجزائر، أو هي الكتاب المفتوح الذي يتصفح من خلاله زائر القصبة تاريخا لحضارات مرت وأبدعت، أو هي "الحيُ الشاهد الحي" منذ آلاف السنين.
ويقع حي القصبة العتيق في أعالي الجزائر العاصمة، وهو من أكبر الأحياء القديمة في الجزائر، حيث تروي كتب التاريخ أن القصبة بُنيت على الأطلال الرومانية أكزيوم منذ أكثر من 2000 سنة من طرف الأمير بولوغين بن زيري بن مناد الصنهاجي.
وفي عهد الإمبراطورية العثمانية، تحولت القصبة إلى مقر للسلطان، بعد أن أعاد العثمانيون بنائها فوق الجبل المطل على البحر الأبيض المتوسط كقاعدة عسكرية، شكلت حصنا منيعا صامدا ضد الأعداء حتى 1830، تاريخ دخول الاحتلال الفرنسي إلى الجزائر الذي استمر 132 سنة.
أما القصبة في فترة الاحتلال الفرنسي فكانت الحي الذي تحدى فرنسا الاستعمارية حينما انطلقت الشرارات الأولى للثورة بالعاصمة الجزائر، بعد تفجرها بمنطقة الاوراس شرقا، وفي منطقة القبائل وسط الجزائر، ومنطقة التيطري غربا.
القصبة وفي هذه الفترة الأصعب والأهم في تاريخ الجزائر الحديث، كانت معقل المجاهدين الجزائريين أمثال جميلة بوحيرد، حسيبة بن بوعلي، علي لابوانت، أحمد زبانة، وجميلة بلباشا، فكانت ساحة المجاهدين التي واجهوا وأرعبوا فيها فرنسا الاستعمارية، و كان "دار السبيطار" مخبأهم في الغالب بعد تنفيذ كل عملية، لتكتب وبحروف من دم أحد أهم فصول أعظم ثورة في القرن العشرين.
كاتدرائية السيدة الأفريقية
"كاتدرائية السيدة الإفريقية"، هي واحدة من تلك الكنائس المنتشرة في الجزائر، لكنها ليست ككل الكنائس، إذ تعتبر من أشهر كنائس منطقة المتوسط والعالم، وأول كنيسة كاثوليكية تشيد في أفريقيا، بدءا من قصتها إلى هندستها التي راعت خصوصيات مجتمع مسلم، وبقيت إلى يومنا هذا فاتحة أبوابها للأقلية المسيحية في الجزائر ولزوار البلد.
تقع الكاتدرائية الرومانية الكاثوليكية في منطقة باب الواد، إحدى أشهر وأكبر الأحياء الشعبية في العاصمة الجزائرية، وعلى علو 228 مترا من سطح البحر تطل هذه الكنيسة شامخة فوق واحدة من أكبر الهضبات في العاصمة.
بُنيت كنيسة السيدة الإفريقية سنة 1872 واستغرق ذلك 14 سنة كاملة (1858)، وقام ببنائها المهندس المعماري الفرنسي "فرومجو"، الذي اعتمد على الطراز البيزنطي.
تعود تسميتها إلى "سيدة أفريقية سوداء" تدعى "مارغريت بيرغر"، والتي قدِمت رفقة الأسقف "بافي" من مدينة ليون الفرنسية إلى الجزائر سنة 1836 لتُشيد أول "كنيسة للعذراء" على الأرض الأفريقية.
مقام الشهيد
هو أيقونة لأعظم ثورة في القرن العشرين، ونُصبٌ تذكاري لنضال وتضحيات بلد المليون ونصف المليون شهيد، وجزء متلاصق بالعملة الجزائرية، إنه مقام الشهيد، أجمل ما شُيد في الجزائر تخليداً لأرواح من ضحوا بالغالي والنفيس من أجل أن تستقل الجزائر.
ومقام الشهيد، لم يشيد للتفاخر بالفن المعماري، لكنه اختير أن يكون الصورة المرئية الدائمة للذكرى التي تخلد أبطال الجزائر من مجاهدين وشهداء، ومن رجال ونساء، وهبوا دمائهم وأرواحهم الطاهرة وممتلكاتهم طلباً لحرية تُؤخذ ولا تُعطي.
وتعود فكرة هندسة مقام الشهيد إلى عام 1981 من قبل الرسام الجزائري بشير يلس مع مهندسين في شركة "لافالين" في مونتريال الكندية، إذ خطط برفقتهم لبناء مجسم يخلد شهداء الثورة التحريرية الجزائرية المجيدة.
وتلقى الرسام يلس الفكرة من الرئيس الجزائري الراحل هواري بومدين، غير أن تنفيذها لم يتم إلا بعد وفاته، وكُتب للرئيس الجزائري الراحل الشاذلي بن جديد تدشين هذا المعلم التاريخي الأكبر في الجزائر.
يما قوراية
جبل "يمّا قورايا" الذي يصل ارتفاعه إلى 672 مترا، هو ليس مجرد قمة جبلية جميلة، بل هو مرتفع شامخ "يحرس مدينة بجاية" المطلة على البحر المتوسط.
و"يما قورايا" من أكثر وأهم المناطق السياحية في الجزائر التي تستقبل سنوياً أكثر من مليون زائر، والجبل جزء من الحظيرة الوطنية التي تحتوي على ثورة غابية وحيوانية وسمكية كبيرة ونادرة، وبها مرتفعات صخرية تسمى "كاب كاربون" وبها واحدة من أكبر المنارات في العالم، والقمة مصنفة من قبل منظمة اليونيسكو محمية طبيعية عالمية منذ 2004.
مغارة بني عاد
هي ثاني أكبر وأغرب مغارة في العالم، ومغارة "بني عاد" يتوافد عليها أكثر من 27 ألف سائح من داخل الجزائر وخارجها، ويتجاوز العدد في فصل الصيف 8 آلاف سائح، من أجل الاستمتاع بتحفة طبيعية أبدع الخالق في تصويرها.
يذكر خبراء الجيولوجيا أن مغارة "بني عاد'" اكتُشفت في القرن الثاني قبل الميلاد، من قبل الأمازيغ الذين سكنوا المنطقة في ذلك التاريخ، حيث جعلوها حصنا منيعا ضد الغزوات في تلك الفترة.
صُنفت مغارة "بني عاد" ثاني أكبر وأغرب مغارة في العالم، والأولى والأجمل في شمال إفريقيا، وأهم ما يميزها أيضا هو طولها الذي يتجاوز 750 مترا، وعرضها الذي يزيد عن 20 مترا، وبعمق 57 مترا، مما سمح بتشكيل تجاويف وحجرات أعطت منحوتات طبيعية، ومن الغريب أيضا في هذه المغارة، أن طول الصواعد والنوازل يزداد بواحد سنتيمتر كل 100 عام.
شرفات غوفي
يقال إنها شبيهة مدينة كولورادو الأمريكية، إذ تعتبر شرفات غوفي من أهم المناطق الأثرية والطبيعية في شرقي الجزائر والتي تقع في محافظة باتنة، حيث تمتد سلاسل صخرية متموجة ترتفع من أسفل الوادي بعلو 60 مترا.
وما زادا سحر هذه المنطقة هي الأخاديد والبيوت الطينية والحجرية التي تشكل مجموعة من القرى المتناثرة على جنبات الوادي الأبيض أو كما يسمى بالأمازيغية "أو إغزر أملال"، وهي ست قرى: هيتشلط، آثيحي، آثمنصور، آثميمون، آثفاتح، آثورياش ، أما جبالها التي تتكون من صخور رسوبية متحولة، فهي شبيهة بجبال "روكي وجراند كانيون" في الولايات المتحدة.
وفي العهد الاستعماري، استغلت فرنسا هذا المكان، لما فيه من جمال طبيعي جذاب، حيث بنت فيه إقامة للفنانين والأثرياء الذين كانوا يقصدون غوفي للاستلهام من مناظرها.
أما بيوتها المعلقة التي شكلت قبل قرون أو البيوت "شبه الكهفية" المبنية من الحجارة البيضاء والطين وجذوع النخيل، فهي تطل على سفح الوادي كالشرفات، ومن هنا جاءت تسميتها "بشرفات غوفي"، كما يعتقد أن ملكة البربر "الكاهنة" هي من شيدت تلك البيوت ليحتمي بها جيشها عند الحاجة، إذ تأخذ شكل المغارات في جبل صخري شاهق وترتفع عن الأرض بأربعين مترا، كما أن هذه البيوت الحجرية القديمة المنحوتة في الصخر المرتفع على ضفتي الوادي الأبيض، شكلت شرفات رائعة تطل على أسفل الوادي.
الأهرامات
يجهل الكثيرون وجود أهرامات في الجزائر، بل قد تكون معلومة غريبة بالنسبة لهم، والأهم من ذلك أنها تخفي الكثير من الأسرار التي حيرت العلماء.
والحقيقة أن بالجزائر نحو 100 هرم فريدة من نوعها منتشرة في بعض المحافظات الشرقية والوسطى والغربية وحتى الجنوبية، لكنها بقيت بعيدة جدا عن الاهتمام الإعلامي والرسمي، وهي شبيهة بأهرامات الجيزة في مصر لكنها تختلف عنها في التصميم.
ولأهرامات الجزائر أخرى أبرزها امتصاص الطاقة الموجودة في الكون والمنبعثة من المجرات والنجوم وأجسام أخرى، لكن لا توجد بعد تفسيرات علمية دقيقة لها، وتم تشييدها بحسب مواقع النجوم بالنظر إلى تأثير الأخيرة على الكرة الأرضية.
الجسور المعلقة
قسنطينة المدينة الضاربة في التاريخ التي لا يقل عمرها عن 25 قرنا، والوحيدة في العالم التي بُنيت على صخرة كبيرة، يحلو للشعراء تسميتها "بمدينة الهوى والهواء" للطافة جوها.
بها 7 جسور غريبة وقديمة، وتبدو للداخل إلى مدينة قسنطينة كتلة صخرية تربط بين تجمعاتها السكنية مجموعة من الجسور المعلقة، والتي بُنيت بشكل أسطوري فترتي التواجد العثماني والاحتلال الفرنسي، ومن هنا سميت قسنطينة "بمدينة الصخر العتيق" و"عاصمة الجسور المعلقة" التي أصبحت تشكل اليوم معالما سياحية جميلة، وتسمى باللهجة القسنطينية (القنطرة)، حيث تربط جزأين من المدينة، يفصل بينهما وادي الرمال العميق.