بالصور.. تعرف إلى مجموعة السلطان قلاوون وتاريخها
الآثار المصرية تعمل على حل مشكلات تهدد وجودها

هنا في شارع المعز لدين الله الفاطمي التراثي الذي يحضن أغنى كنوز الآثار الإسلامية تطل مجموعة السلطان قلاوون
صامدة هنا، تقف بكل بهائها لتنقل إلينا أجمل النماذج المعمارية من العصر المملوكي. هنا في شارع المعز لدين الله الفاطمي التراثي الذي يحضن أغنى كنوز الآثار الإسلامية تطل مجموعة السلطان قلاوون كتحفة معمارية أصيلة في القاهرة التاريخية.
المجموعة التي تُنسب إلى السلطان المنصور قلاوون الذي تولى عرش مصر سنة 1276م، تعد من أعظم الأثار الباقية من عصر المماليك. وقد أُسندت مهمة الإشراف على عمارتها للأمير علم الدين سنجر الرفاعي، وبدء البناء في عام 1284 م، وانتهى في عام 1285 م. وها هو تاريخ البناء ظاهر حتى اللحظة على عتبة المدخل الرئيسي إلى جانب اسم السلطان قلاوون.
تضم مجموعة السلطان المنصور قلاوون عدة أبنية: مدرسة تعليمية، وضريح للسلطان قلاوون، وبيرمستان "مستشفى"، بالإضافة إلي سبيل يرجع تاريخه إلى السلطان الناصر محمد بن قلاوون، وتم بناء المجموعة على هيئة زاوية قائمة، والواجهة الرئيسية للمجموعة تمتد بطول 67 م وبارتفاع 20 م، وهي مبنية من الحجر، وتشتمل على وحدات رأسية تتكون من جدران غائرة معقودة محمولة على أعمدة رخامية وبداخلها شبابيك مزخرفة بأشكال هندسية مفرغة .
ولطالما عانت المنطقة من مشاكل تتمثل في ارتفاع منسوب المياه الجوفية مما هدد بقاءها، وكانت وزارة الآثار المصرية قد انتهت أخيراً من أعمال صيانة نظام تخفيض منسوب المياه الجوفية بالمجموعة. وفقا لمحمد عبد العزيز مدير عام مشروع القاهرة التاريخية، أن المجموعة الأثرية بدأت تعاني منذ فترة من ارتفاع منسوب المياه وقامت المنطقة بإخطار شركة الصرف الصحي لأخذ عينات من المياه وتحليلها لمعرفة ما إذا كانت مياها جوفية أم مياه صرف صحي، وأنه جارٍ الآن إعداد أعمال الأبحاث والدراسات للبدء في معالجة الشروخ والرطوبة والأملاح التي سببتها المياه الجوفية .
وأكد أنه فور التأكد من أنها مياه جوفية تم تشكيل لجنة هندسية من قطاع المشروعات لمعاينة الأثر للوقوف على الحالة الإنشائية والمعمارية له، ومعرفة مدى تأثير المياه الجوفية عليه، وأكد عبد العزيز أنه على الفور تم مخاطبة شركة المقاولين العرب لمراجعة مواسير وخطوط المياه، فتبين وجود انسداد في أحد المواسير مما أدى إلى ارتفاع منسوب المياه وتسربها حول مجموعة قلاوون، وقد تم إزالة سبب الانسداد، مما أدى إلى انخفاض منسوب المياه وعودة النظام للعمل مرة أخرى.
وفي عام 2007 تم الانتهاء من مشروع ترميم متكامل لمجموعة قلاوون بتمويل ذاتي بلغ حوالي 37 مليون جنيه مصري، وشمل المشروع كافة أعمال الترميم المعماري والدقيق من حقن للحوائط والتربة .
جامع السلطان قلاوون
الحديث عن المخاطر التي تهدد هذا الكنز الثمين يدفعنا أكثر للتعرف إلى تاريخه، فالجامع تم بناؤه بشكل شبه مربع حيث يبلغ عرضه 57 مترا وطوله 63 مترا، ويتوسطه صحن مفتوح يضم أربعة أروقة، ويتوسطه محراب، وللجامع مدخلان أحدهما رئيسي والآخر فرعي.
يحتوي الجامع على مئذنتين تعلو أحدهما المدخل الرئيسي الغربي وتقع الأخرى في الركن الشمالي الشرقي للجامع، والمسجد محاط من جميع جوانبه بنوافذ كانت في الأصل مغطاة بالجص من الداخل والخارج، وكانت الحوائط والأرضية مغطاة بالرخام
ضريح قلاوون
أما ضريح قلاوون وهو عبارة عن منام وتابوت خشبي مزين بكتابات بالخط الكوفي، فيحيط به مقصورة خشبية لحماية التابوت. ويقسم الضريح إلى 8 تجويفات ضحلة، وهو من الداخل شبه مربع الشكل وتعلوه قبة سقفها خشبي مزخرفه ومذهبه وملونه بالأزورد، ويبلغ ارتفاع الضريح نحو سبعة أمتار.
البيمارستان
كلمة "بيمارستان" تعني بالعربية "دار المرضى"، وترجع فكرة بنائها عندما كان قلاوون في الشام ومرض مرضا شديدا فعالجه الأطباء بأدوية أحضرت من بيمارستان "نور الدين محمود" وعندما شفي قلاوون زار ويقال إنه نذر إذا أصبح ملكا سوف يبني مستشفى مثلها في مصر، وكانت في البداية تقتصر على علاج الفقراء والمرضى النفسيين، وظلت هكذا حتى عام 1915، حينما تخصصت في ''الرمد – أمراض العيون'' وجزء منها لعلاج الأنف والأذن والحنجرة مستمرة في العمل حتى الآن .
المدرسة
تشتمل المدرسة على صحن مفتوح يحيط به أربعة إيوانات، إيوانان كبيران هما إيوان "القبلة" والإيوان المقابل له، وإيوانان صغيران في الجانبين، ويوجد بها محراب صغير على جانبيه عمودان، وتعلوه قندليات من الجص المعشق بالزجاج الملون، وكان الفقه يدرس في المدرسة، بالإضافة إلى دروس الطب النظري، لكن الجانب العملي كان يدرس داخل البيمارستان .