من قال إن السياحة تحصرها البلدان بوزارة أو هيئة؟ بين السياحة الثقافيّة والسياحة العلاجيّة وغيرها من أنواعٍ سياحيّة
من قال إن السياحة تحصرها البلدان بوزارة أو هيئة؟ بين السياحة الثقافيّة والسياحة العلاجيّة وغيرها من أنواعٍ سياحيّة؛ يتداخل عمل المسؤولين عن قطاعات مختلفة، لدرجة أن منها من يظنّه البعض الساهر الأوّل عليها، من حيث نشاطه وسهره على إنجاح القطاع السياحي، وهذا ما نلمسه في مملكة البحرين.
في هذه الجزيرة الصغيرة بحجمها والكبيرة بعمق تاريخها، الذي يعود إلى آلاف السنين، حيث أرض الخلود في حضارة دلمون؛ نرى مبادرةً تجذب القارئ، فيصبح زائراً لما تقدّمه هيئة البحرين للثقافة والآثار، التي أطلقت مع مطلع أكتوبر الحالي جواز سفر عبور السياحة الثقافيّة، ترويجاً لما تحمله البحرين من أماكن تاريخيّة وتراثيّة وسياحيّة.
الجواز الذي يوزّع في خمسة مواقع ثقافيّة؛ يقترح على حامله زيارة واحدٍ وعشرين موقعاً في المملكة، مع ختم الصفحة الخاصة بكل منها، ومن ثمّ إعادته قبل نهاية نوفمبر المقبل إلى متحف البحرين الوطني، كي يكون من الأسماء المشاركة في سحب إحدى وعشرين تذكرة سفر لبلدان العالم.
الجوائز ليست هدف المشروع، بل هي الوسيلة التي ابتكرتها هيئة الثقافة للترويج لمواقع، منها ما هو موقع مدرج على قائمة التراث العالمي، كموقع قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ، ومنها ما يتعلّق بالحراك الثقافي، كبيت الشعر وعمارة بن مطر التابعين لمركز الشيخ إبراهيم للثقافة والبحوث، أو مواقع يجد فيها الزائر فضاءً مغايرا لما اعتاد عليه، كشجرة الحياة الصامدة في نصف الصحراء...
ثقافةٌ سياحيّة وسياحةٌ ثقافيّة تقترحها هيئة البحرين للثقافة والآثار، معلنةً عنها في احتفالية استضافها المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة، بمناسبة يوم السياحة العالمي المُعلن من قبل اليونسكو.
هنيئاً لوطنٍ يعمل مسؤولوه على الترويج لمعالمه الحضاريّة الإنسانيّة، هنيئاً لثقافةٍ تحمل في ذاتها همّ الترويج السياحي لتاريخٍ تفخر به، وتعمل عبر فعاليات ونشاطات ومشاريع لتقديمه في أبهى حلّة لابن البلد، والقاطن والسائح.
وكيف لا تنتظرنا "بحرين" وفيها من ماء الأفكار ما يروي عطش الظمآن، لثقافة تتجسّد فعلاً وجوازاً سياحياً ؟!
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة