لطالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة دولة السلام والوئام، والعيش المشترك،
لطالما كانت دولة الإمارات العربية المتحدة دولة السلام والوئام، والعيش المشترك، دولة سطر شعبها بكلمات من ذهب رؤية المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، ومن بعده خير خلف لخير سلف، بقيادة حكيمة ونظرة مستقبلية مستنيرة، حمل لواءها الشيخ خليفة بن زايد رئيس دولة الإمارات حفظه الله، يؤازره رجال تهز كلماتهم الأرض، ويقف رهن إشارتهم، جنود بواسل يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إعلاء راية الوطن، وإظهار كلمة الحق، فوق أي أرض وتحت أي سماء.
واليوم لا يخفى على أحد في العالم أهمية الدور الذي اضطلعت به قيادة دولة الإمارات وشعبها وقواتها المسلحة في انضمامها للتحالف العربي للقتال صفًا واحدًا جنبًا إلى جنب مع أشقائهم في المملكة العربية السعودية، للذود عن ديار أشقائهم في اليمن وأهله، ضد طُغْمة من المرتزقة الذين باعوا ذممهم للإيرانيين مسيَّرين منه ومذللين له.
وكانت القوات المسلحة الإماراتية العاملة في اليمن قد سطرت عقدًا ذهبيًا من الإنجازات العسكرية الكبيرة التي شهد العالم كله بها، فتصدت للمتمردين ومرتزقهم وأعوانهم بقوة وثبات، وسعت بكل ما أوتيت من قوة لإحقاق الحق ونُصرة أهل اليمن المستضعفين، الذين تكالبت عليهم أطماع الإيرانيين من خلال حفنة من المتعاونين معهم المتواطئين ضد بلادهم وإخوتهم.
ويستقبل الإماراتيون اليوم أبناءهم، الذين سطروا أروع الملاحم على أرض اليمن الشقيق، وبذلوا أرواحهم ودماءهم، لتلبية نداء الوطن، ساروا خلف قياداتهم برؤوس مرفوعة وعزيمة مشدودة، وإيمان راسخ بأن الله مع الحق، وأنَّا يكون ظلم يظهر رجال الإمارات لردعه، وتسخير كل إمكاناتهم وقدراتهم لخدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية.
ويهم بغادرة أرض الوطن في هذه الأيام، نخبة من شباب الإمارات حاملين أرواحهم على أكفهم، مؤثرين الانتصار للظلم في أرض بعيدة عن أرضهم، ولكن... هناك في قلوبهم ويسري في دمائهم، نصرة المستضعفين والانتصار للحق، متبعين ديننا الحنيف وسنة نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، ويسيرون على خطا أجدادهم وآبائهم في اتباع تقاليدنا العربية الأصيلة والموروث الحضاري المشرف الذي يسري في عروقهم.
وسارعت دولة الإمارات دون وجل للانضمام إلى أشقائها العرب بقيادة المملكة العربية السعودية للوقوف صفًا واحدًا دافعين الضر والأذى عن أشقائهم في اليمن من براثن إيران وأتباعها الحوثيين، الذين تمردوا على الشرعية والحق، متخذين من المخلوع على عبد الله صالح ومرتزقته جيشًا للدمار والتخريب.
وجاءت مشاركة القوات المسلحة الإماراتية لتؤكد على أن شعب دولة الإمارات ملتحم ملتف حول قيادته الحكيمة، في سبيل إحقاق الحق ودعم رؤيته وتوجهه نحو موقف عربي موحد، يتمثل في إعادة الشرعية إلى اليمن وتمكين حكومته المنتخبة من استعادة سيطرتها على كل أرض اليمن.
مثبتين بذلك أن الحرب في اليمن ليست ببعيدة عن أي من أشقائها العرب، بل مرتبطة كل الارتباط بمصالح وأمن الوطن العربي وتمس كل أرجائه، وأن ما تقوم به القوات المسلحة الإماراتية ساهم ويساهم في ترسيخ السلام والاستقرار للمنطقة، ويؤسس للنهوض بالعمل التنموي في ذلك البلد الشقيق.
وجسدت مشاركة أبناء الإمارات الأبطال في الحرب ضد الظلم الدور المحوري للدولة، بوقوفها صفًا واحدًا مع قوات التحالف العربي المشترك في سعيهم للحفاظ على أمن المنطقة وأبنائها، وهو ما عكس إرادتهم الصلبة في التصدي لكل من تسول له نفسه العبث بأمن المنطقة واستقرارها.
وهناك على أرض اليمن كانت سواعد أبناء القوات المسلحة الإماراتية في دفعتهم الأولى قد حققت انتصارات متتالية أبرزها تحرير منطقة سد مأرب، ذلك السد العتيق الذي أعاد بناءه وقام بترميمه الوالد والمؤسس لدولة الإمارات، المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان طيب الله ثراه، معيدًا إحياء الحضارة والتاريخ، ليأتي تحرير أبطال الإمارات لتلك المنطقة القديمة قدم التاريخ، تأكيدًا واستمرارًا في المحافظة على تاريخ الأمة والبشرية، ووفاء للشيخ زايد، وللقيادة الإماراتية الحكيمة.
وودعت الإمارات على أرض اليمن عددًا من أبنائها، الذين سالت دماؤهم الطاهرة هناك، مدافعين عن الحق، وقفوا دروعًا للوطن، وسقطوا ليرفعوا الظلم عن المظلومين، شهداء للحق شهودا على البطولات والتضحيات النبيلة التي قدمتها دولة الإمارات، ببذلهم أرواحهم وأنفسهم لتبقى الإمارات عزيزة بأهلها وقادتها، وهنا في أرض الإمارات فقد وقف ذوو الشهداء وقفة عز وفخر، مؤكدين صدق انتمائهم للوطن وولاءهم لقيادتهم، مقدمين أروع الأمثلة في وقفتهم الوطنية الشجاعة، مثبتين للعالم أن دفاعهم عن أرضهم هو واجبهم الوطني الذي يعتزون به ولا يقبلون فيه لومة لائم.
كما برز الدور الكبير للقوات المسلحة الإماراتية بالتعاون مع أشقائها من المملكة العربية السعودية، في بسط سيطرة الحكومة الشرعية على مدينة عدن وإعادة الحياة الطبيعية الآمنة لها ولمختلف المناطق التابعة لها إداريًّا، لتصبح مقرًّا مؤقتًا للحكومة اليمنية، ولعبت القوات الإماراتية دورًّا أساسيًّا في إعادة الأمن والأمان لكثير من المناطق في اليمن، مظهرين احترافية عالية وقدرات منقطعة النظير في إنجاز وإتمام كل ما أوكل لهم من مهام على أكمل وجه.
وكان لدولة الإمارات قصب السبق في تقديم المعونات الإنسانية والغذائية والطبية، ممثلة بالقيادة الإماراتية وشعبها الوفي عن طريق الجهات المتخصصة بذلك، والتي سارعت بدورها لمد يد العون لأشقائهم في اليمن، فبدأت عجلة البناء تدور متسارعة، لتعيد بناء كل ما دمره مرتزقة إيران في اليمن، ولرسم الابتسامة والأمل في مساعدات للمكروبين والمحتاجين في أرض اليمن، حيث أقامت دولة الإمارات المستشفيات الميدانية لعلاج المصابين والجرحى وقدمت الأدوية والمساعدات الطبية لكل مَن يحتاجها، وباشرت الهيئات الخيرية المختلفة بتوجيهات من القيادة الإماراتية، بإعادة بناء البنية التحتية والمدارس والمستشفيات والمساجد في كل مناطق اليمن المحررة من الانقلابيين ودنسهم.
ويقف اليوم أبناء الإمارات درعًا متينًا وجدارًا صلبًا حول قياداتهم الحكيمة، يرسمون لوحة في غاية الروعة من العز والافتخار، فالوطن هو خير هبة منحها الله للإنسان، وهو لؤلؤة لا تقدر بثمن، إذا ما كانت بأيد أمينة، فنعم الوطن دولة الإمارات، ونعم القيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، ونعم الشعب شعب الإمارات.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة