بالطبع، كان الإمام الشافعي، يعي تمامًا قيمة الفضائل التي تتجاوز حواجز الزمن
بالطبع، كان الإمام الشافعي، يعي تمامًا قيمة الفضائل التي تتجاوز حواجز الزمن ولا تعير للجغرافيا حدودًا، وحين أورد مقولته الشهيرة: "... قد مات قوم وما ماتت مكارمهم"، كان يدرك أن هذه الأمة الغنية بأبنائها، جديرة بإنجاب أصحاب المكارم، وإذا كنا سنحيي -بعد أيام قليلة- ذكرى وفاة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الأب المؤسس لدولة الإمارات العربية المتحدة، فمن حسن الطالع أنه بالتزامن مع ذكرى رمز المكارم والفضائل، العروبي الوحدوي زايد بن سلطان، فإن عيون العروبة تتّجه إلى دولة الإمارات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من القومية العربية، التي باتت مهددة بفعل صراع المصالح وتعاظم التحديات المحيطة، فالتاريخ -الذي يسجل مواقف عروبية شجاعة لدولة الإمارات ولأبناء زايد- يوحي بأن المستقبل وقادم الأيام، سيشهد استمرار هذا النهج القومي من قبل أبناء، آمنوا بوصايا الوالد المؤسس، وأيقنوا أن وحدة العرب طوق النجاة، وسط عالم لم يعد أحد قادر على التنبّؤ بتحالفاته وتوجهاته.. لسنا في وارد السؤال والطرح عن مواقف دولة الإمارات المشرفة تجاه أمتها، فقد ساندت مصر الشقيقة الكبرى في أزمتها، وكان موقفها من الأحوال المضطربة -اقتصاديًّا وسياسيًّا- التي أصابت مصر بعد عام 2011، نموذجًا عمليًّا لمواقف الأشقاء، وهو أمر محلّ تقدير من كل إخواننا في مصر.. ليس هذا وكفى، فقد جاءت مواقف الإمارات مع أشقائها العرب ودعمها لهم على مستوى الدم، وفرضت علي أبناء زايد، معارك كرامة من أجل العرب، فلبّوا النداء على الفور، وقدموا أغلى ما لديهم من أبنائهم.. أليست هذه هي العروبة في أجلّ معانيها؟ وهنا أستحضر ما قاله أحد الحكماء: "ثلاثة لا يُعرَفون إلا في ثلاثة: لا يُعرف الحليم إلا عند الغضب، ولا الشجاع إلا في الحرب، ولا الأخ إلا عند الحاجة". باختصار، لقد شرّف الله دولة الإمارات، بقادة يمثّلون ضمير الأمة، يلبّون نداء العروبة والإسلام، يردّون المخطئ بالحكمة والموعظة الحسنة، غايتهم رضا الله سبحانه، لا يريدون جزاءً ولا شكورًا.. أليسوا أبناء زايد الأب المؤسس؟ والذي يسجّل له التاريخ أنه كان عروبيًّا مؤمنًا بالتضامن العربي سبيلًا لضرب كل محاولات التمزيق والتقسيم، فمؤسس اتحاد الإمارات، من الطبيعي أن يكون داعمًا لوحدة الصف العربي، ولديه إيمان لا يتزعزع بالوحدة (وطنيًّا، وخليجيًّا، وعربيًّا، وإسلاميًّا).
ختامًا، إذا كانت الشدائد من تصنع الرجال، وإذا كان السيل قد بلغ الزبى، فإن أبناء زايد -وعلى رأسهم خليفة بن زايد- أهل لها، صامدون من أجل أمتهم، وهذا عهدنا بهم دوما، وما حياة أبيهم ببعيدة.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة