في سنة 2011 ظهر بمدينة غاو تنظيم التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا بالتواطؤ مع تجار المخدرات من عرب المنطقة الذين تم تمويلهم من طرف قطر.
بعد مراجعة تاريخ أفريقيا للأعوام الخمسة عشرة الأخيرة نجد أنه وفي كل الحروب، المؤامرات والحركات الجهادية لا بد من أن يكون هناك حضور قطري أو على الأقل بصمات قطرية.
في الأحداث الجارية حالياً في كل من ليبيا، مالي، موريتانيا، بوركينافاسو، النيجر، تشاد، نيجيريا، مصر، الصومال، كينيا، الكاميرون، السودان، جمهورية الكونغو الديمقراطية، وأوغندا وبالتمدد نحو تنزانيا أو الموزمبيق لا بد من أن لقطر ضلع فيما يجرى هناك.
وكانت مجلة "LeCanardEnchaîné" الفرنسية قد نشرت شهر يونيو من عام 2012 مقالاً بعنوان "صديقتنا قطر تموّل الإسلاميين بمالي". وأشارت المجلة إلى الجماعات المنتشرة شمال مالي وتحديداً كل من أنصار الدين والقاعدة بالمغرب الإسلامي وتنظيم التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، مؤكدةً أن هذه التنظيمات قد حصلت على دعم بالدولار من قطر.
في سنة 2012، وبالتحديد في العاشر من مارس ضبطت الحركة الوطنية لتحرير أزواد شحنة كبيرة تضم أسلحة وذخائر وسيارات دفع رباعي قادمة على متن طائرة شحن قطرية بعد هبوطها بمنطقة تيسالت بمالي. وقد انتهت تلك المعدات والأسلحة في يد حركة أنصار الدين بعد طرد الحركة الوطنية لتحرير أزدواد من المنطقة
ويُعد أمير قطر، حمد بن خليفة آل ثاني، أحد أهم حلفاء الرئيس الفرنسي السابق، نيكولاس ساركوزي، الذي انتهت عهدته الرئاسية شهر مايو من سنة 2012. وبعد هذا التاريخ بدأت الحقائق بالظهور، ومما لا شكّ فيه أن الأمر قد تم بمساعدة الاستخبارات الفرنسية التي غضت الطرف أكثر من مرة عن مصالح قطر الغامضة خلال حقبة ساركوزي الرئاسية.
وفي سنة 2012 أسس، إياد أغ غالي بمالي حركة أنصار الدين (فرع تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي). وقد تم التأسيس بمساعدة مهربيّ المخدرات، الداتي أغ سيدامو، وهو أحد أهم تجار المخدرات بالمنطقة، إضافةً إلى هداية كنته. هذا الأخير يترأس شبكة كبيرة لتهريب المخدرات تمتلك فروعاً بكل الصحراء. وإن كان أمر اختيار تجار المخدرات لا يزال يلفه الغموض، إلّا أنه بالإمكان التكهن بالأسباب.
وفي تلك الأثناء، كانت علاقة إياد أغ غالي بقطر معروفة. وقد نشأت تلك العلاقة عندما كان غالي يعمل قنصلا لجمهورية مالي بمدينة جدة السعودية، حين استغل وظيفته الدبلوماسية منذ سنة 2000 وطيلة عقدٍ من الزمن لتوطيد العلاقات مع تنظيمات إسلامية بالمنطقة، ما اضطر السعودية إلى التهديد بترحيله سنة 2010.
وفي سنة 2012، وبالتحديد في العاشر من مارس ضبطت الحركة الوطنية لتحرير أزواد شحنة كبيرة تضم أسلحة وذخائر وسيارات دفع رباعي قادمة على متن طائرة شحن قطرية بعد هبوطها بمنطقة تيسالت بمالي. وقد انتهت تلك المعدات والأسلحة في يد حركة أنصار الدين بعد طرد الحركة الوطنية لتحرير أزدواد من المنطقة.
وبتاريخ السادس من أبريل من السنة نفسها حطّت طائرة قطرية بمطار غاو شمال مالي من أجل تزويد الجماعات الإسلامية. وكان من بين أعضاء لجنة استقبال تلك الطائرة إياد أغ غالي، قائد أنصار الدين والزعيم الحالي لجماعة نصر الإسلام والمسلمين الموالية لتنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي.
وقد حوّل سقوط نظام القذافي سنة 2011 ونهب مخازنه العسكرية وشحنات قطر والمعدات المغنومة من الجيش المالي، دولاً مثل ليبيا، مالي، النيجر، تشاد، ونيجيريا إلى معسكرات للتدريب وممرات لعبور القاعدة وبوكوحرام ومدربين باكستانيين قادمين من الصومال ومعهم عدد كبير من المقاتلين التوجهين إلى سوريا والعراق ودول الساحل الأفريقي.
وفي سنة 2011 ظهر بمدينة غاو تنظيم التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا بالتواطؤ مع تجار المخدرات من عرب المنطقة الذين تم تمويلهم من طرف قطر إلى غاية استلامهم فديات رهائن غربيين (إسبانيان وإيطالية) تم اختطافهم من الجزائر سنة 2011. وكانت هذه الجماعة، التي اختطفت أيضاً سبعة دبلوماسيين جزائريين من مدينة غاو، في أبريل سنة 2012، هي النوة الأولى لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في الصحراء الكبرى.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة