هتلر «المنتحر» يهرب إلى أمريكا اللاتينية.. شائعة أرقت العالم
في 30 أبريل/نيسان 1945 انتحر الزعيم النازي أدولف هتلر في مخبأ الفوهرر بعد التأكد من خسارة ألمانيا معركة برلين الأخيرة.
لكن ذلك لم يضع حدا لانتشار نظريات المؤامرة حول ما إذا كان قد مات بالفعل أم أنه قد هرب قبل سقوط برلين، لتنتشر الشائعات حول هذا الأمر خلال السنوات التي تلت وفاته، بحسب صحيفة ذا صن البريطانية.
بدأ كل شيء بقرار الاتحاد السوفياتي بالترويج لروايتين متناقضتين في عام 1945: أن هتلر مات بتناول سم السيانيد وأنه نجا وهرب إلى بلد آخر.
حتى إن جوزيف ستالين نفسه نفى تماما وفاة هتلر، عندما سأله الرئيس الأمريكي الأسبق هاري ترومان عن ذلك، رغم أن القوات السوفياتية كانت أول من عثر على جثة الزعيم النازي وعشيقته إيفا براون.
ما أجج نظرية المؤامرة التي قالت بفرار هتلر وأن بعض النازيين استخدموا طرق هروب خفية تسمى "خطوط الفئران" للفرار من ألمانيا مع انهيار الرايخ الثالث، ووجد بعضهم مأوى في أمريكا الجنوبية.
وانتشرت نظريات المؤامرة حول وفاة هتلر حتى بعد مرور 76 عاما على إطلاقه النار على نفسه في مخبأ الزعيم.
أظهرت وثائق رفعت عنها السرية ونشرتها صحيفة "ذا صن" كيف طاردت المملكة المتحدة والولايات المتحدة هتلر لمدة 10 سنوات بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، خشية وجوده على قيد الحياة.
بحسب الوثائق ذاتها، فقد تناولت التحقيقات مزاعم بأن هتلر كان لديه بديل له، بالإضافة إلى مشاهدات لغواصات في الأرجنتين، ومزاعم بأنه تم تصوير هتلر حيًا في كولومبيا.
وتحدثت وثيقة لمكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي عام 1947 عن بلدة تسمى "كازينو" بالقرب من ريو غراندي في البرازيل والتي كانت "مأهولة بالكامل" بالألمان.
وأجرى عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي مقابلة مع مخبر، ادعى أنه مقاتل سابق في المقاومة الفرنسية، وقال إنه رأى هتلر وإيفا براون جالسين في منتجع في البلدة.
وبحسب تقديرات ألمانية، فقد فرّ نحو 9 آلاف من النازيين نحو أمريكا اللاتينية عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، واستقر ما بين 1500 و2000 منهم بالبرازيل وما بين 500 و1000 آخرين بتشيلي، بينما فضّلت النسبة الأكبر منهم الأرجنتين التي استقر فيها 5000 منهم بها.
وقد سعى الجنرال خوان بيرون منذ توليه رئاسة الأرجنتين سنة 1946 لاستقطاب نسبة كبيرة من قادة فرق "الأس أس" والمسؤولين النازيين السابقين نحو بلاده، حيث شكل شبكة كاملة لمنح هؤلاء أموالا وهويات مزورة للسفر نحو الأرجنتين.
ومن خلال كل ذلك، آمن بيرون حينها بإمكانية قيام بلاده بعملية مشابهة لتلك التي قادها السوفيات والأمريكيون لنقل العلماء الألمان، حيث توقّعت الأرجنتين اندلاع حرب عالمية ثالثة بين الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة بعد سنوات قليلة، فاتجه لتعزيز نفسها بالخبرات العسكرية والسياسية الألمانية المعادية للشيوعية لتكوين جيش قوي واكتساب مكانة هامة بالحرب المحتملة.
وبسبب ذلك، استقبلت الأرجنتين عدداً من كبار المجرمين النازيين ووفرت لهم هويات مزورة ووظائف ورواتب كالطبيب جوزيف منجليه الملقب بملاك الموت والمسؤول عن تجارب أجريت على البشر، حيث استقر الأخير بالأرجنتين قبل أن ينتقل لاحقا إلى باراغواي والبرازيل.