يأتي هذا العام محملا بأثقال وهموم السياسة والاقتصاد وتحدياتهما إقليميا ودوليا.. وهما أمران يمكن التعامل معهما.
يمر على العالم في هذه الأيام، ولمدة شهرين، موسم زاخر بالمناسبات والأعياد بمختلف أنواعها الدينية والوطنية، بدءا بعيد مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، وأعياد مولد المسيح عيسى عليه السلام لدى الشرقيين والغربيين، ثم الأعياد الوطنية لعدد من الدول العربية كعمان والإمارات والسعودية والجزائر والسودان وغيرها.
لكنه يأتي هذا العام محملا بأثقال وهموم السياسة والاقتصاد وتحدياتهما إقليميا ودوليا.. وهما أمران يمكن التعامل معهما، طالما أنهما لم يمسا أرواح الأبرياء.
يحقق الإماراتيون ما تعهدوا به في العام الماضي من أن عام زايد سيكون عاما للإنجازات وتحقيق ما كان يحلم به وأوصى به، رحمة الله عليه، ليستقبلوا عيدهم الوطني بزخم ورصيد من الإنجازات والبناء والتخطيط واستشراف المستقبل.
في الأعوام الماضية كان لابد من أن يمر بهذا الموسم بعض المنغصات لا سيما حوادث الإرهاب.. ولم يكن آخر حادث إرهابي أليم ببعيد عن هذا الموسم في صعيد مصر، حين استهدفت يد الإرهاب الغادر أشقاء أبرياء، لكن مصر -وكما عودت الجميع- لم ولن تتأثر بمثل هذه المنغصات، فراحت تنشر رسائل السلام مع رسل السلام إلى العالم في منتدى شباب العالم.
تحديات الطبيعة كانت الأكثر إيلاما هذا الموسم على المنطقة والعالم، فقد شهدت الأردن أقسى موجة سيول أدت لوفاة عدد كبير من الأطفال والكبار.
كما شهدت الكويت والسعودية كذلك موسم أمطار تسبب في بعض الخسائر المادية، ولكنها كانت محدودة ولله الحمد.
أما ولاية كاليفورنيا الأمريكية فيحل عليها موسم أعياد حزين، حيث ضربتها أعتى موجة حرائق لا زالت تأتي على الأخضر واليابس على نطاق واسع، وأودت بحياة العشرات وشرَّدت المئات، نسأل الله أن يلطف بهم.
الشمال الأفريقي يحاول جاهدا البقاء في طريق السلام.. في ليبيا حيث يحاول الفرقاء لملمة الجراح وتغليب لغة التصالح والتحاور ولعلهم إلى السلم أقرب.. ويحاول المغاربة والجزائريون العودة بالعلاقات إلى عهد يفتقدونه ويبدو أنهم يعرفون الطريق إليه.
السودان يحل عليه موسم الأعياد وما زال يصارع تحديات اقتصاده المتعثر داخليا وخارجيا.. وفي يده أن يحل أزمته بعد عام على رفع العقوبات الاقتصادية الأمريكية عنها.
اليمن "السعيد" لا يزال يعاني من اختطاف سعادته من قبل مليشيات الانقلابيين، وعانى كذلك من عاصفة مدمرة وتفشٍّ لأمراض عديدة.. وعلى الرغم من كل ذلك يمد له الأشقاء والأصدقاء كل أيادي العون الممكنة والواجبة عسكريا واقتصاديا وسياسيا، ولعل موسم الأعياد هذا يأتي عليه وعلى شعبه بخير يؤمِّن له سلاما دائما واندحارا لكل الشرور عنه، عبر المفاوضات المرتقبة في السويد أو غيرها.
فلسطين وشعبها الذي لا يزال يعاني من وطأة الاحتلال، ويمر عليه هذا الموسم على أمل مصالحة بين الأشقاء طال انتظارها، ستسهم في تقريبهم من انتهاء معاناتهم الطويلة.
العراق ما زال يحاول النهوض من كبواته؛ جراء الإرهاب الداعشي من جهة، والتدخل الإيراني في سياسته الداخلية والإقليمية من جهة أخرى.. وعسى أن يكون موسم الأعياد هذا موسم خير على شعبه وحكومته التي ما زالت في طور النمو والاكتمال.
سوريا مشتاقة إلى موسم الأعياد، وها هي تنفض عنها غبار الحرب الذي لم تضع أوزارها في بعض أجزائها، وتستعد لاستقبال أهلها الذين بدأو في رحلة العودة إليها لقضاء موسم بطعم الفرح المنقوص.
لبنان كذلك، يدخل عليه هذا الموسم وعقبات تعترض طريق تشكيل حكومته، ولعل ما جرى من صلح بين الخصيمين بعد أربعة عقود يكون فأل خير على شعبه.
أما السعودية فتجابه بثبات حملة شرسة تستهدف مركزها وثقلها الإقليمي والدولي اقتصاديا وسياسيا، وستخرج منها أكثر قوة؛ حيث خبرت وفلترت أصدقاءها من أعدائها.
وعلى الرغم من موجة الكراهية، التي تطوعت لبثها دول شقيقة للأسف، نجد الإمارات الأبية تعقد العزم على التصدي لذلك عبر إطلاق موجات التسامح والمحبة، وتمد جسور الوصل والإنسانية مُكرِّسةً كل طاقاتها في تضخيم هذه الموجة الإيجابية بإنجازاتها وجوائزها ومؤتمراتها العابرة للقارات، بل والعابرة لحدود الزمان والمكان، حيث قامت خلال هذا الموسم وخلال أسبوعين فقط باقتحام الفضاء مرتين، فأطلقت قمرين صناعيين عربيين خالصين لخدمة الأرض: الأول "خليفة سات"، والآخر تم تصنيعه في مختبرات شركة "ياه سات" المملوكة لمؤسسة "مبادلة" الإماراتية، وهو قمر "ماي سات".
بهذين الانجازين المهمين يحقق الإماراتيون ما تعهدوا به في العام الماضي من أن عام زايد سيكون عاما للإنجازات، وتحقيق ماكان يحلم به وأوصى به، رحمة الله عليه، ليستقبلوا عيدهم الوطني بزخم ورصيد من الإنجازات والبناء والتخطيط واستشراف المستقبل.
كلنا أمل بأن يعود الموسم القادم علينا جميعا بخير وفير من الإنجازات.
وكل عيد وأنتم بألف خير
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة