تتوق أفئدة كثير من الصالحات المؤمنات إلى بيوت الله تعالى في أيام رمضان المباركات.
لأداء صلاة التراويح والقيام والذكر والدعاء؛ حرصًا منهنَّ على التربية الإيمانية لأنفسهن، وزيادة أجورهن، والحصول على الخيرات في مجامع المسلمين. وهذا من بالغ حرص النساء المؤمنات على استغلال مواسم الطاعات في الحصول على رضا رب البريَّات -عز وجل-.
ولما كان وضع العالم في هذه الجائحة يتحتم من الدول اتخاذ ما يضمن سلامة شعوبها ومجتمعاتها -بإذن الله تعالى-، فقد جعلت الدولة الصلاة في المساجد في التراويح والقيام مخصوصة بالرجال دون النساء، مما حدا ببعض الفاضلات أن ترجو الصلاة في بيوت الله تعالى رغبة في الأجور.
ومما لا شك فيه أن الله -تبارك وتعالى- قد جعل للصلاة في المساجد أجورًا مضاعفة، وحسناتٍ جزيلة، فصلاة المرء في المسجد يضاعف أجرها، والجلوس في المصلى سبب لدعاء الملائكة، وانتظار الصلاة كشهودها، والصلاة مع الإمام مغفرة للذنوب، مع فضائل أخرى جعلها الله لمن يغشى المساجد، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "إن الله -تبارك وتعالى- ليعجب من الصلاة في الجمع" أخرجه أحمد.
وكذلك فإن الله سبحانه جعل الفضل يزيد بالصلاة في مواضع دون غيرها، فتأمل إذا ما كانت تلك الصلاة في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! الذي جُعِلت الصلاة فيه تعدل ألف صلاة فيما سواه!!
ثم تأمل إذا ما كانت الصلاة في بيت الله الحرام؟! الذي جُعِلت الصلاة فيه تعدل مئة ألف صلاة فيما سواه!!
ثم تأمل إذا ما كانت تلك الصلاة خلف رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟! فيا لها من فضائل ومنازل تتطلع له الأنفس وترجوها!!
وهنا؛ يحق للمرأة المؤمنة أن ترجو تحصيل تلك الفضائل، ولكن لـمَّا كان هذا الدين في مقاصده مراعِيًا لمصالح العباد في تحصيلها وتكميلها -وإن قصرت عقولنا عن فهمها- فإن الشريعة قد جاءت باعتبار المصلحة الكاملة للنساء المؤمنات في هذه القضية.
وهنا نقول لأخواتنا وبناتنا الفاضلات المكرمات: تأمَّلنَ في قول النبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاءت إليه الصحابية الجليلة أم حميد -رضي الله عنها-، فقالت: "يا رسول الله! إني أحب الصلاة معك؟". قال: «قد علمت أنك تحبين الصلاة معي، وصلاتك في بيتك خير من صلاتك في حجرتك، وصلاتك في حجرتك خير من صلاتك في دارك، وصلاتك في دارك خير من صلاتك في مسجد قومك، وصلاتك في مسجد قومك خير من صلاتك في مسجدي».
فهذا الحديث يرشدكُنَّ إلى فضل عظيم من الله تعالى، حيث جعل -سبحانه- أجر صلاتكنَّ في بيوتكنَّ أفضل من حيث الكيفية من صلاتكنَّ في مسجد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بحضوره تلك الصلاة. وفي هذا يقول أهل العلم: الصلاة في المسجد الحرام تعدل مئة ألف صلاة، وفي المسجد النبوي تعدل ألف صلاة، ولكن صلاة المرأة في بيتها تعدل تلك الصلاة من حيث الكيفية وإن لم تتساوى معها في الكمية. ومثال ذلك: رجل معه ألف درهم كلها دراهم معدنية، وآخر عنده ألف درهم ورقة واحدة، فهذه وإن كانت واحدة من حيث الكيفية، ولكنها تساوي تلك من حيث الكمية.
ثم نقول لكل واحدة من أمهاتنا وأخواتنا وبناتنا: اقرئي قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-عن كل واحدة منكن: «لا تكون أقرب إلى الله منها في قعر بيتها».
وصدق صاحب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- حين قال: "ما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة