ارتفاع حصيلة ضحايا حريق هونغ كونغ إلى 94 قتيلا و250 مفقودا
ارتفعت حصيلة القتلى جراء الحريق المروّع الذي اندلع في مجمّع «وانغ فوك» السكني بمنطقة تاي بو في هونغ كونغ إلى 94 شخصًا على الأقل.
وتواصل فرق الإنقاذ البحث عن نحو 250 مفقودًا وسط أنقاض المباني التي أتت عليها النيران.
وكانت السلطات قد أعلنت سابقًا مقتل 83 شخصًا، قبل أن ترتفع الحصيلة مع تقدم عمليات البحث والإنقاذ.
وقال متحدث باسم حكومة هونغ كونغ لوكالة «فرانس برس» إن فرق الإنقاذ عالجت 76 مصابًا، بينهم 11 عنصرًا من جهاز الإطفاء، بينما تستمر عمليات إخماد بقية البؤر المشتعلة.
وبحسب خدمات الطوارئ، تمت السيطرة على النيران التي التهمت أربعة من الأبراج السكنية الثمانية، فيما أخمدت الحرائق في ثلاثة مبانٍ أخرى، وبقي مبنى واحد فقط بعيدًا عن نطاق الحريق. ووصفت السلطات هذه الكارثة بأنها الأخطر منذ حوالي 80 عامًا، وبدأت تحقيقات موسّعة لتحديد أسبابها، بما في ذلك الدور المحتمل للسقالات الخشبية المصنوعة من الخيزران المستخدمة في الموقع.
وقال نائب قائد الشرطة إريك تشان في مؤتمر صحفي إن «من الضروري تسريع الانتقال الكامل إلى السقالات المعدنية»، في إشارة إلى سرعة انتشار الحريق عبر السقالات التقليدية. كما فتحت لجنة مكافحة الفساد تحقيقًا خاصًا حول شبهات فساد في مشروع التجديد الرئيسي للمجمع السكني.
وأعلنت الشرطة توقيف 3 أشخاص بعد العثور على مواد قابلة للاشتعال خلال أعمال الصيانة، مرجّحة «إهمالًا كبيرًا» تسبب في تفاقم الحريق الذي اندلع الأربعاء قبيل الساعة الثالثة مساءً بالتوقيت المحلي. وامتدت النيران بسرعة إلى سبعة من الأبراج الثمانية، مدفوعة بالسقالات والعوازل الصناعية المستخدمة في التجديدات.
وبحسب السلطات، شارك أكثر من 1200 عنصر في عمليات الإنقاذ، فيما أعلنت القنصلية الإندونيسية وفاة عاملين منزليين يحملان جنسيتها. وأشار نائب مدير هيئة الإطفاء ديريك أرمسترونغ تشان إلى أن طواقم الإنقاذ واجهت صعوبات كبيرة بسبب الحرارة الشديدة وصعوبة الوصول إلى بعض الطوابق.
وروى شهود عيان لحظات الرعب؛ إذ قال أحد السكان، سوين، إن الحريق «انتشر بسرعة هائلة»، مشيرًا إلى أن خرطوم مياه واحد فقط كان يستخدم لإخماد عدة مبانٍ في البداية، ما جعل العملية بطيئة. وأضاف: «كنا نقرع الأبواب بشدة وننبه الجيران لإخلاء الشقق… هذا كل ما استطعنا فعله».
أما يوين (65 عامًا)، المقيم في المجمع منذ أكثر من 40 عامًا، فقال إن عددًا كبيرًا من سكان الأبراج من كبار السن، وبعضهم لم يعلم بالحريق إلا باتصال هاتفي من الجيران، مضيفًا بأسى: «أنا محطّم!».
وتم إجلاء أكثر من 900 شخص إلى ملاجئ مؤقتة، حيث قدّم المتطوعون الدعم والبطانيات والمساعدات الأولية للمتضررين، بينما يستمر البحث عن المفقودين وسط مبانٍ تضم 1984 شقة سكنية افتُتحت عام 1983.