صنَّاع الأمل بمصر: "مشروع المليون حلم" يوفر حياة كريمة لفقراء
5000 جنيه مصري، تغير حياة "أم فاطمة" التي بات لديها محل بقالة صغير يوفر لها ما يكفي من الدخل الذي يضمن لها ولأسرتها حياة مستورة.
بسبب خمسة آلاف جنيه مصري فقط، تبدلت حياة "أم فاطمة"، وهي أرملة تعاني ظروفاً صحية وحياتية صعبة، حيث بات لديها محل بقالة صغير يوفر لها ما يكفي من الدخل الذي يضمن لها ولأسرتها حياة مستورة، والفضل في ذلك يعود إلى الشاب محمد ناصر، وفقا لما استعرضته مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية من قصص حول مبادرة "صناع الأمل "في الوطن العربي كي تكون مصدر إلهام للآخرين الذين يتطلعون إلى تغيير مجتمعاتهم نحو الأفضل
تقول القصة، حين سمع محمد، وهو مهندس طموح، بمعاناة أم فاطمة وما تعيشه من ظروف قاهرة، فكر بأفضل طريقة لمساعدتها. أدرك محمد أنه يستطيع أن يساعد العديد من الناس "الغلابة" كما يصفهم، خاصة الأسر التي تعيلها نساء متعففات، فابتكر مشروع "المليون حلم" بمساعدة عدد من أصدقائه، ليتحول خلال السنوات القليلة الماضية إلى باب رزق لعدد كبير من الأسر الفقيرة. حتى اليوم، نجح مشروع "المليون حلم" في تنفيذ أكثر من 400 مشروع في 9 محافظات في مصر.
يؤمن محمد بالحكمة القائلة بأنه من الأجدى أن تعطي الفقير صنارة يصيد بها بدلا من إطعامه سمكة. وهكذا، جمع مبلغ الـ 5 آلاف جنيه، وسافر إلى القرية التي تقيم بها أم فاطمة وعرض عليها أن يساعدها في فتح دكان (محل) بهذا المبلغ. وها هو الدكان أصبح يشكّل اليوم شريان حياة الأرملة وعائلتها.
الحلم الذي بدأ بأم فاطمة شمل عشرات النساء مثل السيدة "أم آية" التي وفر لها محمد ورفاقه رأس مال بسيطاً مكّنها من تصميم إكسسوارات بسيطة وبيعها، قبل أن يتطور المشروع إلى إنتاج الكراريس والقرطاسية وبيعها، وهناك أيضاً سيدة أخرى، ساعدها محمد وأصدقاؤه في فتح محل منظفات، حيث استطاعت بشطارتها أن تطور المشروع وتوسعه.
مع الوقت، اكتسب مشروع "المليون حلم" زخماً كبيراً، مع إقبال عدد كبير من الشباب على التطوع من أجل تحقيق هذه الفكرة النبيلة. لكن محمد ورفاقه أدركوا أنهم لمواصلة المشروع وتوسيع دائرة الاستفادة منه يحتاجون إلى أن يكون هناك إطار قانوني وتنظيمي لهم، فانضموا إلى جمعية "من أحياها" في المنيل بالقاهرة.
يقول محمد إن مشروع المليون حلم هو مشروع خيري، لا يهدف إلى الربح، يقوم على العمل التطوعي، ويسعى إلى مساعدة الناس المتعففة أو الأسر الفقيرة من خلال عمل مشاريع صغيرة له، تغنيهم عن السؤال أو طلب المعونة من أحد، ليكونوا أعضاء منتجين في المجتمع.
ولا يكتفي محمد ومن معه بإطلاق المشاريع، بل يحرصون على تفقد هذه المشاريع ومتابعتها بصورة شهرية، والتدخل لتذليل أية عقبات وتقديم الدعم الفني واللوجستي والاستشاري.
بالنسبة لمحمد، فإن الأمل هو أن يتمكّن وهو فريقه من المتطوعين من الوصول إلى أكبر عدد من الأسر الفقيرة في مختلف القرى والبلدات المصرية، ليحققوا مليون حلم لمليون أسرة مصرية، وهي أحلام قطعاً ليست مستحيلة، مادام هناك شباب، مثل محمد ورفاقه، شغوفون بنشر الأمل في مجتمعهم وتوفير الفرصة لحياة أفضل.