مسبار الأمل.. 3 أرقام قياسية في أول مهمة عربية إلى المريخ
تكلفة مشروع وطبيعة القوة البشرية العاملة عليه، بل طبيعة عمله الفريدة من نوعها، تحمل 3 أرقام قياسية يحققها مشروع "مسبار الأمل"
عادة ما تكون البدايات متواضعة، لكن الإمارات تسعى من خلال مشروع "مسبار الأمل" إلى دخول التاريخ من أوسع أبوابه.
فرغم أن هذه المحاولة لإرسال مسبار إلى كوكب المريخ هي الأولى التي تقدم عليها الإمارات، كأول دولة عربية وإسلامية تقتحم هذا المجال، إلا أن مشروعها حقق 3 أرقام قياسية، سواء من حيث تكلفته والقوة البشرية العاملة عليه، بل طبيعة عمله الفريدة من نوعها.
أولا: التكلفة
يعد حجم ما تم إنفاقه على المشروع منخفضا عند المقارنة مع المشروعات المماثلة التي ستتجه نحو الكوكب الأحمر في شهر يوليو / تموز الجاري.
وأنفقت الإمارات على المشروع 200 مليون دولار، في حين أن المشروع الأمريكي (مارس 2020 ) الذي سيرسل العربة المتحركة (برسيفيرنس) على الكوكب تبلغ تكلفته 2.5 مليار دولار.
ووصف محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء في الإمارات، خلال لقاء مع الإعلاميين، كلفة المسبار بأنها الأقل في العالم قياساً بمهمات ومشروعات مماثلة، معزيا ذلك إلى ما بذله كوادر الإمارات الهندسية والبحثية والعلمية من جهود، حيث وضعوا كل همتهم وإيمانهم في هذا المشروع.
ثانيا: القوى البشرية
الكوادر الإماراتية التي رأى القرقاوي أنها ساعدت في التكلفة المنخفضة، كانت تحمل في ذاتها رقما قياسيا آخر، يتعلق بالمشاركة النسائية في المشروع.
وتقول مريم الشامسي، قائد الأجهزة العلمية ضمن الفريق العلمي في مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ (مسبار الأمل)، إنَّ 80% من الفريق العلمي الخاص بالمشروع من النساء، بينما يبلغ إجمالي مشاركة النساء في المشروع ككل حوال 34%، وهو رقم قياسي لم يتحقق في أي مشروع سابق.
وتضيف الشامسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، على هامش مؤتمر صحفي، أنَّ هذه النسبة العالية من المشاركة النسائية تترجم السياسة التي انتهجتها الإمارات في أن معيار الكفاءة هو ما يحكم الاختيارات وأنه لا فرق بين ذكر أو أنثى، بما يجسد المساواة الحقيقية بين الجنسين.
ثالثا: طبيعة عمل المسبار
مشروع المسبار هو أول مرصد جوي مريخي، يُقدِّم صورة كاملة عن الغلاف الجوي للمريخ.
ويقول الدكتور علاء النهري، نائب رئيس المركز الإقليمي لتدريس علوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، في تصريحات خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن جميع مشروعات المسبار التي أطلقتها الدول المتقدمة لاستكشاف المريخ، كانت تأخذ فقط لقطات ثابتة في أوقات محددة من اليوم، لكن مسبار الأمل سيرسم صورة جيدة عن مناخ المريخ الحالي، وما كان عليه قبل تلاشي غلافه الجوي، على مدار اليوم وعبر كافة الفصول والمواسم، ما يجعله الأول من نوعه في العالم، الذي يقدم صورة كاملة عن الغلاف الجوي للكوكب الأحمر.