مسبار الأمل يتأهب لرحلة المريخ بـ"تجارب نهائية"
فريق من الكوادر الإماراتية الشابة يقود عمليات تجهيز مسبار الأمل للإطلاق بما في ذلك التجارب النهائية، واختبارات ما قبل الإطلاق
تجرى حالياً التجارب النهائية على "مسبار الأمل" وفقاً للجدول الزمني المعتمد، وذلك تمهيداً لإطلاقه في موعده المحدد عند الساعة 5:51:27 صباحا بتوقيت اليابان، الأربعاء، الموافق 15 يوليو/ تموز 2020 من مركز تانيجاشيما الفضائي.
ويقود فريق من الكوادر الإماراتية الشابة عمليات تجهيز مسبار الأمل للإطلاق بما في ذلك التجارب النهائية، واختبارات ما قبل الإطلاق التي تتم في المحطة الفضائية بجزيرة تانيجاشيما في اليابان.
وتتضمن هذه الاختبارات إجراء فحوصات نهائية لوظائف المركبة الفضائية التي تشمل نظام الطاقة ونظام الاتصال ونظام الملاحة ونظام التحكم ونظام الدفع والقيادة والنظام الحراري وأنظمة البرمجيات.
ومنذ وصوله بنجاح إلى المحطة الفضائية بجزيرة تانيجاشيما اليابانية في أبريل/ نيسان الماضي يخضع مسبار الأمل لعمليات تجهيز فائقة الدقة للإطلاق وتستغرق هذه العمليات 50 يوم عمل وتتضمن تعبئة خزان الوقود للمرة الأولى بحوالي 800 كيلو جرام من وقود الهايدروزين وفحص خزان الوقود والتأكد من عدم وجود أي تسريبات، بالإضافة إلى اختبار أجهزة الاتصال والتحكم ونقل المسبار إلى منصة الإطلاق وتركيب المسبار على الصاروخ الذي سيحمله إلى الفضاء وشحن بطاريات المسبار للمرة الأخيرة.
ويتولى قيادة هذه التجهيزات والاختبارات فريق عمل "مسبار الأمل"، المكون من كوادر إماراتية شابة، وذلك بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعلميين لمشروع الإمارات لاستكشاف المريخ.
ويتكون الفريق الإماراتي المتواجد حالياً في محطة الإطلاق اليابانية كل من أحمد اليماحي ومحمود العوضي ومحمد العامري وهم من مهندسي الأنظمة الميكانيكية والمسؤولين عن رفع المسبار على صاروخ الإطلاق، وكذلك عيسى المهيري وهو المسؤول عن شحن بطاريات المسبار ومراقبة ورصد المركبة الفضائية، ويوسف الشحي وهو المسؤول عن إحكام إغلاق العازل متعدد الطبقات لخزان الوقود (MLI) وقابس التزود بالطاقة، بالإضافة إلى عمر الشحي وهو قائد فريق عمليات تجهيز المسبار للإطلاق ويقوم باختبار ومراقبة فعالية وأداء المسبار ، ومعه في ذات المهمة خليفة المهيري المسؤول عن مراقبة ورصد وضمان سلامة المسبار.
وتأكيداً على سير خطط إطلاق "مسبار الأمل" بكل دقة وفقاً للجدول الزمني المعتمد، بفضل الجهود المستمرة من جانب فريق العمل بالشراكة والتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين والعلميين للمهمة التاريخية لاستكشاف كوكب المريخ، فقد تم منذ أيام إنجاز عمليات شحن الجزء الأساسي من مركبة الإطلاق H-IIA "إتش 2 إيه" من مصنع توبيشيما التابع لشركة ناجويا لأنظمة الفضاء في محافظة أيشي اليابانية إلى محطة الإطلاق بمركز تانيجاشيما الفضائي في محافظة كاجوشيما.
نافذة الإطلاق
وكان قد تحدد يوم 15 يوليو/ تموز المقبل، موعداً مستهدفاً لإطلاق مسبار الأمل، وهو اليوم الأول ضمن "نافذة الإطلاق" الخاصة بهذه المهمة الفضائية التاريخية، وتمتد هذه النافذة من 15 يوليو/ تموز حتى 3 أغسطس/ آب 2020، علماً بأن تحديد موعد "نافذة الإطلاق" يخضع لحسابات علمية دقيقة تتعلق بحركة مدارات كل من كوكبي الأرض والمريخ، وبما يضمن وصول المسبار إلى مداره المخطط له حول المريخ في أقصر وقت ممكن وبأقل طاقة ممكنة.
ولاحقاً سيبدأ الاستعداد لوضع المسبار على مركبة الإطلاق، إيذاناً بقرب انطلاقه في مهمته الفضائية التاريخية. وتقنياً، مع بداية عملية الإطلاق، تبدأ المرحلة الأولى إذ يقوم دافع الوقود الصلب برفع الصاروخ بعد الانفصال عن منصة الإطلاق، ثم ينفصل هذا الجزء تلقائياً بعد إتمام مهمته مع انخفاض تأثير الجاذبية الأرضية وبدء خروج الصاروخ بعيداً عن مدار الأرض، وبانفصال هذا الجزء ينخفض وزن الصاروخ الذي يحمل المسبار، لتبدأ فترة انعدام الجاذبية الأرضية لينفصل الجزء الثاني من صاروخ الإطلاق، ثم تبدأ المرحلة الثانية حتى وصول مسبار الأمل إلى مداره الصحيح حول كوكب المريخ، محمولاً على الجزء الثالث من صاروخ الإطلاق.
ويبلغ وزن مركبة الإطلاق H-IIA "إتش 2 إيه"، أي الصاروخ الذي سيحمل "مسبار الأمل" إلى الفضاء في رحلته لاستكشاف الكوكب الأحمر 289 طناً، بينما يبلغ طوله 53 متراً.
ومن المتوقع أن يصل مسبار الأمل إلى مدار كوكب المريخ في شهر فبراير/ شباط 2021، بالتزامن مع احتفالات دولة الإمارات بيوبيلها الذهبي ومرور 50 عاماً على إعلان الاتحاد عام 1971.
وقال الدكتور أحمد بن عبدالله حميد بالهول الفلاسي، وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة بالإمارات، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء: "بدء الاختبارات والفحوصات والتجارب النهائية قبيل أيام من إطلاق مسبار الأمل في مهمته التاريخية وفقاً للجدول الزمني المقرر سلفاً، يؤكد أن خطط إنجاز مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ تسير بكل دقة، بفضل الدعم اللامحدود من القيادة الرشيدة للدولة، وجهود وتفاني فريق العمل الذي يثبت يوماً بعد يوم أنه على قدر المسؤولية المكلف بها".
وأكد أن مسبار الأمل يجسد طموحات دولة الإمارات ورسالتها الإيجابية للمنطقة والعالم بأهمية مواصلة العمل بشغف ومواجهة الظروف والمتغيرات والتحديات بإصرار لإيجاد الحلول الهادفة لخير الناس والإنسانية.
وقال سهيل الظفري، نائب مدير مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ "مسبار الأمل"، مسؤول تطوير المركبة الفضائية: "تعتبر عمليات الفحص النهائية التي تجرى حالياً خطوات مهمة لضمان عمل جميع الأنظمة وتلبية المتطلبات قبل تشغيلها".
وأضاف أن المعلومات التي يحصل عليها فريق العمل من إجراء عمليات الفحوصات والاختبارات النهائية مهمة جداً لضمان جهوزية المسبار والمركبة الفضائية قبيل الإطلاق الفعلي في الموعد المحدد ضمن نافذة الإطلاق.
وكانت رحلة نقل مسبار الأمل من دبي إلى موقع الإطلاق للفضاء في جزيرة تانيجاشيما في اليابان قد امتدت لأكثر من 83 ساعة ومرت بـ3 مراحل رئيسية بالغة الدقة، استوجبت تفعيل إجراءات علمية محددة وتوفير الشروط اللوجستية المتكاملة لضمان إنجاز عملية نقل المسبار على النحو الأمثل.
ويعد "مسبار الأمل" مشروعا وطنيا يترجم رؤية قيادة دولة الإمارات لبناء برنامج فضائي إماراتي يعكس التزام الدولة بتعزيز أطر التعاون والشراكة الدولية بهدف إيجاد حلول للتحديات العالمية من أجل خير الإنسانية.
aXA6IDMuMTQyLjk4LjExMSA= جزيرة ام اند امز