محطة فرنسية تحذر من استهداف إيران حركة التجارة بـ"هرمز"
فرانس إنفو طالبت المجتمع الدولي بالتدخل إذا حاولت إيران المساومة على أمن مضيق هرمز أو التأثير على هذا الممر الاستراتيجي
حذرت محطة تلفزيونية فرنسية من استهداف النظام الإيراني حركة التجارة العالمية في مضيق هرمز، في مسعى للرد على مقتل قاسم سليماني قائد فيلق القدس بمليشيا الحرس الثوري.
وطالبت محطة "فرانس إنفو" التلفزيونية الفرنسية المجتمع الدولي بالتدخل إذا حاولت إيران المساومة على أمن مضيق هرمز، أو التأثير على هذا الممر الاستراتيجي.
وأوضحت أن أسعار النفط قفزت بأكثر من 4% منذ إعلان مقتل سليماني، حيث تخشى الأسواق من تصاعد التوترات في المنطقة.
ويقع مضيق هرمز، الذي يربط الخليج العربي وبحر عمان، بين إيران وسلطنة عمان، وهو معرض بشكل خاص للتهديد الإيراني بسبب عرضه الضيق، نحو 50 كم، وعمقه الذي لا يتجاوز 60 متراً.
إيملي شيلي الباحثة بالمركز القومي للبحوث العلمية الفرنسي، والمتخصصة في الشأن الإيراني، قالت "إن اتجاه طهران لإغلاق المضيق الذي يمر عبره نحو 30% من تجارة النفط العالمية، سيكون له عواقب وخيمة للغاية".
وأشارت شيلي إلى أن الإجراء الإيراني يمكن ألا يكون بالإغلاق، إنما بالعبث بأمن المضيق والتحرش بالسفن التجارية ما يؤثر على حركة التجارة العالمية.
بدوره، اعتبر مدير معهد الاتجاهات والأمن في أوروبا إيمانويل دوبوي أن توجيه إيران صواريخ ضد أي أهداف أمريكية في مضيق هرمز، يمكن أن يكون له تداعيات على سفن من جنسيات أخرى قريبة من الأهداف المحتملة.
ويأتي مقتل سليماني بعد 3 أيام من وجود وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي في فرقاطة بمضيق هرمز، لإطلاق بعثة مراقبة بحرية أوروبية بالمنطقة على خلفية التهديدات الإيرانية المستمرة به.
ومنذ منتصف نوفمبر/تشرين الثاني الماضي تقوم الفرقاطة كوربيه، المؤلفة من 180 بحاراً، بدوريات أمنية واستهداف أي محاولة لتمويل شبكات إرهابية.
وأطلقت واشنطن، في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي أيضا، عمليتها الخاصة المعروفة باسم (سانتينال) لحماية الشحن البحري في مياه الخليج.
وحسب فرانس إنفو فإن البعثة الأوروبية الخاصة بضمان حرية الحركة في الخليج، يفترض أن تبدأ بالعمل في نهاية فبراير/شباط المقبل غير أن هذا الموعد يقترب من التأجيل.
وهنا أوضح مدير الأبحاث السياسية بشؤون الطاقة بمعهد العلاقات الدولية والاستراتيجية الفرنسي فرنسيس بيرين أن الضربات الأمريكية فتحت فترة من عدم اليقين بشأن الأحداث التي يمكن أن يكون لها تأثير كبير على سوق النفط العالمية، خاصة التجارة المارة عبر مضيق هرمز.
وأمام ذلك، تقوم قوات من البحرية الملكية البريطانية بمرافقة السفن التي ترفع علمها في مضيق هرمز، لحمايتها من خطر التصعيد، واتخاذ المضيق الاستراتيجي رهينة لذلك التوتر، حسب مجلة "لوبوان" الفرنسية.
وأعلن وزير الدفاع البريطاني بن والاس أن البحرية الملكية سترافق السفن التجارية التي ترفع العلم البريطاني في مضيق هرمز، بسبب تصاعد التوتر بين إيران والولايات المتحدة.
وقال إن سفينتين حربيتين هما "إتش إم إس مونتروز" والمدمرة "إتش إم إس ديفندر" ستستأنفان مرافقتهما السفن التجارية التي ترفع العلم البريطاني، والتي تمر عبر نقطة العبور الاستراتيجية هذه لتجارة النفط العالمية (مضيق هرمز)، مضيفاً أن الحكومة البريطانية ستتخذ جميع الإجراءات اللازمة لحماية مبانيها ومواطنيها.
وأمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإرسال 3000 جندي للشرق الأوسط، بهدف تعزيز الوجود العسكري بالمنطقة.
ونشر الحساب الرسمي للواء القتالي الأول بالفرقة الأمريكية 82 المحمولة جوا صورة لجنود يغادرون قاعدتهم بكارولاينا الشمالية، في طريقهم إلى منطقة الشرق الأوسط.
وكانت البحرية الملكية رافقت بالفعل سفنا مدنية بين شهري يوليو/تموز ونوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد أن صعدت إيران في يوليو/تموز باحتجاز الناقلة السويدية ستينا إمبيرو، التي كانت تبحر تحت العلم البريطاني.
كما نصحت الحكومة البريطانية رعاياها، السبت، بتجنب السفر إلى العراق وإيران، فيما طالبت فرنسا مواطنيها بتجنب مناطق التجمعات في هذين البلدين وعدم التصوير في الأماكن العامة.