من بينها المشروبات الساخنة.. طرق لتبريد الجسم في موجة الحر
مع بدء موجة الحر ودخول التحذير الصحي بشأن الحرارة حيز التنفيذ، يبحث الناس عن طرق للحفاظ على البرودة وتقليل خطر الإصابة بضربة الشمس، وهي أشد أشكال ارتفاع الحرارة، حيث تزيد درجة حرارة الجسم على 40 درجة مئوية.
وكبار السن، والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية كامنة، والصغار هم الأكثر عرضة للخطر، وسبب ذلك هو أن أجهزة الجسم لدى الصغار وكبار السن أقل كفاءة في تبديد الحرارة بعيدا عن الجسم.
ويحتفظ كبار السن بالحرارة أكثر من الشباب، لأن الغدد العرقية لديهم لا تعمل بشكل جيد ولا تقوم قلوبهم بتدوير الدم بكفاءة، لذلك يتم فقدان قدر أقل من الحرارة من الجلد.
والتعرق هو أقوى طريقة يمكن لجسمك من خلالها التخلص من الحرارة، وعندما يتبخر العرق، فإنه يأخذ معه الحرارة.
وفي درجات الحرارة التي تكون فيها درجة حرارة الهواء أعلى من درجة حرارة الجسم، يمكن نقل الحرارة من الهواء إلى الجسم، مما ينتج عنه تحد إضافي في إزالة الحرارة من الجسم.
وبصرف النظر عن التعرق، فإن الطريقة الرئيسية الأخرى التي نفقد بها الحرارة هي (توسيع الأوعية الدموية) في الأنسجة المحيطية، وفي الحرارة الشديدة، يمكن أن يستقبل الجلد ما بين ستة وثمانية لترات من الدم في الدقيقة للمساعدة في نقل الحرارة بعيدا عن الأعضاء المركزية.
ويهدف جزء كبير من استجابة الجسم إلى نقل الحرارة بعيدًا عن الأعضاء الرئيسية والجهاز العصبي المركزي للحفاظ على درجة حرارتها عند أقرب ما يمكن إلى 37 درجة مئوية.
في حين أن التعرق وتوسيع الأوعية الدموية فعالان، إلا أنهما محدودان، خاصة عندما تظل درجات الحرارة مرتفعة لعدة أيام، لذلك فإن د.آدم تايلور، مدير مركز تعلم التشريح السريري بجامعة لانكستر البريطانية كتب عن أفضل الأدوات التي تدعم آليات الجسم لإزالة الحرارة، وذلك في مقال نشره بموقع "ذا كونفرسيشن".
تطبيق الأشياء الباردة على الجسم
ويقول تايلور، إن تطبيق الماء البارد أو اسفنجة رطبة باردة على الجلد فعال في نقل الحرارة من الجسم، وهذا مفيد للأشخاص ذوي القدرة المحدودة على الحركة وكبار السن.
ويوضح أن الدلائل تشير إلى أن الماء الذي تبلغ درجة حرارته حوالي 26 درجة مئوية أو 27 درجة مئوية مثالي لتحقيق ذلك، فهو بارد بدرجة كافية لإبعاد الحرارة عن الجسم، ولكنه ليس باردا بدرجة كافية لبدء الارتعاش، مما يؤدي إلى توليد الحرارة، كما أن (الغمر في الماء البارد جدا يمكن أن يسبب أيضا صدمة باردة).
وأظهرت الدراسات التي تناولت موجة الحر الفرنسية عام 2003 أن التبريد (باستخدام حمام أو دش مستر أو بارد أو حمام إسفنجي أو مروحة ميكانيكية أو مكيف هواء) قد يكون مفيدا ويمنع الوفيات المرتبطة بالحرارة.
ويمكن وضع الثلج أو الكمادات الباردة (منشفة مبللة أو قطعة قماش تعمل بشكل جيد) على الجسم، ومناطق الفخذ والإبط والرقبة والجبهة والمعصمين والجذع كلها مناطق مهمة في التبريد حيث تحتوي على الكثير من الأوعية الدموية القريبة من السطح، ويمكن للدم المبرد بعد ذلك أن يعود إلى الأعضاء الرئيسية لخفض درجة الحرارة الأساسية.
ويجب لف الثلج أو أكياس الثلج بمنشفة أو شيء مشابه لتجنب حرق الجلد، وقد يساعد أيضا ملء زجاجة ماء ساخن جزئيا ووضعها في الفريزر لاستخدامها عند النوم، أو وضع أكياس الوسائد في كيس بلاستيكي وفي الفريزر لتبريدها أثناء النوم.
المراوح وتبخر العرق
ويوضح تايلور الدور الذي يمكن أن تقوم به المراوح أيضا، حيث أظهرت دراسة حديثة أنها يمكن أن تحسن عملية تبخر العرق في الجسم، لكن ليس بدرجة كافية للمساعدة في تقليل درجة حرارة الجسم الأساسية، ويصبح الأمر أقل خطورة عندما ترتفع درجات الحرارة المحيطة عن 33 درجة مئوية، أو عند كبار السن وذوي القدرة الضعيفة على التعرق.
المشروبات الساخنة والباردة
وأظهرت الأدلة المستقاة من الرياضيين الذين يمارسون الرياضة في درجات حرارة تبلغ 28 درجة مئوية أن السوائل المبردة في درجة حرارة الثلاجة كانت أفضل في خفض درجات الحرارة الأساسية من الجليد أو السوائل المحايدة لدرجة الحرارة عند 37 درجة مئوية.
وشرب المشروبات الساخنة ينشط آلية الجسم للتبريد، ولكن هذا سيزيل السوائل التي يحتاج إليها الجسم بشدة، إذا لم تشرب ما يكفي، لذلك ربما تكون المشروبات المبردة هي الأفضل في هذه الحالة.
المنطقة المظللة
ويؤكد تايلور أن كل هذه الأشياء تكون أكثر فعالية في المنطقة المظللة الباردة لزيادة التدرج الحراري بين الجسم ودرجة الحرارة المحيطة.
ويقول: "إذا جربت هذه الأشياء في الشمس، فمن المحتمل أن تكون أقل فاعلية لأن الهواء المحيط يكون أكثر دفئا في الشمس، مما يعني أن هناك قدرة أقل على التخلص من الحرارة أو يحدث ذلك بشكل أبطأ".
aXA6IDUyLjE1LjcyLjIyOSA= جزيرة ام اند امز