كيف يغير الطقس الحار غذاءنا؟ خبراء يتحدثون لـ«العين الإخبارية»

لا تقتصر تأثيرات الطقس الحار على الصحة الجسدية والنفسية، لكنها تمتد إلى عاداتنا الغذائية، التي قد تتغير في الأيام شديدة الحرارة، لتتماشى مع احتياجات بيولوجية واجتماعية وثقافية تحدث في تلك الأيام.

ويقول الدكتور محمد أمين، استشاري التغذية بوزارة الصحة المصرية لـ"العين الإخبارية"، إن أجسادنا تفقد في الطقس الحار، المزيد من الماء من خلال التعرق، مما يدفعنا إلى الرغبة في تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الماء، وهذا يشمل الفواكه مثل البطيخ والشمام والفراولة والخيار، وكذلك الخضراوات مثل الخس والكرفس.

• ذروة موجة الحر في الدول العربية.. نصائح للتعامل مع الحرارة الشديدة

ويوضح أن الإقبال على تناول المشروبات الباردة يرتبط أيضا بهذه الحاجة البيولوجية، حيث يكون هناك استهلاك أكبر لها مثل الماء المثلج والشاي المثلج وعصير الليمون والعصائر وغيرها من المشروبات المبردة للبقاء رطبا وباردا.

ويرتبط نفس الأمر بخيارات الطعام، حيث غالبا ما يبحث الناس عن الأطعمة الباردة والمبردة لمواجهة الحرارة، ويصبح الآيس كريم والزبادي المجمد وغيرها من الأطعمة المجمدة أكثر جاذبية، كما يعتبر الحساء البارد، مثل الجازباتشو والسلطات المنعشة من الخيارات الشائعة لأنها باردة وسهلة الهضم.

تفضيل الوجبات الخفيفة

ويوضح أمين، أن درجات الحرارة المرتفعة ترتبط بتقليل الشهية، مما يؤدي إلى تفضيل الوجبات الخفيفة التي لا تتطلب الكثير من الطاقة لهضمها، وتُفضل السلطات والسوشي والخضروات المشوية على الأطعمة الثقيلة والغنية.

ويضيف أنه "في الطقس الحار، غالبا ما يتجنب الناس استخدام الفرن أو الموقد لمنع الحرارة الإضافية في المطبخ، ويختارون بدلا من ذلك الوجبات التي لا يتم طهيها أو الوجبات سريعة الطهي".

المنتجات الطازجة والموسمية

ويشير خالد البدري، خبير التغذية بمركز البحوث الزراعية المصري لـ"العين الإخبارية"، إلى تأثيرات من نوع آخر، حيث تشجع وفرة المنتجات الموسمية الطازجة في الصيف على استهلاك الفواكه والخضراوات المنعشة، مثل التوت والطماطم والفلفل الحلو والخضراوات الورقية، والتي تكون في ذروتها خلال الطقس الحار.

ويقول إن "الأعشاب الطازجة مثل النعناع والريحان والكزبرة، التي تضيف نكهات منعشة إلى الأطباق، هي الأكثر استخداماً في الوصفات الصيفية".

التأثيرات الاجتماعية والثقافية

وإلى جانب هذه الاحتياجات البيولوجية التي تؤثر على خيارات الغذاء في الأيام الحارة، فإن التأثيرات الاجتماعية والثقافية، تكون حاضرة، كما يوضح البدري.

ويقول: "غالبا ما يجلب الصيف حفلات الشواء والنزهات والتجمعات في الهواء الطلق حيث يتم تقديم الأطعمة الخفيفة والمنعشة مثل السلطات وأطباق الفاكهة والخضراوات المشوية والحلويات الباردة، ويكون للثقافات المختلفة أطعمة تقليدية منعشة للطقس الحار، مثل الفواكه الطازجة والمشروبات المثلجة".