الزوارق المفخخة.. «العين الإخبارية» تكشف ورقة الحوثي الأخيرة بالبحر الأحمر
يتجه الحوثيون لتفعيل خيار الهجمات بالزوارق المفخخة ضد سفن الشحن بالبحر الأحمر ، إلى جانب صواريخ كروز المضادة للسفن والطائرات المسيرة محدودة الأثر.
وأقرت قيادات عليا بمليشيات الحوثي باستخدام الزوارق المفخخة في الهجمات ضد السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب كورقة أخيرة، إثر عدم دقة الصواريخ في الهجمات البحرية مؤخرا، وفق مصادر أمنية تحدثت لـ"العين الإخبارية".
وكشفت المصادر الأمنية عن أن "قيادات عسكرية وأمنية لمليشيات الحوثي عقدت، اجتماعا موسعا يوم 15 ديسمبر/كانون الأول الجاري لبحث تطورات الوضع في البحر الأحمر ونتائج الهجمات التي نفذتها المليشيات ضد السفن التجارية".
وجاء اجتماع قادة مليشيات الحوثي استباقا لأي تحرك دولي بقيادة واشنطن ردا على الهجمات البحرية التي شنتها الجماعة على سفن الشحن بالصواريخ والطائرات المسيرة.
وثيقة سرية
وأكدت المصادر الأمنية لـ"العين الإخبارية" أن الاجتماع حضرته قيادات كبيرة في الصف الأول للحوثيين وبعضهم شارك عبر الاتصال المرئي وذلك لتقييم العمليات الإرهابية التي تنفذها المليشيات ضد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضحت المصادر أن الاجتماع حضرته قيادات ميدانية عسكرية وقيادات الظل الأمنية وتم تعميم تفاصيل كثيرة من محتوياته إلى فروع الاستخبارات العسكرية للمليشيات وأذرع ما يسمى بجهاز الأمن والمخابرات كوثيقة سرية.
وأشارت إلى أن الاجتماع تمحور حول النتائج من العمليات التي تشنها المليشيات على خطوط الملاحة سواء من حيث دقة الوصول إلى السفن المستهدفة بالمقذوفات أو الطائرات المسيرة أو من حيث الجانب المعنوي الداخلي والخارجي لتبييض وجه المليشيات من خلال رفع شعار مناصرة غزة.
القوارب المفخخة
المصادر الأمنية أكدت أن التقييم العملياتي الذي استعرضته المليشيات الحوثية كشف عن قصور في تحقيق الأهداف المحددة وعدم بلوغ الصواريخ المستخدمة في القصف أهدافها بدقة، بينما كانت الطائرات المسيرة المحشوة بالمتفجرات هي الأكثر نجاحا في الوصول إلى الأهداف المحددة.
وأضافت المصادر أن إفادات القادة الحوثيين العسكريين بررت عدم وصول الصواريخ المستخدمة ضد السفن إلى أهدافها بعدم اكتمال التجهيزات التقنية اللازمة لدخول هذه الصواريخ للخدمة وأن خبراء مختصين يستكملون هذه التجهيزات في الوقت الحالي.
في المقابل، اعتبرت القيادات العسكرية الحوثية أن الطائرات المسيرة أكثر جاهزية من الصواريخ المضادة للسفن في التعاطي مع بنك الأهداف الحالي، بحسب المصادر ذاتها.
وأكدت المصادر أن "المليشيات الحوثية أقرت استخدام الزوارق المفخخة السريعة كسلاح أكثر فاعلية من الصواريخ التي أهدرت منها الكثير دون تحقيق نجاحات صريحة سوى الردع وهو لا يكفي بحسب قادة المليشيات".
ويستخدم الحوثيون نوعين من الزوارق المفخخة وهي "بلو فيش" ذات المحرك الواحد وتم استخدامها في هجمات عدة طيلة السنوات الماضية، فضلا عن زوارق من نوع "شارك 33” ذات المحركين وهو أكبر حجما من الأول وتعمل بكمية وقود أعلى.
كما تستخدم المليشيات الزوارق المزودة بمدافع آلية ويكون على متنها مسلحون لمضايقة السفن وتنفيذ عمليات قرصنة كما حدث مع عديد السفن كان أبرزها قرصنة سفينة "غالاكسي ليدر" والتي استعانت المليشيات بطائرة هليكوبتر في عملية الإنزال إلى جانب الزوارق السريعة.
ووفقا للمعلومات المتاحة، فقد نشر الحوثيون قرابة 120 زورقاً منها 56 زورقاً، تتناوب مهام تكاد تكون نصف شهرية في تهريب الأسلحة والمعدات العسكرية عبر البحر الأحمر.
وتكمن خطورة هذه الزوارق الحوثية بأنها ذات مهام قتالية مباشرة، حيث بالإمكان حشو جسمها الداخلي في البحر مباشرة بنحو 500 كيلوغرام من المتفجرات، وإطلاقها لاستهداف سفن الشحن العملاقة وسيكون من الصعب إيقافها نظراً لسرعتها الشديدة التي تصل لـ50 عقدة بحرية.
وكانت وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قد أعلن أمس الإثنين تشكيل تحالف دولي بمشاركة 10 دول للتصدي لهجمات الحوثيين في البحر الأحمر بقيادة أمريكا وبمشاركة بريطانيا والبحرين وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا.