"النواب" الأمريكي.. معركة الرئاسة تعري انقسام الجمهوريين
بهزيمة فوضوية وتاريخية، استهل الجمهوريون حكم الأغلبية الجديد بمجلس النواب الأمريكي حيث أخفقوا بشكل محرج في الالتفاف حول زعيم.
وأظهر الفشل المصاعب التي سيواجهها الحزب حتى في أداء أساسيات الحكم وافتقاره لأجندة موحدة.
وأهدر الجمهوريون الساعات الأولى للكونغرس الجديد، التي كان من الممكن استغلالها في تبديد المخاوف بشأن قدراتهم، بعدما فازوا بأغلبية ضئيلة في مجلس النواب منحها لهم الناخبون في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
وبدلًا من ذلك، تنازعوا بشأن رئاسة مجلس النواب؛ حيث رفضت العناصر الأكثر تطرفا بالأغلبية الجديدة مرارا تولي النائب كيفن مكارثي للمنصب.
سابقة منذ قرن
وبالرغم من الدور البارز الذي لعبه مكارثي في جمع الأموال وتسليم مجلس النواب إلى الجمهوريين ودعمه بين معظم صفوف الحزب، رفض حوالي 20 جمهوريا دعمه، مما اضطر لإجراء عدة جولات للتصويت على رئاسة مجلس النواب للمرة الأولى منذ قرن.
وبعد محاولات فاشلة لانتخاب رئيس للمجلس، دعا الجمهوريون بشكل مفاجئ لإرجاء مجلس النواب حتى ظهر الأربعاء، بينما سارعوا لإيجاد وسيلة للخروج من مأزق القيادة.
ويشي الطريق المسدود الذي وصلوا إليه أن التجمع الروتيني المعتاد لمجلس النواب الجديد لم يحدث، ولم يؤد أعضاؤه القسم، ولا يمكن النظر في أي تشريعات.
وأوضح هذا الجمود المعضلة التي تواجه الجمهوريين في مجلس النواب، والمتمثلة في أنه بغض عن التنازلات التي سيتم تقديمها لبعض من أولئك المنتمين لليمين المتطرف، لن يتوانوا في الانضمام إلى زملائهم حتى وإن كان ذلك من أجل مصلحة حزبهم، وربما الأمة.
ويعتبرون أنفسهم، بحسب "نيويورك تايمز"، أصوليين محافظين لا يمكن استرضائهم ما لم تلب مطالبهم – وربما حتى لن يتحقق ذلك حينها. وتقوم أجندتهم في الغالب على تعطيلها وتفكيك الحكومة، وليس المشاركة فيها.
"معركة فوضوية"
ورأت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه أيا من سيخرج من هذه "المعركة الفوضوية" على القيادة سيواجه معارضة عميقة عند محاولة رعاية مشروعات قوانين الإنفاق أو غيرها من الإجراءات الأساسية في الحكم.
وعكس مشهد أمس الثلاثاء أن الجمهوريين ازدادوا مهارة في التخريب التشريعي وليس النجاح، مما يترك مسألة إتمام الأعمال الصعبة للآخرين.
وقال الخبير الاستراتيجي الجمهوري والمساعد السابق بالبيت الأبيض، جون فيهيري: "المعارضون لا يحبون مكارثي، ويبدو أنهم غير قادرين على إيجاد طريقه للإعجاب به. يفتقرون للنضج التشريعي لفهم أن الأمر لا يمكن أن يكون شخصيا. يجب أن يكون متعلقا بالعمل فقط."
أما مكارثي فأشار في تصريحات إعلامية، إلى أنه "لا يمكن أن يتعلق الأمر بأنك ستفيد شخصا ما من أجل مكاسبك الشخصية داخل الكونغرس. يجب أن يكون الأمر بشأن البلد".
ولمحاولة إخماد التمرد، سبق أن وعد مكارثي بالفعل بقواعد جديدة والتي ستعرضه وأشخاص آخرين لجهود منتظمة للإطاحة بهم من رئاسة المجلس، إلى جانب متطلبات أخرى ستؤدي إلى ترك القيادة متعثرة وتحت رحمة المحافظين في محاولة تمرير التشريعات.
aXA6IDMuMTM5Ljk4LjEwIA== جزيرة ام اند امز