رعب في صنعاء.. اختفاء عشرات الفتيات في ظروف غامضة
تورط قيادات انقلابية في الاتجار بالبشر وبيع الأعضاء
ظاهرة أثارت الخوف والرعب لدى أهالي وسكان العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية
ظاهرة أثارت الخوف والرعب لدى أهالي وسكان العاصمة اليمنية صنعاء الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية، وهي اختفاء عشرات الفتيات في ظروف غامضة وخلال فترة زمنية قصيرة مع مؤشرات على تورط قيادات انقلابية في شبكات للاتجار بالبشر وبيع الأعضاء.
وكشفت مصادر لـ"بوابة العين" في العاصمة صنعاء، عن اختفاء 35 فتاة في سن الطفولة والمراهقة من منازلهن خلال أول أسبوعين من شهر سبتمبر/أيلول الجاري فقط، معتبراً ذلك رقماً قياسياً غير مسبوق.
وأشارت إلى أن الفتيات اللاتي تم الإبلاغ عن اختفائهن تتراوح أعمارهن بين 11 و20 سنة، مؤكداً أن هناك عشرات الحالات الأخرى المماثلة وبأضعاف كثيرة من التي لم يبلغ الأهالي عنها في أقسام الشرطة التي سيطرت عليها مليشيات الحوثي، خوفاً من الفضيحة والعار المجتمعي، وتحسباً لضلوع الحوثيين أنفسهم في حوادث الاختطافات.
وكان مصدر أمني في العاصمة صنعاء قال إن عدداً من مراكز الشرطة في المدينة تلقت عشرات البلاغات في وقت قياسي عن اختفاء فتيات عن أسرهن في العاصمة.
وأكد المصدر أن مراكز الأمن الرسمية تلقت أكثر من 30 بلاغاً خلال الأسبوعين الماضيين من الشهر الجاري، عن اختفاء فتيات شابات من منازلهن.
وأضاف المصدر أن الفتيات اللاتي تم الإبلاغ عن اختفائهن أعمارهن ما بين 11- 20 سنة، وأن تلك الأسر التي رفعت البلاغات لا تعلم حتى اللحظة مصير بناتهن وسط مخاوف حقيقية من تعرضهن للاختطاف والابتزاز في ظل الوضع الأمني المتدهور في صنعاء.
قصة وجدان
وتعد قصة الفتاة "وجدان" البالغة من العمر 14 عاماً والتي اختفت في ظروف غامضة في 3 أغسطس/آب الماضي، وما توصل إليه أهلها عن الشبكة أو العصابة التي استدرجتها عبر فتاة تسمى "هنود" والتي اعترفت لأسرة المخطوفة بأنها تعمل لعصابة يقودها طبيب، قالت إن اسمه الدكتور صدام، وذكرت اسم المستشفى الذي يعمل فيه ومكان سكنه ودونت اعترافاتها في محضر بقسم شرطة بني حوات في صنعاء.
وقالت الخاطفه هنود إن لديه "أيدي وأرجل وظهور ورؤوس تحميه"، حسب وصفها، وتقصد أنه مسنود من قيادات كبيرة من سلطة الأمر الواقع بصنعاء، وإن هناك نساء أخريات يعملن في نفس المجال.
وبحسب أهالي المخطوفة وجدان، فقد تم تكليف طقم أمني حوثي للنزول إلى منزل الجاني، وعندما وصل إلى أمام منزله تلقوا اتصالاً مجهولاً أمرهم بالعودة وعدم اقتحام المنزل أو تفتيشه، مشيرين إلى أن "هنود" التي استدرجت ابنتهم التي لا يزال مصيرها مجهولاً حتى الآن تغير اعترافاتها ما بين وقت وآخر حسب ما تتلقاه من تعليمات من عصابة تقف وراءها، وهناك محاولات جارية لإطلاق سراحها.
وقالت أم وجدان إنهم فوجئوا في اليوم التالي بتغييرات كثيرة طرأت على المحضر وأقوال المتهمة، بحيث استبدلت جريمة الخطف والإخفاء بخطيئة الهروب الإرادي.
وأكد أهالي وجدان أن قسم الشرطة الذي تسيطر عليه مليشيات الحوثي الانقلابية ومن أجل إنجاح مسرحية الهروب وإخراج القضية عن سياقها الطبيعي والتأثير على الأبوين للتنازل عنها، قاموا باعتقال الأب ووضعه في السجن.
وعلقت الناشطة الحقوقية اليمنية بلقيس السلامي على قضية وجدان بأنها تجارة الأعضاء البشرية والسمسرة والدعارة، وطالبت السلامي بتحويلها إلى قضية رأي عام حتى يتم القبض على العصابة ومنهم أطباء وقيادات حوثية.
وقالت السلامي إن 35 بنتاً اختطفن والأهالي صامتون خوفاً من الفضيحة، واعتبرت أن صمتهم على اختطاف فلذات أكبادهم من قبل عصابة متخصصة بالاتجار بالبشر هو الفضيحة.
تفاصيل مرعبة
وكتب الصحفي والكاتب الإعلامي عبدالكريم المدي كشاهد حول هذه القضية، قائلاً إن جريمة جديدة في العاصمة صنعاء هزت الشارع اليمني تفضح الأكذوبة التي تتداولها مليشيا الحوثي عن استتباب الأمن في المناطق التي يسيطرون عليها، وإن هناك استفهامات كثيرة حول تعاطي الأمن والنيابة مع هذه الجرائم.
ويتألم المدي عن والدي وجدان ومدى مصابهما بخطف وإخفاء ابنتهما ومصابهما أيضاً في أجهزة شرطة وسلطة أمر واقع ومجتمع تعاطى بهذا الشكل المخجل مع جريمة فظيعة من هذا النوع.
وطالب المدي من كل إعلامي وقاضٍ وحقوقي ورجل شرطة ومخابرات وعاقل حارة وسياسي ويمني يحمل ضميراً حياً وينتمي للبلد أن يعتبر نفسه أباً وأخاً لوجدان وغيرها العشرات من الفتيات ويتحرّك، لكشف مثل هكذا عصابة إجرامية ملأت المجتمع بالخوف، وأنه في حال تُركت ستُمثّل نواة لعصابات أخرى يُمكن لها أن تحول أطفالنا أجمل وأعذب وأغلى الأشياء في حياتنا إلى سلع وأيامنا إلى جحيم.