بداية فاشلة للدراسة بصنعاء.. المعلمون يضربون لنهب الحوثي مرتباتهم
قرابة 4 ملايين طالب يمني في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة للانقلابيين يعيشون بدون دراسة.
يعيش قرابة 4 ملايين طالب يمني في العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة للانقلابيين، بدون دراسة، جراء الإضراب المفتوح الذي أعلنته النقابات التعليمية على خلفية عدم صرف الحوثيين لمرتبات المعلمين منذ عام.
وكان من المقرر أن ينطلق العام الدراسي في محافظات الانقلابيين، السبت، لكن استمرار مليشيا الحوثي في نهب مرتبات المعلمين والمعلمات وعدم صرفها منذ قرابة عام، جعل النقابات التعليمية تعلن أن آلاف المعلمين لن يتوجهوا إلى المدارس إلا في حال صرف مرتباتهم.
- إنفوجراف.. 5500 جريمة للحوثيين بصنعاء في 3 أعوام
- إنفوجراف..الانقلاب الحوثي من سقوط صنعاء حتى بدء عمليات التحالف
وعلى الرغم من محاولات التهديد للمعلمين واتهامهم بأنهم عملاء ويعملون لصالح الحكومة الشرعية، إلا أن مليشيا الحوثي فشلت في فتح المدارس بصنعاء وتدشين العام الدراسي، حيث أكدت النقابات استمرارها في الإضراب حتى صرف مرتباتهم.
وخلافا للمناطق الخاضعة للانقلابيين، تعيش المناطق المحررة والخاضعة للحكومة الشرعية، استقرارا تعليميا، حيث تم تدشين العام الدراسي قبل أسبوعين، وتمت طباعة الكتاب المدرسي بدعم من دول التحالف العربي.
اقتحام مدرسة
حاولت مليشيا الحوثي، صباح اليوم السبت، فتح عدد من مدارس العاصمة صنعاء، بقوة السلاح، وجلب متطوعين من المليشيا من أجل تدشين العام الدراسي من أجل كسر إضراب المعلمين، لكنها محاولاتها باءت بالفشل.
وقالت مصادر تربوية لـ"بوابة العين الإخبارية"، إن المليشيا اقتحمت بدورية عسكرية مدرسة رابعة العدوية للبنات في العاصمة، وقامت باختطاف حارسها بعد رفضه فتح بوابة المدرسة بناء على تعليمات من المعلمين الذين ينفذون إضرابا للمطالبة برواتبهم.
ووفقا للمصادر، فقد قام قيادي حوثي بجلب عدد من المعلمات الحوثيات للقيام بتسجيل الطلاب وتسجيل متطوعات للتدريس.
وذكرت المصادر أن الحوثيين تفاجأوا بعدم حضور أي طالب، بعد إحضار كاميرات قناة المسيرة التابعة لهم من أجل تصوير تدشين العام الدراسي، وإيهام الناس بأن الإضراب فشل، لكنهم غادروا خائبين.
وأشارت إلى أن المسؤولين الحوثيين لجأوا بعد ذلك إلى أحد المدارس الأهلية الموالية لهم، وقاموا بتصوير الطلاب فيها، والتدليس بأن الدراسة مستمرة في صنعاء.
واعتبر أحد التربويين في المدرسة اقتحام الحوثيين للمدرسة بأنه عملية هجمية ولا أخلاقية، وتكشف مستوى تفكير الانقلابيين وكيف يريدون أن يحكمون البلاد.
صندوق إعانات
أجبرت النقابات التعليمية التي رفعت الإضراب في جميع مدارس صنعاء مليشيا الحوثي على الالتفات لمعاناة المعلمين جراء توقف رواتبهم، ووعدت بأنها ستقوم بحل جزء من أزمة الرواتب.
ووفقا لـ" محمد عبدالكريم"، وهو مدرس في مدرسة حكومية بمنطقة السبعين في صنعاء، تريد مليشيا الحوثي التحايل على مرتبات المدرسين وذلك بالإعلان عن إنشاء صندوق لدعم التعليم.
وقال عبدالكريم لـ"بوابة العين الإخبارية": "تقول جماعة الحوثي إن الصندوق سيتم تمويله من إيرادات المؤسسات الخاضعة لهم وبعض المنظمات الدولية، ولكنهم يقولون إنهم سيقومون بتوزيع إعانات للمعلمين والمعلمات من أجل تسيير أمور حياتهم ولن يدفعون رواتبنا .. يتعاملون معنا كمتسولين".
وأضاف التربوي اليمني "بمقدور الحوثيين صرف مرتبات جميع المعلمين نظرا للإيرادات المهولة التي يجنونها من ميناء الحديدة ووزارة الاتصالات والجمارك المضاعفة، ولكنهم يريدون تجويعنا فقط".
ووفقا لمصادر نقابية تربوية، فإن الحوثيين وعدوا بإنشاء الصندوق خلال الأسبوع الجاري وصرف مبالغ رمزية للمعلمين والمعلمات، لكن النقابة تضغط للمطالبة براتب ثابت أو حتى بنصف راتب.
وتترواح مرتبات المعلمين اليمنيين بين 70 إلى 80 ألف ريال يمني، أي ما يعادل 200 دولار أمريكي.
تأجيل الدراسة
تسعى مليشيا الحوثي إلى تجهيل ملايين الطلاب في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، ووفقا لمصادر تربوية، فقد وافقت الجماعة على تأجيل انطلاق العام الدراسي حتى العاشر من أكتوبر/تشرين أول القادم، تحت ضغط إضراب المعلمين.
وذكرت مصادر تربوية، أن النقابات التعليمية منحت ما يسمى بحكومة الانقلاب مهله لمدة أسبوع من أجل حل أزمة المرتبات، وإلا فإن الإضراب قد يمتد لأشهر.
وخلافا لإعاقة العملية التعليمية بعدم صرف مرتبات الموظفين، تسعى المليشيا إلى تدمير الأجيال وذكر بتحريف المنهج المدرسي وإدخال محتويات مذهبية وطائفية.