"مليون طفل بالمعسكرات".. "إجرام الحوثي" في "الميزان الأممي"
على وقع جولات مكوكية للمبعوث الأممي من صنعاء إلى عدن لإحياء مسار السلام، كان أطفال اليمن أسرى انتهاكات مليشيات الحوثي.
تلك الانتهاكات التي لم تغب عن ذاكرة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي الذي عرى جرائم مليشيات الحوثي الإرهابية وأكد عدم جاهزيتها للسلام بسبب حشد الأطفال ومواصلتها التعبئة للحرب.
- الحوثي يطلق ضابطا يمنيا بارزا من سجونه.. مبادرة أم مناورة؟
- من اليمن للسودان.. "العين الإخبارية" تكشف خط تهريب لأسلحة الحوثي
جاء ذلك خلال استقباله في العاصمة المؤقتة عدن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، ومساعده معين شريم، للبحث في مستجدات الملف اليمني والجهود الأممية المنسقة مع الأشقاء والأصدقاء لإحياء مسار السلام في البلاد.
تحذيرات
وحذر رئيس المجلس الرئاسي من خطورة تغاضي المجتمع الدولي عن الإجراءات الأحادية لمليشيات الحوثي، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان، مؤكدا أن ذلك شجع المليشيات "على حشد مليون طفل إلى معسكرات طائفية تعبوية لتمجيد الحروب"
وأشار إلى أن مليشيات الحوثي تعمل على تعبئة الأطفال للتحريض ضد قيم ومبادئ السلام، والاعتدال، والتعايش التي عرفها اليمنيون على مر التاريخ.
وأكد العليمي عدم جاهزية المليشيات الحوثية لخيار السلام، دون اكتراث للمعاناة المتفاقمة التي تجلت بوضوح في كارثة التدافع المؤلمة بصنعاء التي أودت بحياة عشرات الفقراء الباحثين عن أي مساعدات إنسانية للبقاء على قيد الحياة.
كما دعا المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على مليشيات الحوثية للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بملف المحتجزين بموجب اتفاق ستوكهولم، والتفاهمات الأخيرة التي تشدد على تبادل الزيارات لمرافق الاحتجاز، والكشف عن مصير آلاف المختطفين، والمخفيين في سجونها، وفي مقدمتهم محمد قحطان المشمول بقرار أممي.
ترحيب رئاسي
في السياق، أشاد العليمي بجهود السعودية استنادا إلى مبادراتها المبكرة للسلام عام 2021، وأهمية البناء عليها لدفع مليشيات الحوثي الإرهابية على التعاطي الجاد مع المساعي الإقليمية والدولية لإطلاق عملية سياسية شاملة تقودها الامم المتحدة.
كما رحب ببيان مجلس الأمن الدولي الأخير الذي دعا فيه الأطراف إلى الانخراط بحسن نية في جهود السلام، والتشديد على ضرورة استناد أي عملية تفاوضية إلى المرجعيات المتفق عليها، وعلى وجه الخصوص قرارات مجلس الأمن ذات الصلة.
وأكد التزام المجلس الرئاسي والحكومة المعترف بها بدعم مساعي المبعوث الأممي، والوسطاء الإقليميين والدوليين، وكل المبادرات الرامية إلى إنهاء المعاناة الإنسانية، وتحقيق التطلعات المشروعة للشعب اليمني في استعادة مؤسسات الدولة، والسلام والاستقرار والتنمية.
تفاؤل أممي
وكان المبعوث الأممي قد أنهى زيارته إلى صنعاء قبل أن يطير إلى عدن حاملا معه بشرى ما وصفها بـ"اللقاءات الإيجابية والنقاشات الصريحة والمفصلة حول كيفية المضي قدما"، وفقا لبيان لمكتب المبعوث تلقته "العين الإخبارية".
ويسعى المبعوث الأممي إلى اليمن إلى إبرام اتفاق مع الأطراف اليمنية يشمل وقف إطلاق النار، وزيادة عدد الوجهات والرحلات الجوية من وإلى مطار صنعاء الدولي.
كما يشمل فتحا سلسا، ودون أي عوائق، لموانئ الحديدة واستئناف صادرات البلاد من النفط وفتح الطرق الرئيسية في تعز والمحافظات الأخرى ودفع رواتب موظفي القطاع العام بشكل منتظم وشفاف ومستدام في جميع أنحاء البلاد.
كذلك أيضًا يتضمن الاتفاق تدابير القيام بتحضيرات لعملية سياسية شاملة واستكمالها، بحيث يتولى اليمنيون زمامها وتكون تحت رعاية الأمم المتحدة.
وقال غروندبرغ إنه "من خلال هذه العملية يمكن لليمنيين أن يناقشوا بنود التوصل إلى سلام مستدام وعادل ويتناقشوا بها ويتخذوا القرارات بشأنها"
وأضاف: "بعد عام من الهدوء غير المسبوق في اليمن، يتعين على الأطراف اتخاذ الخطوات الجريئة نحو إنهاء الصراع، كما ويساهم التعاون على المستوى الإقليمي بتهيئة البيئة الملائمة الحالية وهي فرص ثمينة محفوفة بالمخاطر".
ومن المتوقع أن يلتقي المبعوث الأممي بعد إنهاء زيارته إلى عدن المسؤولين السعوديين والعمانيين لمناقشة المضي قدما وإلى الأمام في نقاشات السلام، على حد قوله.