الحوثي يطلق ضابطا يمنيا بارزا من سجونه.. مبادرة أم مناورة؟
مبادرة إنسانية أم مناورة؟.. سؤال يطرح نفسه بعد إطلاق مليشيات الحوثي لواء بارزا بعد 8 أعوام من اعتقاله في العاصمة المختطفة صنعاء.
وأعلنت مليشيات الحوثي، الأحد، إطلاق سراح اللواء الركن فيصل رجب الضابط البارز في اليمن وصاحب الثقل السياسي والعسكري وذلك بزعم الاستجابة لوساطة قبلية من محافظة أبين وبتوجيهات من زعيمها عبدالملك الحوثي.
وعمدت مليشيات الحوثي عقب إطلاق سراح رجب إلى حشد قبائل طوق صنعاء والبيضاء والاحتفاء بإطلاق سراحه في خطوة أثارت غضب الشارع اليمني الذي اعتبره استثمارا سياسيا وإعلاميا وقحا لملف له طبيعة إنسانية
ولاقى إطلاق رجب ترحيبا من المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الذي حث الأطراف اليمنية بمن فيها مليشيات الحوثي على الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم وإطلاق سراح جميع المحتجزين والمعتقلين.
ورجب هو واحد من 4 قادة يمنيين مشمولين بالقرار الأممي 2216، اعتقلتهم مليشيات الحوثي 2015 إلى جانب اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر منصور وهما يخوضان المعارك ضدها في محافظة لحج، جنوبي اليمن.
كما جاء إطلاق سراح رجب بعد أكثر أسبوعين من صفقة تبادل للأسرى والمختطفين شملت الصبيحي وناصر منصور فيما ترفض المليشيات حتى مجرد السماح للسياسي محمد قحطان بالاتصال بعائلته رغم أنه مشمول بالقرار الأممي ذاته.
خلق نعرات مناطقية
زعمت مليشيات الحوثي في مؤتمر صحفي نظمته في صنعاء أن فيصل رجب لم يكن مشمولا بصفقة تبادل الأسرى والمختطفين لدى وفد الحكومة اليمنية في أكذوبة استهدفت المناورة والمراوغة وخلق نعرات مناطقية في جنوب اليمن.
تلك الأكاذيب فندها عضو الوفد الحكومي لاتفاق الأسرى والمختطفين العقيد ياسر الحدي في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، مؤكدا أن وفد الحكومة اليمنية المشارك في محادثات الأسرى كان يستعد لمبادلة رجب بـ50 أسيرا حوثيا.
وقال الحدي "كنا آملين أن يتم الإفراج عن اللواء رجب في مبادرة إنسانية وهي خطوة مرحب بها ولكن سرعان ما ظهرت النوايا الهادفة لخلق النعرات المناطقية على حساب الملف الإنساني" من قبل مليشيات الحوثي.
وأضاف "كنا مستعدين للدفع بـ50 أسيرا حوثيا طرحتهم مليشيات الحوثي بالاسم" لكنها ذهبت لتحويل قضية رجب من ملف إنساني إلى ورقة سياسية.
وأكد المسؤول الحكومي أن مليشيات الحوثي عمدت لإسقاط فيصل رجب بشكل متعمد من كشوفات عملية تبادل الأسرى وذلك إلى جانب 3 آخرين رغم أن مشمول في كشوف تم التوقيع عليها بسويسرا وقد قابلهم الصليب الأحمر وهم "زبن الله حزام مفرح وشهاب خالد محمد ووسيم القباطي".
وأوضح أن "مليشيات الحوثي كانت تشترط للإفراج عن اللواء فيصل رجب مع رفقائه محمود الصبيحي وناصر منصور إطلاق سراح أسرى وقعوا في الأسر أبان تحرير عدن 2015، ثم عادت للادعاء بوجودهم مع جهات خارج إطارنا من أجل إثارة الانقسامات" بين حلفاء الحكومة المعترف بها دوليا.
وأضاف أن الرد على مليشيات الحوثي كان واضحا وصريحا "حيث قلنا لهم نحن مستعدون نعطيكم الأسرى الذين بين أيدينا بجبهة الضالع ويافع وآخرين لا أبوح بالمكان للإعلام".
وأكد "قدمنا اللواء رجب ضمن قائمة تضم 57 آخرين في محادثات عمّان وتم إعادة القائمة نفسها في سويسرا وتحديداً بتاريخ 16 مارس/آذار 2023 واللواء فيصل رجب ضمن القائمة لكن الحوثي رفض القائمة كاملة وذكر اللواء رجب بالاسم قائلا إنه لن يتم إطلاق سراحه ووافق على 6 أسرى فقط من القائمة المقدمة".
واختتم حديثه لـ"العين الإخبارية"، قائلا " نحن من يحق لنا أن نفرح بعودة اللواء فيصل رجب من سجون مليشيات الحوثي وليس الجلاد الذي سجنه 8 أعوام واختلق الشروط التعجيزية عندما حددنا البدلاء عن اللواء رجب".
محارب الحوثي والقاعدة
ويعد اللواء فيصل رجب المولود عام 1954 في مديرية خنفر، في محافظة أبين جنوب اليمن، من أشهر القادة اليمنيين الذين ألحقوا الهزيمة بمليشيات الحوثي وتنظيم القاعدة قبل أن يقع في الأسر وهو يتقدم الصفوف الأمامية عام 2015.
والتحق رجب بالسلك العسكري باكرا أواخر الستينيات وتلقى تعليمه الأكاديمي في موسكو بعد رحيل الاحتلال البريطاني عام 1967 وعقب عودته عين أركان اللواء 14 مشاة بمكيراس، وظلّ بانضباطه يحصد الرتب، حتى أصبح لاحقًا قائدا للواء 30 بالمهرة.
وتدرج القائد العسكري الجنوبي في الرتب العسكرية حتى حصل عام 1980، على تأهيل في العلوم العسكرية بأكاديمية "فرونزا" في الاتحاد السوفياتي آنذاك، لمدة 5 أعوام.
وشارك كقائد للواء السادس مشاة في الحروب الست ضد الحوثيين في صعدة 2004 - 2009، كما قاد حربا شرسة ضد تنظيم القاعدة الذي أعلن محافظة أبين إمارة له بين عامي 2011 – 2012، وصولًا إلى مشاركته بشكل فاعل في منع مليشيات الحوثي من اجتياح عدن عام 2015.
وكتب مدير مركز العمالقة الإعلامي أصيل السقلدي أن رجب "أسد جنوبي وسيعود إلى عرينه متذكرًا 8 سنوات من الأسر بيد مليشيات الحوثي كما أنه لا يزال يتذكر الصولات والجولات التي قادها ضد مليشيات الحوثي المتمردة في جبال مران وحيدان وكيف كان يطارد الفار عبدالملك في منطقة مطرة بمحافظة صعدة".
وأضاف في تغريدة على حسابه في موقع "تويتر"، أن "بطل مثل رجب لن يفوت فرصة أن يعيد الكرّة ويقهر الإرهاب الحوثي في عقر داره مرة أخرى هكذا هم الأبطال في النهاية ينتصرون".
aXA6IDE4LjExOS4xMDguMjMzIA== جزيرة ام اند امز