في الأسابيع الماضية زادت وتيرة الحراك في اليمن ضد مليشيا الحوثي الانقلابية.
حيث أصبحت مليشيا الحوثي تحت قصف متواصل وشامل وقوي من مقاتلات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، بقيادة المملكة العربية السعودية، والتي استهدفت العشرات من مستودعات الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة للحوثي في صنعاء.
وعلى الأرض تتابعت الانتصارات وبوتيرة عالية في مأرب وشبوة على يد تشكيلات مختلفة من ألوية العمالقة الجنوبية والجيش الوطني ورجال القبائل وبدعم عسكري ولوجيستي من قوات التحالف العربي.
هذه الانتصارات السريعة والضربات الموجعة دفعت الحوثيين للقيام باعتداء إرهابي ضد منشآت مدنية على أرض الإمارات.
وبلا شك، فإن مثل هذه الاعتداءات، الدالة على نهاية من يقوم بها، ليست بالنوعية أو المؤثرة، وإنما هي من النوع الدعائي، خسائرها الكبرى على الحوثيين أنفسهم، فاستهداف المنشآت المدنية يعني أن مليشيا الحوثي الإرهابية تخسر فعلياً على الأرض أمام قوات التحالف العربي، التي تقوم فيها الإمارات بدور رئيسي لإعادة الاستقرار إلى اليمن الشقيق.
لقد حظي اعتداء الحوثي الإرهابي الجبان بإدانات دولية وإقليمية وعربية واسعة النطاق، شملت الأطراف الدولية الفاعلة، سواء كانت دولاً أو منظمات أو مؤسسات دولية، أعربت عن تضامنها مع دولة الإمارات، واستنكرت بأشد العبارات الاعتداء الذي اعتبرته دول عدة "تهديدا لاستقرار المنطقة"، وذلك يعبّر عن المكانة المهمة لدولة الإمارات إقليمياً ودولياً، وما تحظى به من تقدير لدى المجتمع الدولي وذلك لسياستها الخارجية المعتدلة والفاعلة.
رد فعل دولة الإمارات كان حاسماً وواضحاً حين أعلنت أن "الاعتداء لن يمر دون عقاب"، وأكدت احتفاظها "بحق الرد"، ومن يعرف الإمارات جيداً يدرك أنها إذا قالت فعلت، فقد أصبحت مليشيا "الحوثي" على صفيح ساخن بعد قصف متواصل وقوي لطائرات التحالف العربي طال كل مناطق انتشار "الحوثي" من صنعاء إلى الحديدة، وركّز بشكل واضح على مصانع تركيب الصواريخ وصناعة المسيرات وكل مقرات التخطيط والتصنيع والتدريب، واستهدف قيادات مليشياوية حوثية وآليات عسكرية، فيما يعِد التحالف بالمزيد والرد الحاسم على عناصر الحوثي.
التحالف العربي سيعمل دون توقف حتى يؤدي مهمته من أجل اليمنيين واليمن وأمن الخليج العربي، الذي يشكل كُلاً لا يمكن أن يتجزأ، وعلى المجتمع الدولي اتخاذ موقف صارم وقوي تجاه مليشيا الحوثي الانقلابية يتجاوز الإدانات والأقوال إلى أفعال أكثر وضوحاً ومواقف أكثر حسماً، كما آن الأوان أن تُنهي إدارة الرئيس الأمريكي بايدن تناقضاتها تجاه الأزمة اليمنية، وأعتقد أن نقطة البدء هنا تتمثل في إعادة إدراج مليشيا الحوثي على قائمة المنظمات الإرهابية، فمن شأن هذه الخطوة أن تحجم أعمال هذه المليشيا وداعميها وتحييد خطرها ووضع حد للانتهاكات الخطيرة التي تقوم بها.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة