«حارس الازدهار».. «العين الإخبارية» ترصد نقطة اختراق الحوثي
مع تصدر أمن باب المندب والبحر الأحمر المشهد العالمي، اتجهت الأنظار إلى محافظة الحديدة، غربي اليمن، التي تعد قاعدة انطلاق للهجمات البحرية للحوثيين لتهديد التجارة الدولية.
ويجمع اليمنيون بما فيهم المسؤولون وكبار رجال الدولة والنخب السياسية والعسكرية في البلاد، أن تأمين البحر الأحمر وباب المندب يبدأ باستعادة الحديدة، باعتبارها مكمن الخطر ونقطة الانطلاق والقاعدة العسكرية المتقدمة لمليشيات الحوثي خاصة بعد تشكيل التحالف الدولي.
ومنذ توقيع اتفاق ستوكهولم في 18 ديسمبر/كانون الأول 2018 بدعم من الأمم المتحدة، صارت محافظة الحديدة وموانئها منطقة عسكرية معزولة، تنتشر فيها مليشيات الحوثي بكثافة وتعمل على تحقيق مصالحها المتنوعة على حساب المدنيين فضلا عن تهديد الملاحة والتجارة الدولية.
وإلى ذلك، قال السياسي اليمني خالد سلمان إن «الخطاب الذي أعلن فيه وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن عن تشكيل القوات البحرية المتعددة كان شديد اللهجة بتوصيف التهديد الحوثي بالخطر المتجاوز للقانون الدولي، ودعوته جميع الدول لإدانته بعبارات صريحة».
وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أعلن، الأسبوع الماضي، عن تشكيل تحالف بحري لمواجهة تهديدات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر بقيادة واشنطن ومشاركة بريطانيا وكندا وفرنسا وإيطاليا وهولندا والنرويج وسيشيل وإسبانيا، بينما ستقدم دول أخرى المساعدة الاستخباراتية في جنوب البحر الأحمر وخليج عدن.
وأوضح السياسي اليمني، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن هناك فرقا «بين التأمين المؤقت لعبور السفن التجارية، والدائم لخطوط الملاحة الدولية، إذ إن الأول يكتفي بمرافقة القوافل في البحر الأحمر، فيما الثاني يكتفي باقتلاع محددات الخطر المستدام، بإجبار الحوثي على الانكفاء صوب جغرافيته الداخلية بتضاريسها الجبلية وتحرير الحديدة المختطفة».
وأشار إلى أن «قيمة الحديدة للأمن البحري تكمن في كونها تتحكم بعقدة المواصلات، ويجب أن تكون بأيدي قوى غير مغامرة مثل الحوثيين وتمثل دولة لا عصابة».
وحول صعوبة انطلاق معركة في الحديدة بسبب الاتفاق الأممي، أكد أنه بالفعل «صار لدينا في اليمن متلازمة ستوكهولم».
ما بعد حارس الازدهار
إلا أن ثمة سؤال يطرح نفسه وهو ما بعد التشكيل البحري، وما إذا كانت هناك ضربة عسكرية قادمة للحوثيين؟ قال سلمان إن «واشنطن لم تعلن خطط الـردع بعد، لكن النبرة الساخطة لبيان تشكيل القوات البحرية تشير إلى رسالة مشبعة بالدلالات، فإن لم يتوقف الحوثي وعلى وجه السرعة فإن عملاً عسكرياً هو الحل الناجع».
وأشار إلى أنه «رغم أن مسرح عمليات هذا العمل لم تتضح بعد، فإن أي ضربة ستبقى عديمة الجدوى إن لم تتسم بالعمق الاستراتيجي، وتزيح بندقية الحوثي المؤجرة خارج مواقع التأثير والسيطرة، وترسم بضرب النار خطاً أحمر يحول دونها والسيطرة على المضائق وأعالي البحار».
موقف عربي
من جهته، أكد الخبير العسكري العميد جمال الرباصي أن «رفض مصر والسعودية والأردن والكويت المشاركة في عملية حارس الازدهار، كان ردا على منع واشنطن للتحالف العربي والشرعية من تحرير محافظة الحديدة».
ويرى الرباصي في حديث لـ«العين الإخبارية» أن «الموقف العربي أضعف هذه القوة الدولية، ردا على وقوف واشنطن خلف عدم تحرير الحديدة وفرض اتفاق ستوكهولم وإخراج الحوثي من قوائم الإرهاب الأمريكية» في إشارة إلى العوامل الأمريكية التي عززت وجود الحوثي.
وأضاف أن «عملية حارس الازدهار ستكون لحماية الملاحة وليس لشن عمل عسكري، كما أن التحالف سيكون استعراضيا ليس أكثر، وقد يتعرض إلى استفزاز من الحوثيين في حال اقتربت من المياه الإقليمية لليمن».
أفضل فرصة
في السياق، قال الباحث السياسي اليمني أحمد شوقي إن «تحرير الحديدة كان يمثل الفرصة المثلى لتأمين البحر الأحمر، غير أن الدول الغربية وتحديداً الولايات المتحدة أعاقت هذا التوجه، وأصرت بشدة على فرض اتفاق ستوكهولم على الحكومة الشرعية وحلفائها».
وأوضح في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «الاتفاق الذي بموجبه أعيق تقدم القوات المشتركة التي كانت في قلب مدينة الحديدة بحجة المبررات الإنسانية، أدى إلى تمكين الحوثيين لاحقاً من السيطرة على الميناء الحيوي».
وأكد أن «الدول الغربية تحصد ثمن تمكين الحوثيين من السيطرة على منفذ بحري استخدم ليس فقط لتمكين الغرب من ابتزازها أمنياً ومالياً، ولكن أيضاً لتهديد العالم بأسره».
وأضاف: «اليوم تبرز الحاجة إلى تحرير محافظة الحديدة كاملةً، وحرمان الحوثيين من المنفذ البحري الذي يسيطرون عليه، والذي من خلاله باتوا يهددون الملاحة الدولية والمصالح العالمية والإقليمية، بما فيها المصلحة العربية ناهيك عن المصلحة اليمنية التي تتأثر لا ريب بسبب امتناع شركات الملاحة من عبور باب المندب، والتأثيرات الاقتصادية الناجمة عن ذلك».
aXA6IDMuMTQuMTQzLjE0OSA= جزيرة ام اند امز