تأثير هجمات الحوثي في البحر الأحمر على الاقتصاد العالمي.. رؤية خبراء
دفعت هجمات الحوثي في البحر الأحمر الشركات العالمية لتعديل مسار سفنها إلى رأس الرجاء الصالح، بحثاً ما يهدد اقتصاد العالم وأمن اليمن.
وخلفت هجمات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر تباعات كثيرة على كل من الاقتصاد العالمي والاقتصاد اليمني، خصوصا بعد تعليق عمالقة الشحن الدولي الإبحار عبر البحر الأحمر ما أدى إلى آثار جانبية خطيرة وخسائر هائلة.
وأجبرت هجمات الحوثيين الشركات البحرية للشحن على تغيير مساراتها، في الحركة الملاحية، وعدم مرورها في البحر الأحمر، حيث علقت شركات شحن كبرى المرور عبر مضيق باب المندب الذي تمر عبره 40% من التجارة الدولية.
وأبرز هذه الشركات الدنماركية ميرسك، والألمانية هاباغ-لويد، والفرنسية سي إم إيه سي جي إم، والإيطالية السويسرية إم إس سي.
ولم يبعث تشكيل القوات المتعددة الجنسيات لتأمين البحر الأحمر برسالة طمأنة حتى اللحظة لملاك السفن، وشركات تأمين الشحن، ما يعني أن مرافقة السفن العابرة لمضيق باب المندب ليس حلاً ولا يبعث طمأنة كافية، وفقا لخبراء.
مخاوف تأثر سلاسل الإمدادات
في السياق، أكد الخبير الاقتصادي اليمني وفيق صالح أن إعلان شركات الشحن الكبرى تعليق أنشطتها الملاحية عبر البحر الأحمر، أثار مخاوف حقيقية من تأثر التجارة البحرية الدولية، وتأثر سلاسل الإمداد وتدفق السلع إلى اليمن.
وقال الخبير الاقتصادي، في حديثه لـ"العين الإخبارية"، إن "اليمن يعتمد على أكثر من 90% على الاستيراد لتغطية الاحتياجات الغذائية والسلع الأساسية للسكان عبر البحر".
وأضاف صالح أن "هذه التطورات تأتي عقب تزايد الهجمات الحوثية على السفن التجارية في البحر الأحمر، حيث تضاعفت تكلفة التأمين على الشحن البحري، بالإضافة إلى توقف كبرى شركات الشحن الدولي وقف مرور سفنها عبر البحر الأحمر وباب المندب".
وبدأ الكثير من التجار ومستوردي السلع في اليمن مواجهة إشكاليات حقيقية مع شركات الملاحة التي ترفض المرور عبر البحر الأحمر، حيث تمثل ذلك ظهور أولى بوادر أزمات التدفق السلعي والتمويلي إلى اليمن، والذي سيشكل أعباء كثيفة على اليمنيين.
وبحسب وفيق فإن تكلفة التأمين على الشحن البحري ارتفعت بشكل مضاعف، والذي وصل خلال الأيام الأخيرة إلى أكثر من 200%، والتي يتوقع تزايد حدتها في الفترة المقبلة وسط تصاعد الاضطرابات في البحر الأحمر وباب المندب.
وأشار إلى أن هذه التطورات الأمنية في البحر الأحمر تُنذر بعودة إشكاليات الشحن البحري إلى اليمن، والتي عانى منها القطاع الخاص طوال السنوات الماضية، في ظل ارتفاع كلفة التأمين على النقل البحري، والاضطرابات الأمنية التي تسود المنطقة.
علاوة على ذلك فإن هذه الأحداث قد تدفع الدول الغربية الكبرى إلى تهميش مضيق باب المندب من خلال توجيه حركة النقل التجاري البحري لطرق بديله تحت سيطرتها، مثل مشروع الطريق الرابط بين دول آسيا وأوروبا عبر البحر المتوسط وإعادة تفعيل طريق رأس الرجاء الصالح، وفقا للخبير الاقتصادي.
استدارة جماعية
من جهته، يقول الكاتب اليمني خالد سلمان إن "هناك استدارة جماعية للسفن العملاقة صوب رأس الرجاء الصالح وبعيداً عن البحر الأحمر، الذي اعتبر منطقة غير صالحة أمنياً للإبحار، والذي سوف يخلف خسائر اقتصادية كبيرة".
وأضاف سلمان أنه "نحو 80% من سكان اليمن يقتاتون غذاءهم والمساعدات الدولية الإنسانية القادمة عبر البحار"، مشيرا إلى أن "شريحة واسعة من المواطنين في اليمن يعيشون في خط وما دون خط الفقر".
ولفت سلمان إلى قيام مليشيات الحوثي بتدمير سُبل العيش من خلال حجب المساعدات بإغلاق الممرات وجعلها غير آمنة لرفض شركات النقل الإبحار، ما ينتج بالضرورة شحة في سلاسل الغذاء، ورفع جنوني للأسعار، لأسر يمنية بلا مورد أو راتب، أو حتى بصيص أمل في ظل عدم إيفاء الحوثي بالتزاماته، تجاه السكان.
الحاق الضرر بالموانئ اليمنية
لا يزال اليمنيون يدفعون ثمن هجمات مليشيات الحوثي الإرهابية على الموانئ اليمنية النفطية، وحرمان الحكومة الشرعية من مورد اقتصادي مهم يتمثل في عائدات النفط، مما أدى إلى عدم قدرة الحكومة من الوفاء ببعض التزاماتها.
وتؤكد الخبيرة الاقتصادية اليمنية ميرفت عبدالواسع أن هجمات الحوثيين الأخيرة والتي استهدفت الملاحة الدولية بالبحر الأحمر، لها انعكاسات خطيرة أبرزها الحاق الضرر بالموانئ اليمنية، حيث ستعتبر بنظر العالم موانئ غير آمنة.
وقالت الخبيرة الاقتصادية لـ"العين الإخبارية"، إنه "سيترتب على تلك الهجمات إضافة أعباء مالية على الشحنات الواصلة إلى الموانئ اليمنية مما يؤدي بدوره إلى ارتفاع الأسعار داخلياً، والتي تعاني في الأصل من عدم استقرار الصرف، بسبب حرب المليشيات".
كما أن لتلك الهجمات الأخيرة بحسب ميرفت "أثرا على الإمدادات والمساعدات الإنسانية الواصلة لدعم الشعب اليمني الذي يعاني من تبعات الحرب الحوثية، حيث سينجم عن ذلك تأخير تلك المساعدات في حال حدوث تحرك دولي لوقف مليشيات الحوثي".
وأشارت إلى أن من تبعات هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، إضافة إلى الآثار التي ستلحق بالاقتصاد اليمني، تبعات في الاقتصاد العالمي، حيث تسببت بزعزعة استقرار الأمن البحري وتصدير الشحن التجاري، بل أيضاً كان له أثر على التدفق الحر للتجارة العالمية عبر البحر الأحمر.
aXA6IDE4LjIxOS4xNS4xMTIg
جزيرة ام اند امز