ملاحقة مفتي اليمن.. تشويه الحوثيين للرموز الدينية وتقزيم للعمالقة
محمد العمراني، الذي يناهز الـ100 عام، وأبعده الحوثيون عن منصبه لصالح تعيين آخر موالٍ لإيران، يتعرض حاليا لحملة تشويه من الانقلابيين.
من غرائب الحوثيين الذين سالت على أيديهم بحار من دماء الأبرياء، محاولتهم إظهار مليشياتهم كحام للشعائر الدينية، وذلك بملاحقة مفتي اليمن العلامّة محمد بن إسماعيل العمراني، بزعم التهرب من دفع الزكاة، ما أثار استهجان اليمنيين.
وأمرت نيابة الأموال العامة التي تهيمن عليها المليشيا، الطامعة في احتكار السلطتيّن السياسية والدينية، المفتي العمراني، المتمتع بصفة قاضٍ، بالمثول أمام المحكمة، وإلا سيتم اعتباره هاربا من العدالة.
وجاء في وثيقة حصلت "بوابة العين" الإخبارية على نسخة منها ونشرتها مواقع حوثية، أنه "بناء على قرار محكمة الأموال الابتدائية بالأمانة في جلسة 2018/1/20، بشأن المتهم محمد بن إسماعيل العمراني في القضية رقم 20 لسنة 2015م، بتهمة التهرب من سداد الزكاة، تعلن نيابة الضرائب والواجبات الزكوية بالأمانة أن عليه الحضور إلى المحكمة خلال شهر من تاريخ نشر هذا الإعلان للرد على الدعوى الجزائية المرفوعة ضده، وما لم يحضر فسيتم محاكمته كَفَارٍّ من وجه العدالة".
بدوره، أكد نجل القاضي العمراني، السفير عبد الوهاب، استدعاء المليشيا الحوثية لوالده، قائلا: "وكأن سماحته صاحب عقارات وتاجر وليس رجل دين رأسماله عشق الكتب وحب اليمنيين له".
ومبرزا تناقض الحوثيين تجاه أحد أكثر الرجال شعبية في البلاد، أضاف عبد الوهاب أن والده الذي يناهز عمره الـ100 عام، بقي بدون مرتب لأكثر من عام، مشيرا إلى أن الانقلابيين سبق وأن أطلقوا شائعات عن وفاة العمراني أكثر من 7 مرات.
تقزيم العمالقة
ومبررا سبب استهداف والده، قال: "إننا في عصر تقزيم العمالقة من قبل أقزام شيعة الشوارع"، في إشارة إلى مليشيا الحوثي.
وبذلك تأتي هذه الخطوة ضمن محاولات الحوثيين لتشويه الرموز الدينية التي لا تؤمن بأفكارهم، وتحظى بإجماع وسط اليمنيين.
ولا يزال العمراني هو مفتي اليمن المعترف به من الحكومة الشرعية والشعب اليمني، رغم إصدار مليشيا الحوثي قرارا بإقالته، في أبريل/نيسان الماضي، وتعيين محله، مجموعة جديدة للإفتاء تابعة لإيران، وهو ما وُصف بـ"الانقلاب الديني" لتعزيز مشروع طهران الطائفي الاحتلالي في اليمن.
والمجموعة المقربة من النظام الإيراني، وتقود دار الإفتاء بصنعاء، هم: شمس الدين محمد شرف الدين رئيسا للإفتاء، وعضوية كل من: سهل إبراهيم عقيل، محمد علي مرعي، محمد عبدالله عوض، يونس محمد المنصور، ومحمد سقاف الكاف.
ويوجد العلامة العمراني في منزله بصنعاء الذي تقول مصادر إن ملكيته تعود لزوجته التي ورثته عن والدها، وأن كل ما يملكه المفتي أكبر مكتبة علمية في اليمن، تضم أهم الكتب في كل المجالات.