قرصنة حوثية لـ4 طائرات مدنية.. نهب وتدمير الخطوط الجوية اليمنية
لا يتوقف مسلسل تدمير مليشيات الحوثي لكل مقومات الدولة اليمنية، كان آخرها الناقل الوطني الوحيد باليمن الآن.
تقوم مليشيات الحوثي بتدمير الناقل الوطني الوحيد في اليمن، حيث انتقلت صور التدمير من حجز الأرصدة المالية إلى قرصنة الطائرات المدنية وإفشال عودة الحجاج عبر مطار صنعاء الدولي.
وأعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية في بيان، الأربعاء، احتجاز مليشيات الحوثي 4 طائرات من أسطولها في مطار صنعاء الدولي، في "جريمة قرصنة جوية مكتملة الأركان" بما يهدد سلامة الملاحة الجوية في البلاد.
- انهيار اقتصاد الأفيون في أفغانستان..دولة جديدة تحتل الصدارة عالميًا
- مناظرة بايدن وترامب.. من ينتصر للاقتصاد الأمريكي؟
لكن القرصنة الحوثية التي تزيد من صعوبة تشغيل الرحلات الجوية من وإلى اليمن، تأتي في أعقاب حرب منهجية تشنها المليشيات لتدمير الناقل الوطني الوحيد، والتي بدأت باحتجاز ونهب الأرصدة المالية في البنوك الخاضعة لسيطرتها والخاصة بالخطوط الجوية اليمنية.
التدخل الدولي "ضرورة"
وقد دعت شركة الخطوط الجوية اليمنية في البيان "المجتمع الدولي، ومنظمات النقل الجوي الدولية، والمبعوث الدولي إلى اليمن، وكافة الجهات ذات الاختصاص، بالتدخل العاجل لوقف تعسف مليشيات الحوثي ضد شركة الطيران".
وتفاجأت طيران اليمنية بقيام "مليشيات الحوثي بحجز 3 طائرات من طراز إيرباص 320 ، ليصبح عدد الطائرات المحتجزة 4 طائرات مع الطائرة ذات السعة المقعدية الكبيرة إيرباص 330 المحتجزة منذ أكثر من شهر" ، وفقا للبيان.
وأوضحت الشركة أن "جميع الطائرات احتجزت في مطار صنعاء لحظة وصولها قادمة من مطار الملك عبدالعزيز بمدينة جدة في السعودية، حيث كانت تقل مئات الحجاج العائدين من المشاعر المقدسة عقب إتمامهم فريضة الحج".
وأشارت إلى أن الخطوط الجوية اليمنية شغلت "بشكل مباشر خطا بين جدة وصنعاء منذ 20 يونيو/حزيران الجاري، وأن عملية احتجاز هذه الطائرات من شأنها أن تؤثر على سير رحلات الناقل الوطني وتكبدها خسائر إضافية كبيرة".
وأضافت "أن سبب وصول الطائرات المحتجزة إلى مطار صنعاء، هو أن هناك نحو 8 آلاف و400 حاج من صنعاء والمناطق الخاضعة لسيطرة مليشيات الحوثي، يتطلب نقلهم من مدينة جدة إلى صنعاء خلال مدة أسبوع".
وتابعت الشركة: "اضطرت الشركة بالتعاون والتنسيق مع الهيئة العامة للطيران المدني السعودية لتشغيل أكثر من رحلة في اليوم الواحد من جدة إلى صنعاء لاستكمال نقل الحجاج إلى اليمن في الوقت المحدد، وما زال هناك الآلاف من الحجاج العالقين في الأراضي السعودية والذين لايزالون ينتظرون دورهم في العودة إلى صنعاء وبقية المطارات اليمنية الأخرى".
وأشارت إلى أن "هذه الخطوة الحوثية غير المسؤولة جاءت في ظل الكثير من المصاعب التي واجهتها قيادة شركة اليمنية مع مليشيات الحوثي أهمها حجز أرصدة شركة اليمنية منذ أكثر من عام، وأن قيادة الشركة استمرت في تفادي أضرارها حرصا على بقائها كناقل وطني يقوم بكافة مهامه وبما يمكنه من تسيير الرحلات الجوية لخدمة المواطنين اليمنيين بشكل عام دون استثناء".
وبينت أن "شركة اليمنية شغّلت أكثر من 100 رحلة جوية من صنعاء إلى الأراضي المقدسة ذهاباً وإياباً مع تغطية كافة النفقات التشغيلية لهذه الرحلات من خارج حساباتها في بنوك صنعاء، رغم إيداع إيرادات الحجاج لنفس الحسابات المجمدة منذ 8 مارس/آذار 2023".
واعتذرت شركة الخطوط الجوية اليمنية، بشدة "لحجاج بيت الله الحرام العائدين إلى صنعاء لعدم استطاعتها على نقلهم إلى صنعاء، بسبب ما قامت به مليشيات الحوثي من احتجاز للطائرات، مخالفة بذلك كل القوانين والأعراف الدولية للطيران، في ظاهرة هي الأولى تتعرض فيها طائرات مدنية للاحتجاز في ظل قيامها بعملها بشكل مهني"، طبقا للبيان.
دعوة حكومية
في السياق، أكد وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، محمد عيضة شبيبة، خبر احتجاز طائرات "اليمنية" من قبل مليشيات الحوثي ومنعها من العودة "إلى مطار جدة لنقل حجاج بلادنا الذين يريدون الرجوع إلى صنعاء".
وقال شبيبة "أؤكد على جميع الوكالات بقاء حجاجهم في مساكنهم والمكوث في مكة المكرمة حتى عودة الطائرات، ويُمنع على أي وكالة نقل حجاجها إلى المطار"، داعيا حجاج اليمن العالقين إلى "الاستقرار في مساكنهم حتى عودة الطائرات المختطفة من قبل مليشيات الحوثي الإرهابية".
وأشار إلى أن "قيادة الدولة برئاسة رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي ونوابه ورئيس الوزراء والحكومة يولون هذه الموضوع مع الأشقاء في المملكة عناية خاصة ومتابعة سريعة".
وتُوصف خطوة مليشيات الحوثي بأنها قرصنة وإرهاب ورفض معلن لمبادرة الحكومة اليمنية في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2023, بشأن "إعادة الرحلات التجارية من مطار صنعاء إلى الأردن ووجهات إضافية شريطة أن يرفع الحوثيون يدهم عن أرصدة الخطوط الجوية اليمنية".
نهب ومصادرة
وعمدت المليشيات الحوثية إلى نهب ومصادرة إيرادات الرحلات من وإلى مطار صنعاء، ومنع طيران اليمنية من استخدام تلك الأموال لشراء الوقود وتوفير الصيانة اللازمة لتأمين الطائرات ضمن مساعيها لتدمير الشركة كما دمرت كافة مؤسسات الدولة.
كما نهب الحوثيون أرصدت الشركة المالية البالغة أكثر من 80 مليون دولار في مسعى لدفع الشركة إلى الإفلاس والتوقف عن نشاطها الملاحي.
كما ابتكرت مليشيات الحوثي ممارسات وشروطاً مجحفة وضعتها على طيران اليمنية من قبيل تسيير رحلات جوية إلى وجهات خارجية ودول لا تتضمنها بنود الهدنة الأممية المعلنة وذلك بهدف زج الشركة في خضم الصراع لتدميرها.
ويرى مراقبون أن قرصنة الحوثي لطائرات اليمنية خطوة ستهدد بإغلاق مطار صنعاء الدولي مجددا وتعطيل انتقال المرضى اليمنيين إلى الخارج كجزء من حربها الانتقامية الاقتصادية ضد الحكومة المعترف بها دوليا.