انهيار اقتصاد الأفيون في أفغانستان..دولة جديدة تحتل الصدارة عالميًا
ظلت أفغانستان لسنوات عديدة الدولة الأولى في العالم في زراعة نبات الخشخاش، قبل أن تحتل هذا الموقع دولة أخرى.
كشف تقرير المخدرات العالمي لعام 2024 الصادر عن مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن أفغانستان كانت لسنوات عديدة الدولة الأولى في العالم التي تزرع نبات الخشخاش الذي يستخدم لإنتاج الأفيون الموزع في أوروبا وأفريقيا وكندا، في حين أن الأمريكتين كانت إمداداتهما تأتي من مزارع الخشخاش في المكسيك وكولومبيا.
ومع استعادة حركة طالبان السلطة في أبريل/نيسان 2022، فرضت الحكومة الأفغانية الجديدة حظرًا صارمًا على زراعة الخشخاش، ولم يقتصر الأمر على الحد من إمدادات المواد غير المشروعة مثل الهيروين فحسب، بل أيضا المواد الأفيونية الموصوفة طبيا. ونتيجة لذلك، انخفض إنتاج الأفيون بنسبة 95 في المائة بين عامي 2022 و2023 ليصل إلى 333 طناً.
ونقل تقرير لموقع "ستاتيستا" عن بيانات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، أن هذا التراجع فى الإنتاج من أفغانستان رشح بورما لتكون الدولة التي لديها أعلى إمكانات لإنتاج الأفيون في عام 2023. وقد ضاعفت الدولة الواقعة في جنوب شرق آسيا قدراتها في هذا القطاع بأكثر من الضعف مقارنة بعام 2021، وتلتها المكسيك في عام 2022.
وفي حين تم جمع لاوس وكولومبيا مع بلدان أخرى من حيث البيانات، بسبب محدودية توفر المعلومات، إلا أن البلدين ساهما في إنتاج الأفيون العالمي بـ41 طنًا في عام 2019 و18 طنًا في عام 2018، على التوالي.
وبصرف النظر عن الغزو الأمريكي لأفغانستان في عام 2001، فقد ازدهرت زراعة الخشخاش على مدى العقود الماضية، ونادرًا ما انخفضت إلى أقل من مستويات 2500 طن من الأفيون الذي تم إنتاجه بين عامي 1994 و2022.
وفي حين يعد التصدي لإنتاج المخدرات مثل الهيروين أمرا إيجابيا، إلا أن العديد من المزارعين في البلاد اعتمدوا بالفعل بشكل كبير على حقول الخشخاش الخاصة بهم للحصول على دخل شهري، كما شجع ارتفاع أسعار الهيروين على ظهور مواد جديدة بينها ما هو أكثر خطورة مثل الفنتانيل.
تغير المناخ
وبعد عامين من حظر حركة طالبان للأفيون، اكتشف المزارعون الأفغان الذين تحولوا إلى محاصيل بديلة، أن الكثير منها لم يعد ينمو بسهولة بسبب تأثير تغير المناخ، ما يعرض جهود القضاء على الخشخاش للخطر، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
وعلى مدى عقود، اعتمد المزارعون في جنوب أفغانستان على خشخاش الأفيون لكسب لقمة العيش في المناطق الصحراوية القاحلة التي يقطنونها. وحتى مع جفاف الأنهار بسبب موجات الجفاف الطويلة وتحول الحقول إلى أرض شديدة الملوحة إلى حد توهجها باللون الأبيض في الشمس، ازدهرت نباتات الخشخاش قوية التحمل.
وكانت طالبان حظرت زراعة الخشخاش بعد استيلائها على السلطة في أفغانستان منذ سنوات، حيث حظرت الأفيون لأسباب دينية.
لكن المزارعين في معقل الخشخاش السابق يقولون إنهم غير قادرين على كسب عيشهم بالبدائل العادية مثل القمح والقطن، التي تراجعت أسعارها بسبب إغراق السوق بها منذ دخول قرار حظر الأفيون حيز التنفيذ.
وأصبحت زراعة بعض المحاصيل وأشجار الفواكه الحقلية الأخرى التي كانت تنمو في هذه المناطق، مثل الباذنجان والرمان والمشمش، بالغة الصعوبة، وفي بعض الحالات مستحيلة بسبب الظروف القاسية التي يرجعها الباحثون الأفغان إلى تغير المناخ.
ويهجر بعض المزارعين حقولهم، فيما يفكر آخرون في العودة إلى زراعة الخشخاش، أو يرفضون الامتثال للحظر.
ميانمار في الصدارة
أظهر تقرير للأمم المتحدة نشر الثلاثاء أنّ ميانمار أصبحت في 2023 أكبر منتج للأفيون في العالم، متجاوزة في ذلك أفغانستان حيث حظرت حركة طالبان بعد استعادتها السلطة في كابول زراعة نبتة الخشخاش التي يستخرج منها هذا المخدّر.
وبحسب التقرير الذي أعدّه "مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة" فقد أنتجت ميانمار في 2023 ما يقدّر بنحو 1080 طناً من الأفيون، أي أكثر بثلاث مرات ممّا أنتجته أفغانستان من هذا المخدّر خلال نفس الفترة.
وفي 2022 أنتجت أفغانستان 790 طنًّا من الأفيون، الضروري لتصنيع الهيروين، بالمقابل، انخفض إنتاج الأفيون هذا العام بنسبة 95%، ليصل إلى حوالي 330 طنّاً.
ووفقًا لتقديرات مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة فإنّ "اقتصاد المواد الأفيونية" في ميانمار يدرّ ما بين مليار إلى 2.4 مليار دولار، أي ما يعادل 1.7% إلى 4.1% من الناتج المحلّي الإجمالي للبلاد.
aXA6IDMuMTQuMjUxLjEwMyA= جزيرة ام اند امز